كثيرا ما يبدي الأطفال، ولا سيما في سن ما بين الثانية والرابعة، نوبات من الغضب. إذ يعاني معظم الأطفال في هذا العمر هذا النوع من ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها. غالبًا ما يشعر الآباء بالدهشة من غضب أبنائهم وبكائهم وتمردهم عندما يُحرمون شيئًا يريدونه أو يُجبرون على فعل شيء لا يريدون فعله.

من المفهوم أنه في بعض الأحيان قد تشعر بالإرهاق أو أنك لا تعرف كيفية الرد أو كيفية إعادة توجيه انتباه طفلك. ومع ذلك، عليك أن تضع في اعتبارك أن نوبة الغضب هذه تعتبر ردة فعل طبيعية لطفل يسعى للاستقلالية.

ومهمة الآباء هي فهم هذه الانفعالات العاطفية ومرافقتها وتعليم الأطفال توجيه ما يشعرون به بطرق صحية. في هذا الصدد، يحذر موقع ستيب تو هيلث من بعض العبارات التي يجب تجنبها أثناء نوبات غضب الأطفال:

1- «اصمت.. وتوقف عن البكاء»

هذه هي العبارة التي غالبًا ما تتبادر إلى أذهاننا وأفواهنا عندما يبدأ الطفل بالبكاء والصراخ. نريد أن يصمت الطفل لأنه أمر مزعج حقًا أو لأن الآخرين يراقبوننا. ومع ذلك، فإن هذه العبارة لا تؤدي الغرض. ما شعورك إذا أخبرك شريكك أو صديقك أن تصمت وتتوقف عن البكاء في الأوقات الصعبة؟ لا بد أنك ستشعر بالضيق والأذى. هذا ما يشعر به الأطفال أيضًا. فهم أثناء نوبة الغضب، يحتاجون إلى التعبير عن أنفسهم أو البكاء أو الصراخ حتى يفهم الكبار مشاعرهم.

2- «أنت تحرجني»

من المفهوم جداً أن تشعر بالحرج عندما يمر طفلك بنوبة غضب في الأماكن العامة. فالنظرات المتطفلة والمستهجِنة ليست بعيدة أبدًا. ومع ذلك، من المهم تنحية ردود فعل الناس جانبًا والتركيز على ما يحتاجه طفلك. إبلاغ الطفل إنه يحرجنا، يجعله يشعر بالاستياء الشديد. رد فعله العاطفي ليس متعمدًا. لا يعرف الطفل كيف يضبط أعصابه. وسماع هذه العبارة قد يجعل الطفل يشعر بالإهانة. حتى أنه قد يعتقد أن إظهار مشاعره يثير الخزي ويستحق العقوبة. وقد يميل إلى كبت مشاعره مستقبلاً.

3- «الأمر لا يستحق كل ما تفعله»

كم مرة فكرت في هذا عندما رأيت طفلك يبكي من اليأس بسبب اضطراره إلى مغادرة الحديقة أو عدم القدرة على اصطحاب لعبة إلى المدرسة؟ من وجهة نظر الكبار، تبدو المواقف التي يواجهها الطفل غير مهمة، ولكن عليك أن تتفهم أنها مهمة بالنسبة له. ابلاغ الطفل أن ما يحدث له «ليس مشكلة كبيرة»، يجعله يشعر أنك لا تقدّر مشاعره في وقت ينتظر منك تفهم ما يشعر به. إذا قللت من أهمية ما يشعر به، فإنك تخسر فرصة ثمينة لتعليمه الذكاء العاطفي.

4- «إذا واصلت البكاء.. فسوف تعاقب»

قد يكون للتهديد بالعقوبة في كثير من الأحيان، تأثير قصير المدى (يتوقف الطفل عن البكاء خوفًا من العواقب). ولكن ذلك لا يعلّم الأطفال أي شيء مهم. لا يتعلم الطفل تنظيم مشاعره، بل يتعلم اخفاءها واطاعة والديه فيما يريدانه. سيؤدي ذلك إلى ظهور مشكلات عند الطفل في المستقبل وسيؤدي أيضًا إلى تدهور الروابط بينه وبين والديه.

5- «لا أحبك عندما تتصرف بشكل سيئ»

يحتاج الأطفال إلى اهتمام الأهل وحبهم لشخصياتهم كما هي. وبسبب هذا، فإنهم قادرون على تعديل سلوكهم إذا تعرضت هذه المودة لأي تهديد. ومع ذلك، من خلال قول هذه العبارة لطفلك، فإنك تشير ضمنيًا إلى أن حبك مشروط وأنك لا تحبه لما هو عليه ولكن لما يفعله. هذا يخلق فكرة أنه من الضروري إرضاء الآخرين.

6- «لم تعد طفلاً لتتصرف هكذا»

هذه إحدى العبارات الرئيسية التي يجب تجنبها أثناء نوبات غضب الأطفال، وذلك لأنه لا معنى لها. عندما يكبر الأطفال، نخطئ أحيانًا في الاعتقاد بأنهم بالغون صغار. وبالتالي، نعتقد أن لديهم قدرات ليست لديهم في الواقع حتى الآن، ونتوقع منهم ردود فعل ليسوا قادرين عليها.

في الواقع، لم يعد طفلك البالغ من العمر 4 سنوات رضيعًا، ويعرف كيف يتحدث، والبكاء ليس وسيلة الاتصال الوحيدة لديه. ومع ذلك، لا يزال يفتقر إلى المعرفة أو النضج المعرفي أو الأدوات العاطفية لإدارة مواقف معينة. لا تجعل الطفل يشعر بالذنب أو السخرية لشيء لا يستطيع التحكم فيه. بدلاً من ذلك، أرشده إلى كيفية التعامل بشكل مختلف.

7- «إذا هدأت.. فسأعطيك ما تريد»

الاستسلام لأهواء الأطفال هو ما يلجأ إليه كثير من الآباء عندما يعجزون عن ضبط أطفالهم. فمن أجل أن يصمت الطفل أو يتوقف عن البكاء أو يتوقف عن الشكوى، فإنهم مستعدون لتجاوز الحدود التي وضعوها هم أنفسهم، ويلبون رغبة الطفل. وأحياناً، يعدون أطفالهم بنوع من المكافآت أو الجوائز إذا توقفوا عن البكاء.

نصائح تجب مراعاتها

◄ لا يعرف الطفل كيف يضبط أعصابه.. وعليك تدريبه على ذلك

◄ عدم تقدير مشاعره يبدد فرصة ثمينة لتعليمه الذكاء العاطفي

◄ التهديد بالعقاب تأثيره قصير المدى ويؤدي إلى مشكلات مستقبلية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *