وفقاً لتحليل، شمل سبع دراسات، لباحثين في جامعة ليمريك في أيرلندا، فالتعوّد على المشي – حتى لو كان لمدة دقيقتين – بعد تناول كل وجبة طعام، له فوائد صحية مفيدة جداً، مثل خفض نسبة السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقسمت الدراسات المشاركين إلى مجموعات الوقوف والمشي لمدة 2 إلى 5 دقائق كل 20 إلى 30 دقيقة، على مدار اليوم، ليكتشف الباحثون أن دقائق من المشي البطيء كانت كافية لخلق انخفاض ملحوظ في مستويات السكر في الدم.
وارتبط المشي بعد الأكل بهبوط تدريجي في مستويات السكر في الدم أكثر من الجلوس أو حتى الوقوف، ووجد الباحثون أن الفئة الأكثر استفادة من المشي، بدلاً عن الوقوف أو الجلوس بعد تناول الطعام، هي فئة المصابين بالسمنة وزيادة الوزن.
وشرحت للدكتورة هالي بيرلس خبيرة علم النفس الرياضي ومتخصصة اللياقة البدنية فائدة المشي بعد الأكل، قائلة: «يتم إطلاق الغلوكوز في مجرى الدم بعد الوجبات، ما يؤدي إلى ارتفاع خفيف أو كبير (حسب حجم الوجبة ومحتواها من السكر والنشويات) في مستويات السكر في الدم. وفي حين أن حدوث طفرات السكر يعتبر أمراً طبيعياً بعد الوجبات، إلا أن المحافظة على اتزان واستقرار معدل سكر الدم يعتبر أمراً ضرورياً لإدارة مرض السكري، وتفادي أضراره التراكمية، التي تزداد خطورتها وشدتها مع تكرار تعرض الجسم لهذه الطفرات».
واكملت: «تظهر الدراسات أن النشاط البدني وتحريك العضلات أمران مهمان لحرق سكر الدم بعد الوجبات، كما يساهمان في حرق السعرات الحرارية وزيادة تدفق الدم إلى العضلات والأعضاء والأطراف، ما يزيد ترويتها وتحسين صحتها».
لا تتناولوا الطعام واقفين
من جانب آخر، أشار الباحث المشارك الدمتور دانين فروج المدير الطبي لمركز بيركن في فلوريدا إلى أن ممارسة أي نشاط خفيف يفكك فترات الجلوس لها فوائد صحية كبيرة، لافتاً إلى خطأ الاعتقاد بأن تناول الطعام أثناء الوقوف مفيد صحياً، وبيّن أن الأفضل تناول الطعام أثناء الجلوس، ثم النهوض والسير لعدة دقائق، بعد إتمام الوجبة، بفترة لا تقل عن نصف ساعة.
4 دقائق لكل ساعة
من جانبه، شرح الدكتور حبيب إستيتية استشاري أمراض السكري والغدد الصماء في مستشفى المواساة، قائلاً: «يجب التنبيه إلى أن الدراسات تنصح بالمشي دقيقتين كل 20-30 دقيقة (بمعنى 4 دقائق لكل ساعة) في النهار، ما سيؤدي إلى ممارسة المشي نحو 40 دقيقة في اليوم. لذا، لا يجب الاعتقاد بأن المشي لمدة دقيقتين بعد وجبة الطعام أمر كاف للحصول على فوائد المشي. وقد ظهرت فوائد المشي واضحة في جميع الدراسات، سواء كان المشاركون أصحاء أو مصابين ببداية السكر، أو بالسكري من النوع الثاني، حيث يعمل المشي على الوقاية من السكري وارتفاع الضغط. كما أشارت نتائج مراجعة إلى أن أفضل وقت للمشي هو خلال الفترة من 60 إلى 90 دقيقة بعد تناول الطعام، لأنها الفترة التي تصل فيها مستويات السكر في الدم إلى الذروة عادة».
من لا تناسبهم هذه النصيحة
أشار حبيب إلى وجود عدة محاذير ومخاوف بالنسبة لممارسة الرياضة من قبل المرضى: «بعض المصابين بأمراض السمنة والسكري يعانون من مراحل متقدمة من الخشونة، ويحتاجون إلى استبدال الركبة أو مفصل الورك لإدارة الألم، كما أن معظم هؤلاء يعانون من السمنة، ولا يستطيعون التحرك بنمط مشي طبيعي خال من الألم. لذا، أوصي المريض ببدء السير لدقيقتين فقط، ثم يزيد هذه الدقائق تدريجياً، مع كل يوم يشعر فيه بتحسن الصحة وزيادة القدرة. وفي حالة ارتباط المشي بالألم، ينصح بالتوقف، وعدم تحدي الجسم، حتى لا يسبب ذلك زيادة الالتهاب وهرمونات التوتر والأضرار التراكمية للمفاصل والأعصاب. كما يفضل أن لا يمارس المصاب بخشونة أو سمنة مفرطة المشي على جهاز الجري، فذلك قد يضر ركبته. وليس مهماً أن يكون المشي سريعاً، فحتى المشي البطيء مفيد أيضاً. لذا ينصح بالمشي في المول التجاري أو البحر أو حتى في البيت».
عادة روتينية
1. اجعل المشي عادة ممتعة عبر الاستماع خلاله إلى أغنية أو كتاب صوتي أو مشاهدة مسلسلاتك
2. اجعل أفراد الأسرة يتعودون على القيام من المائدة بعد انتهاء الوجبة للحركة والمشي معاً
3. مارس التأمل في البيت أو الحديقة أو السماء خلال المشي فذلك سيمنحك الراحة النفسية.
فوائد إضافية
للمشي فوائد عديدة معروفة للأصحاء، ولمن يعانون من المرض، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، حيث يحافظ على صحة الدورة الدموية والقلب، ويساعد على الوقاية من اعتلال الأعصاب الحسية، والإصابة بمضاعفات القدم، خاصة أمراض القدم السكرية، وتصلّب الشرايين. كما يفيد مريض ارتفاع ضغط الدم، لأنه يحسّن صحة الدورة الدموية ويقي من تصلّب الشرايين، خاصة شرايين القدم. وتزداد الفوائد مع زيادة فترة المشي، وتشمل:
تحسين استقلاب الغلوكوز وخفض مقاومة الأنسولين.
تنظيم ضربات القلب وخفض معدل ضغط الدم.
تنظيم عمل وحركة القناة الهضمية وتخفيف أعراض ارتجاع المريء.
تحسين جودة النوم وتنظيم الشهية وتعزيز العقلية الإيجابية.
زيادة الذاكرة وخفض خطر ألزهايمر وزيادة تروية الدم.
تحسين الجهاز اللمفاوي للتخلص من النفايات وتعبئة السائل اللمفاوي.
إفراز هرمونات السعادة ما يقلل هرمونات التوتر في الجسم ويعزز الصحة النفسية.
زيادة التمثيل الغذائي للدهون وتقليل العمليات الالتهابية.
اترك تعليقاً