ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المنتشرة محليا وعالميا. ورغم زيادة التوعية حول أهمية التشخيص المبكر والتحكم بالمرض وقصد المختصين لا تزال هناك احاديث جانبية ومعتقدات خاطئة تتعلق بهذا المرض.

من جانبها، اشارت آمنة حيدر، اختصاصية التغذية العلاجية الى انتشار عدد من المعتقدات الخاطئة أو الخرافات المتعلقة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ومن أهمها: 

1 – استشارة الاختصاصي أو الطبيب أمر غير مفيد

◄ الحقيقة: بينت دراسات عدة أن مرضى ارتفاع ضغط الدم يهملون أهمية استشارة اختصاصي التغذية ووضع نظام غذائي مناسب لهم. كما قد يهملون قصد الطبيب المعالج الى ان تشتد الحاجة إليه لأنهم يتوقعون بأن العلاج لن يؤدي دائما إلى نتائج إيجابية.

ولكن الواقع هو ان التزام المريض بالعلاج والتغذية يعملان يدا بيد وبشكل فعال للحفاظ على صحته ووقايته من المضاعفات. فتجنب المضاعفات المصاحبة لارتفاع ضغط الدم يشترط التزامه بالخطة الدوائية وحمية غذائية. فالدواء يعدل الارقام، ولكنه لا يمنع المضاعفات المصاحبة.

2 – استبعاد ملح الطعام عن نظامك الغذائي يكفي للسيطرة عليه

◄ الحقيقة: يعتقد الكثيرون خطأً بأن عدم استخدام ملح الطعام في المطبخ، يعد أمرا كافيا للسيطرة على مرض ارتفاع ضغط الدم. إلا ان هذا المرض يتطلب التزاماً بالادوية والارشادات الطبية. كما ان استبعاد ملح الصوديوم امر صعب نتيجة الى وجوده في منتجات عديدة يغفل البعض عنها.

وفي الواقع، يتم إخفاء الكثير من الصوديوم الذي نتناوله يوميا (حوالي ثلاثة أرباع) في مواد غذائية معلبة ومعالجة. كما يستخدم كمادة حافظة في كثير من الاغذية. لذا، ينصح المريض بقراءة ملصقات الأغذية (قائمة المحتويات) عند التسوق وتجنب شراء المواد الغذائية التي تحتوي على مصطلحي «صودا» و«صوديوم».

3 – لا يمكن منع الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر

◄ الحقيقة: يمكن الوقاية من الأمراض المزمنة من خلال تنفيذ بعض الخطوات الوقائية مثل:

¶ خسارة الوزن الزائد والحفاظ على الوزن الصحي ¶ تناول الأطعمة الطازجة (الخضار والفاكهة) والدهون الصحي ضمن النظام الغذائي الصحي ¶ تفادي تناول الأطعمة السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والتي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح ¶ تقليل تناول الصوديوم ¶ ممارسة الرياضة يومياً ¶ الإقلاع عن التدخين ¶ الإكثار من شرب الماء (ليترين أو أكثر).

4 – تناول كوب من القهوة يرفع ضغط الدم

◄ الحقيقة: الكافيين الموجود في القهوة يعتبر محفزا، ولكنه غير مرتبط بارتفاع ضغط الدم بطريقة مباشرة. وقد أكدت كثير من الدراسات ان شرب القهوة بكمية معتدلة (2-3 اكواب يومية) لا يؤثر سلبا في ضغط الدم بل يقترن بفوائد صحية (بما فيها صحة القلب).

إلا ان كثرة استهلاك منتجات الكافيين هي التي ترتبط بالتأثير السلبي والضار لارتفاع ضغط الدم، فلا يغفل هنا التنويه الى وجود الكافيين في منتجات غذائية اخرى غير القهوه مثل: المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية والكاكاو. وعليه، ينصح المريض بملاحظة كمية الكافيين الكلية التي يتناولها من هذه المنتجات وليس القهوة فقط. كما ينصح من لديهم عامل وراثي بشكل خاص بالاعتدال وعدم تناول كمية كبيرة منها.

