تسبب الانتشار الكبير لاستخدام الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية لفترات طويلة من قبل الأطفال، بازدياد شكوى الأطفال من أعينهم في أعمار صغيرة جدًا. ووفقا لدراسة حديثة، فإن بعض الاطفال يقضون ما يقرب من 3 إلى 5 ساعات يوميا على الأجهزة الذكية، وبالتالي زيادة فرصة اصابة العيون بالامراض والمشاكل، ومن هذه الامراض حدوث التهابات العين، وخلل في رؤية الأشياء أو حدوث حالات الرؤية المزدوجة، واضطرابات النظر.
أكد الدكتور فيصل الجسار، اختصاصي جراحات القرنية وتصحيح النظر بالليزر، أنه على الرغم من ضرورة وجود مثل هذه الأجهزة لدخولها في مجال التعليم، لابد للوالدين من معرفة حدودها وأضرارها من إرهاق للعين وزيادة نسبة الجفاف وارتفاع احتمالية زيادة درجات قصر النظر، مشيراً إلى أن المجلة الأميركية للأطفال نشرت بهذا الخصوص تعليمات تشمل منع مشاهدة الاجهزة لمن هم دون السنتين، ونصحت بعدم استخدامها لأكثر من ساعة إلى ساعتين باليوم لمن هم أكبر من ذلك مع وضع بعض الشروط الخاصة للمحتوى ونوع الاستخدام.
وقال الجسار : وجد الباحثون أيضا ارتباطا وثيقا بفترات الجلوس الطويلة على الشاشات والسمنة المفرطة والنوم المتقطع والعادات السلوكية الخاطئة والتأخر الدراسي والعنف وغيرها من الآثار السلبية على أطفالنا.
وأضاف أن الاندماج بلعب الالعاب الالكترونية يمكن ان يتسبب ايضا في انحرافات النظر وإجهاد بالعين وهو ما يسمى اليوم بـ«متلازمة الشاشات»، وهذا قد يزيد من نسبة جفاف العين وارهاقها بشكل عام، ولكن الجدير بذكره أنها أعراض يمكن أن تزول مع زوال الأجهزة وعلاج الأعراض.
قاعدة 20-20-20
وطبقا لما أوصت به منظمة الصحة العالمية بضرورة اتباع قاعدة 20-20-20 التي تحث على أخذ 20 ثانية من الراحة بعد كل 20 دقيقة من التركيز على الشاشات للجميع، وفسر الجسار ذلك بأهمية فصل تركيز النظر وتشتيته بعد كل 20 دقيقة من خلال النظر الى مسافة أو بعد لا يقل عن ستة أمتار لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وقال: هذا الإجراء يساعد العين على الترطيب من خلال اتاحة فرصة للعين للرمش أو التغميض لتجنب الجفاف وحرقة العين.
جفاف العين واضطراب النظر
وبين الجسار أن إصابة عين الطفل بمرض الجفاف أحد أكثر أمراض العيون المنتشرة بين الصغار نتيجة استخدام الهاتف المحمول والآيباد، وقال: هذه الأجهزة الأكثر ضرراً على عيون الاطفال.
واعتبر جفاف العين من الأمراض المزمنة التي تتطلب وضع قطرة جفاف العين باستمرار مدى الحياة،، حيث تحتوي العين على السائل الدمعي الذي يمنع إصابة العين بالجفاف، وذلك عن طريق الرمش المستمر كل 5 ثوان، وبيّن أن هذا الرمش يحمل طبقة جديدة من السائل الدمعي الذي يغطي طبقة العين بأكملها، أما في حالات التركيز الشديد والمستمر فيقل معدل الرمش بصورة ملحوظة عن المعدل الطبيعي، ما يؤدي إلى ضعف إفراز الكمية الطبيعية من السائل الدمعي، ومع الفترات الطويلة لهذه الحالة وتفقد العين قدرتها على افراز هذا السائل تماما، وبالتالي تحدث احتكاكات مباشرة بين أعضاء العين، ما يسبب الآتي:
– التهابات وحكة مستمرة
– الشعور بعدم ارتياح العين
– الاصابة باحمرار العين المتكرر
– الاصابة بمرض ضعف عضلات العين
– ظهور الهالات السوداء واضحة أسفل عيون الاطفال
وذكرالجسار أنه في بعض الحالات تظهر انتفاخات أسفل العينين، إضافة إلى مرض جفاف العين، كما يصاب الطفل أيضاً بالصداع الشديد نتيجة اجهاد العين بسبب الاستخدام الكثير للشاشات، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية بعد فترة والاصابة بحالة قصر النظر.
وأشار إلى أن الكثير من الأطفال والكبار يشكون عند الاستيقاظ بأنه يقوم بفتح عينه بيده، خاصة بعد ليلة سابقة من التركيز في الشاشات، وذلك بسبب أن نسبة الدموع تقل في الليل إلى معدل يساوي نصف كمية إفراز الدموع بالنهار، ولهذا ننصح باستخدام قطرات ومراهم الترطيب خاصة قبل النوم.
5 نصائح
قدم د. فيصل الجسار بعض النصائح لتفادي مشاكل العين في سن صغيرة، وهي:
1 – التوازن في استخدام الاجهزة للاطفال ومراقبة الوقت المسموح.
2 – تطبيق قاعدة 20-20-20.
3 – استخدام قطرات الترطيب لمن يستخدم الاجهزة بشكل كبير.
4 – مراعاة استخدام الاضاءة الكافية وحجم الخط والمسافة والجلوس بشكل مريح.
5 – فحص العين بشكل دوري للتأكد من صحة العين وسلامتها
كما نصح الجسار، الآباء والأمهات بمحاولة شغل الطفل بأمور أخرى مثل ممارسة الرياضة أو تركه يلهو فى أماكن مفتوحة لممارسة الألعاب المختلفة أوالسباحة، فهي أنشطة تقلل بشكل كبير من الإصابة بقصر النظر وأمراض البصر الأخرى.
معلومات مهمة
◄ الاندماج بلعب الألعاب الإلكترونية يتسبب في انحرافات النظر وهو ما يسمى بـ«متلازمة الشاشات»
◄ بعض الأطفال يقضون ما يقرب من 3 إلى 5 ساعات يوميا على الأجهزة الذكية
◄ باحثون وجدوا ارتباطا وثيقا بفترات الجلوس الطويلة على الشاشات والسمنة والتأخر الدراسي والعنف
اترك تعليقاً