يصاب أكثر من 2.5 مليون بالغ في فرنسا فقط بالاكزيما، و6 % من هؤلاء المرضى البالغين يعانون من أكثر أشكال الاكزيما خطورة.
وعلى الرغم من أن الاكزيما غير ضارة نسبياً في معظم الحالات؛ فإنه يمكن أن يكون لها تأثير قوي في احترام الذات وتزعزع الاستقرار النفسي؛ حيث يفيد 69 % من المرضى الذين يعانون من الاكزيما المعتدلة عن معاناتهم من تأثير سلبي للمرض في معنوياتهم. وتقدم الطبيبة المتخصصة بالأمراض الجلدية، سيلفي كونسولي وفق «هارفارد بزنس ريفيو»، بعض النصائح في هذا الصدد.
3 أنواع
1 – يشير مصطلح الاكزيما عموماً إلى الاكزيما التأتبية أو التهاب الجلد التأتبي، وهو أكثر أنواع الاكزيما شيوعاً، ويتطور هذا المرض الجلدي، والذي غالباً ما يكون مزمناً، في نوبات مع فترات من السكون، ويمكن أن يؤثر في أي جزء من الجسم بما في ذلك الوجه والأعضاء التناسلية.
ويمكن التعرف إلى الاكزيما بسهولة من خلال البقع الحمراء والجافة التي تظهر على الجلد، والتي عادة ما تكون غير ضارة على الرغم من أنها تسبب حكة شديدة مزعجة.
2 – هناك نوعان آخران أكثر تحديداً من الاكزيما. النوع الثاني هو اكزيما اليد المزمنة التي غالباً ما تصيب البالغين (خصوصاً النساء) وتتفاقم بسبب استخدام المنظفات المتكرر.
وتمكن ملاحظة اكزيما اليد بسهولة لأنها تصيب جزءاً مكشوفاً من الجسم يتمتع برمزية اجتماعية قوية، لذلك غالباً ما يُنظر إليها على أنها الأكثر تأثيراً في حياتنا المهنية وعلاقاتنا مع الآخرين.
3 – النوع الثالث من الاكزيما هو التهاب الجلد التماسي التحسسي، الذي يتطور نتيجة تفاعل الجلد مع المواد المثيرة للحساسية الموجودة في المنتجات اليومية مثل مستحضرات التجميل والتنظيف والمعادن والملابس وما إلى ذلك.
الأسباب
للاكزيما عوامل متعددة مثل القابلية الوراثية والعوامل البيئية والمناعية، لذلك من غير المجدي البحث عن دواء معجزة لعلاج الاكزيما كما توضح طبيبة الأمراض الجلدية سيلفي كونسولي.
وتستعرض الأسباب المحتملة، ومنها:
التأثير النفسي الكبير للأكزيما
إذا فكرنا في التأثير الجمالي للاكزيما، فإننا نميل إلى التقليل من تأثيرها النفسي. وتقول الباحثة سيلفي كونسولي إن المثير للدهشة بالفعل هو أن المرض ذا الشدة نفسها يسبب لبعض المرضى التوتر والقلق بشكل خاص، بينما لا يؤثر مطلقاً في مرضى آخرين. قد يعتمد ذلك على المنطقة المصابة؛ إذ من الصعب للغاية تقبُّل ظهور الاكزيما على الوجه مقارنةً بظهورها على الركبة، كما تؤثر الإصابة بهذا المرض في نظرتنا لذاتنا. وتوضح: يعتبر البعض الاكزيما مخجلة جداً أو تثير القلق لدرجة أنها تدفعهم للانطواء على أنفسهم والحد من اختلاطهم بالمجتمع، وقد يصل الأمر إلى تجنب الذهاب لإجراء مقابلات العمل وتجنب إنشاء علاقات مع الآخرين.
الإقصاء والتنمر
تؤثر الاكزيما في المرضى وتجعلهم أكثر هشاشة من الناحية النفسية ما يؤثر في حياتهم الاجتماعية إلى حد كبير؛ إذ يقول غالبية المرضى (52 %) أنهم استبعدوا أنفسهم من نشاطٍ ترفيهي أو اجتماعي أو مهني مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
وعانى نحو نصف المصابين بالاكزيما (45 %) من شكلٍ من أشكال الإقصاء أو الوصم من حولهم، وهذا الرفض يؤثر بشكل خاص في الشباب والطبقات العاملة. وكانت أكثر أشكال الوصم التي شعر بها المرضى هي الطلب منهم التوقف عن الحك. بالإضافة إلى ذلك؛ عانى 3 من بين 10 أشخاص ممن أصيبوا بالاكزيما من شكل واحد على الأقل من المضايقات اللفظية أو البصرية أو العدوانية (مثل السخرية المهينة والمضايقات الأخلاقية والتنمر وما إلى ذلك).
هل يمكن للعلاج النفسي أن يشفي منها؟
يعتبر العديد أن الاكزيما مرضٌ نفسي عضوي نظراً لأنها تتفاقم عندما يمر المرء بفترة من القلق أو الضغط النفسي. ويمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقم الاكزيما طبعاً، ويمكن أن تزيد العوامل النفسية من انتشاره.
ومع ذلك، فليس من الضروري أن يصاب كل من يعاني من التوتر أو القلق بالاكزيما.
وتقول سيلفي كونسولي: «من الخطأ تصور أن العوامل النفسية فقط وراء الإصابة بالاكزيما». ومع ذلك، فوفقاً لكونسولي إذا كنت تعاني من مشكلات نفسية مثل القلق أو الإجهاد المتكرر، فإن معالجة هذه المشكلة من خلال العلاج النفسي يمكن أن تكون مفيدة فقط في عملية الشفاء من المرض.
مع ذلك تحذر كونسولي من أن العلاج النفسي وحده لا يمكن أن يعالج الاكزيما؛ حيث تقول: «لم نعد في زمن فرويد حين كان بالإمكان علاج الاكزيما من خلال قراءة التحليل النفسي لقصة المريض. العلاج النفسي، وخاصة في مكونه النفسي الجسدي، مفيد للتكيف بشكلٍ أفضل مع المرض وتحسين الامتثال للعلاج؛ لكن من الضروري بكل الأحوال العناية بالجلد ومراجعة طبيب الجلدية».
ملاحظات مهمة
◄ للأكزيما تأثير قوي في احترام الذات وتزعزع الاستقرار النفسي
◄ يعتبر البعض الأكزيما مخجلة جداً لدرجة تدفعهم للانطواء على أنفسهم والحد من الاختلاط بالمجتمع
◄ تجعل المرضى أكثر هشاشة من الناحية النفسية ما يؤثر في حياتهم الاجتماعية
اترك تعليقاً