5 – الأطفال لا يصابون به

◄ الحقيقة: بحسب أبحاث أطباء مستشفى بوسطن للأطفال، %80 من الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم الثانوي نتيجة الى اصابتهم بخلل في الأوعية الدموية أو أمراض الكلى او اضطراب في الغدة الدرقية او الغدد الصماء. وارتفاع ضغط الدم الثانوي هو ارتفاع ضغط الدم بسبب حالة طبية أخرى. وأكثر من ثلاثة أرباع الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم الثانوي يعانون أيضًا من أمراض الكلى أو تشوهات الأوعية الدموية.

6 – تناول أغذية غنية بالملح السبب الرئيسي للإصابة

◄ الحقيقة: يفترض الكثيرون بأن سبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم هو اتباع نمط تغذية غني بالملح والدهون، إلا ان العديد من إحصاءات بينت بأنه قد يرجع الى سمة وراثية. حيث بينت بأن الوراثة هي السبب في إصابة %30ـــ%50 من المرضى.

كما وجدت الدراسات دليلاً على أن فرصة وجود الجينات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم تتضاعف 2.4 مرة في الذين لديهم والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. كما يجدر التنويه الى خطأ الاعتقاد بأن السمنة لها دور رئيسي في الاصابة لأن هناك الكثير من المصابين الذين يتمتعون بوزن مثالي او غير بدناء مما يؤكد دور التغذية ونمط الحياة.

7 – من لديه عوامل وراثية لا يتحكم بضغط دمه

◄ الحقيقة: وجود عوامل وراثية (إصابة عائلية) لا يشترط اصابة الفرد بل يزيد قابليته للإصابة فقط بينما يتوقف حدوثها على نمط حياته وتهيئته الظروف المحفزة للمرض. فقد اكدت عدة دراسات ان اتباع نمط حياة صحي يتضمن التغذية الصحية وممارسة الرياضة والتمتع بوزن صحي والتحكم بالتوتر النفسي كفيل بمنع وتأخير إصابة من لديهم عامل وراثي. كما تجدر الاشارة الى اهمية الاهتمام بعادات النوم الصحية للوقاية من الاصابة، فقلة النوم من العوامل التي اكدت الدراسات تأثيرها في ضغط الدم.

8 – الذي لا يشعر بأعراض ليس عليه تعديل نمط حياته وتغذيته

◄ الحقيقة: بعض المرضى يعتقد «بما أنه لا يشعر بالاعراض فليس عليه علاج المرض، بمعنى أنه لن يقلل كمية الملح في طعامه او يتوقف عن التدخين او يمارس الرياضة». ولكن عليه معرفة بأن أخطر انواع الأمراض هي الامراض الصامتة التي تتطور من دون أعراض واضحة ومن أهمها مرض ارتفاع ضغط الدم، فغالبا لا يشعر المريض بأي اعراض الى ان تتدهور صحته كثيرا وتصل الى أن يصاب بالجلطة كعرضه الاول.

ومن هذا المنطلق، يجب على المريض ألا يعتمد على الاعراض لتقييم مخاطره الصحية، بل عليه الالتزام بخطة العلاج الدوائية والغذائية وقياس ضغط الدم دوريا وتجنب الاغذية المالحة والوجبات السريعة والمعلبة واتباع نمط حياة صحي.

حقائق علمية

◄ يجب علاج مرض ضغط الدم جيدا حتى في غياب الاعراض، فهو مرض صامت قاتل

◄ القهوة لا تسبب ارتفاع ضغط الدم مباشرة

◄ اتباع نمط حياة صحي والتحكم بالتوتر النفسي كفيل بمنع إصابة من لديهم عامل وراثي

◄ قلة النوم من العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *