«تعتبر آلام الظهر جرس إنذار بالنسبة لنا، يجب أن نستمع إليها لمعرفة المزيد عن أنفسنا وعلاقتنا مع الآخرين»، هذا ما تؤكده المدربة والمعالجة النفسية دلفين ديبروند، وفق «هارفارد بزنس ريفيو».
وفيما يربط كثيرون بين آلام الظهر والإرهاق والتعب، ترى دلفين ديبروند أنه لا توجد علاقة مباشرة واضحة بين الظهر والعقل، وقالت: «من خلال الاستشارة، يمكننا أن نرى أن الرابط بين الظهر والعقل ليس واضحاً، بل هو عبارة عن تقاطعات».
وسواء كانت الأعراض جسدية (ألم) أو نفسية مثل القلق، فإن آلام الظهر كما تقول دلفين ديبروند ستكون رسالة ثمينة: «إنها جرس إنذار يعني أننا قد تجاوزنا حدودنا».
وتوضح: «يظهر ألم الظهر بعد أعراض طويلة تتطور ببطء. إذ تبدأ في الشعور بالضغط أسفل ظهرك عندما تكون متوتراً، وينتهي بك الأمر في صباح أحد الأيام بفقدان القدرة على النهوض من السرير. إن الحدث في حد ذاته غالباً ما يجعل آلام الظهر أكثر وضوحاً».
لغة أخرى
بالنسبة للمعالجة النفسية، سيكون ألم ظهرنا، بعيداً عن أنه جرس إنذار، مستوى لغوياً آخر، إنه لغة الجسد.
ففي بعض الأحيان عندما ننغمس في عواطفنا، في صعوبات حياتنا، ولا نكون قادرين على تحليل ما يحدث لنا وما نشعر به. نجد أنفسنا تحت ضغوط، من دون أن نفهم بشكل حقيقي. وغالباً ما تكون هذه هي المرحلة التي يمكن أن تظهر فيها آلام الظهر، لأنها في بعض الأحيان هي الطريقة الوحيدة التي وجدناها من دون وعي للتعبير عن المعاناة أو الألم في الحياة، مهما كان الأمر.
وتشرح: عندما يظهر ألم الظهر لأول مرة، علينا أن نخصص وقتاً للاستماع إليه، وأن نسأل أنفسنا ما الذي يثقل كاهلنا، وما الذي يجهدنا، وما الذي حدث لنا في الماضي القريب، لمحاولة إقامة رابط مع الألم. ويمكننا برفقة طبيب معالج استكشاف ما يجب أن تعلمنا ظهورنا عن أنفسنا. أشياء، في كثير من الأحيان، لا نعرفها، أو أننا لسنا مستعدين لرؤيتها.
نصائح وإرشادات
◄ أعد التواصل مع نفسك: تقول دلفين ديبروند إنه عندما نمرض، ندرك أن هناك شيئاً يجب مراجعته من حيث التوجه الذاتي، وهذه إحدى المزايا الجانبية لآلام الظهر، لأنه من خلال تنبيهنا، سوف يوقظنا الألم، ويجعلنا نستمع إلى الأحاسيس التي يسببها، ونعيد التواصل مع أنفسنا، وببساطة يدعونا إلى التفكير في أنفسنا.
◄ امنح نفسك الحق في أن تتحسّن: عندما يكون الألم كبيراً جداً أو قديماً، غالباً ما يكون من الصعب على المصاب أن يخرج من شكل العلاج التقليدي. ومن الصعب إقناع النفس بفائدة الرعاية الجسدية والنفسية عندما تكتسب عادة إسكات الألم بالكثير من الأقراص. باختصار، امنح نفسك الحق في أن تتحسّن. ومع ذلك، بالنسبة للمعالجة النفسية فإنه «من الضروري إنشاء مساحات يمكننا من خلالها تجربة هذا الألم والمعنى الذي يحمله لنا. ولكن من الذي يجب أن نستشيره، خصوصاً أن ما يسمى بالطب «الكلاسيكي» لم يستطع أن يريحنا؟
اترك تعليقاً