يعاني مريض الوسواس القهري كثيراً بسبب طبيعة اضطرابه؛ لكن معاناته يمكن أن يتضاعف حجمها ما لم يكن هناك شخص واحد على الأقل من أفراد الأسرة أو الأصدقاء متفهّماً لطبيعة المرض وأعراضه، والتحديات اليومية التي تواجه المصاب.

0 seconds of 0 secondsVolume 0%
لكن هذا التفهم والدعم اللذين بإمكان أي فرد تقديمهما للمريض يتطلبان الإلمام بعلامات الاضطراب والوعي بالصعوبات اليومية التي تعترض طريق المريض وتمنعه من عيش حياة أقرب إلى الطبيعية.

وفق موقع «هارفارد بزنس ريفيو»، يعاني الشخص المصاب بالوسواس القهري (OCD) من أفكار أو صور أو وساوس مزعجة تسبب له الضيق وتدفعه للانخراط في سلوكيات قهرية تصعب السيطرة عليها؛ حيث يشعر بالحاجة إلى تكرارها. وغالباً ما يعيق هذا النوع من الاضطرابات قدرة المصاب على الاستمتاع بالحياة؛ إذ تنخفض جودة العيش ويصبح كل شيء يدور حول الأفكار والهواجس المسيطِرة كالخوف من فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الآخرين، والأفكار والصور العنيفة أو غير المألوفة، والخوف من فقدان الأغراض والممتلكات الشخصية.

آثار الوسواس

أما السلوكيات الناتجة عن الوسواس القهري فغالباً ما تتضمن:

1 – التنظيف وغسل اليدين باستمرار

2 – التأكد المستمر من إغلاق الأبواب والنوافذ مثلاً

3 – العد وترتيب وإعادة تنظيم الأشياء

4 – التعب والإرهاق، ويمكن أن تزيد الصدمات والتوتر وسوء المعاملة من تفاقم أعراض الوسواس القهري

طرق التعامل

لا بد أن الجزء الأصعب من معاناة مريض الوسواس القهري هو ضرورة تقبُّل وتأقلم المحيطين به من أفراد أسرة والمقربين مع حالته، وفي بعض الأحيان تكون أعراض الاضطراب حادة لدرجة تجعل مهمة التعايش صعبة جداً، لذلك قام الخبراء من مؤسسة الوسواس القهري الدولية بتطوير قائمة من الإرشادات لمساعدة أفراد أسر وأصدقاء المرضى على مواجهة تحديات المواقف الفردية والتعامل معها بالشكل الصحيح؛ وهي كالآتي:

1 – تعرّف إلى العلامات

من المهم ملاحظة التغيرات السلوكية التي يمكن أن تُظهر أن الشخص المعنيّ بالأمر في أسرتك بدأت تظهر لديه أعراض الوسواس القهري؛ بحيث تميز الفرق بين شخصيته الحقيقية واضطرابه.

2 – توفير بيئة داعمة

يواجه المصابون بالوسواس القهري صعوبات في تقبُّل التغيير بنوعيه؛ الإيجابي والسلبي، فغالباً ما يزيد ذلك من حدة الأعراض وتفاقمها، لذلك أي صراع أو موقف أسريّ متوتر يمكن أن يزيد من معاناة المريض.

ومعرفة المزيد من المعلومات حول الوسواس القهري تجنّب الوقوع في الانتقادات غير الضرورية لسلوكيات المصاب التي قد تكون مزعجة ومثيرة للأعصاب؛ لكن قريبك المريض يحتاج التقبل والدعم بدل الانتقادات.

3 – لاحظ التحسن مهما كان صغيراً

يستفيد مريض الوسواس القهري من فرد الأسرة الداعم الذي يتفهم طبيعة مرضه، فالأعراض يمكن أن تظهر وتختفي لفترات، وأي تحسن مهما كان طفيفاً يجب ملاحظته وتشجيعه.

4 – تجنَّب المقارنات

تؤدي المقارنات في العلاقات عموماً إلى نتائج سلبية، وفي التعامل مع مريض الوسواس القهري، يمكن أن تحاول عمل مقارنة مع بداية العلاج وفترات أخرى لاحقة لم تكن واعياً بطبيعتها، لأنها قد تكون عبارة عن انتكاسات، وقد تحدث كثيراً في رحلة العلاج، ومن الأفضل أن تبدي بعض اللطف إزاء ذلك وتشجع التحسن وتقبل الفشل في الاستجابة للعلاج عند قريبك المصاب دون أن تقارن فتجرح مشاعره.

5 – ضع حدوداً

تهدف هذه الإرشادات إلى التقليل من الصعوبات التي يجلبها التعايش مع مريض الوسواس القهري وتقديم الدعم الذي يحتاجه، لكن هذا لا يعني التسامح مع جميع سلوكياته؛ ما يعني وجوب الحزم والتحكم في الوقت المخصص لمناقشة هواجس المريض، ومقدار الطمأنينة المقدمة له.

6 – ادعم أخذ الأدوية كما هو موصوف

يجب التأكد من أخذ القريب المصاب للأدوية واحترام توصيات الطبيب المعالج في إطار الدعم الذي يحتاجه وبإمكانك تقديمه.

7 – اجعل التواصل واضحاً وبسيطاً

يحتاج المصاب باضطراب الوسواس القهري باستمرار إلى تفسيرات مطمْئِنة لمخاوفه وهواجسه؛ ما يجعل سد هذا الاحتياج الدائم لديه مرهِقاً لمن يعيشون حوله، لذلك يجب أن تتعلّم كيف توصل فكرتك بوضوح وطريقة غير متعبة لك وبسيطة الفهم له.

8 – الوقت المنفصل مهم

من الضروري والصحي أن يحصل جميع أفراد الأسرة على وقت منفصل وخاص؛ لكن وجود شخص مصاب داخل الأسرة يقلل من ذلك. يجب أن يفهم المريض من خلال رسالة واضحة وبسيطة أن بإمكانه تحمّل مسؤولية نفسه دون قلق لبعض الوقت، حتى يمنح الفرصة لباقي الأفراد للاعتناء بأنفسهم.

9 – حافظ على روتين طبيعي لعائلتك

يمكن الحفاظ على الحياة الأسرية وروتينها الطبيعي حتى بوجود فرد مصاب بالاضطراب من خلال تذكيره باحتياجات الآخرين، والتفاوض ووضع الحدود لاحتواء الهواجس والسلوكيات القهرية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *