تعتبر الغرغرة، علاجاً طبيعياً شعبياً نلجأ إليه عندما نشعر باحتقان في البلعوم، وهو علاج يستخدم في جميع أنحاء العالم. وبحسب التعريف العلمي للغرغرة، هي عملية احتجاز سائل في الفم أو الحلق واهتزازه بالهواء الذي تطلقه الرئتان مما يؤدي إلى تكون فقاعات وهيجان لهذا السائل. وهذا التحريض الهوائي يجري عن طريق الفتح والإغلاق المستمر للحبل الصوتي وبسرعة عالية. وبشكل مبسط، يمكن وصف الغرغرة على أنها عملية يتم خلالها تدفق الهواء عبر السائل الذي في الحلق. وعادة ما يستخدم في الغرغرة ماء مالح ودافئ أو محاليل طبية خاصة بذلك.
يعتقد البعض أن الغرغرة هي الحل لجميع مشاكل الحلق. ولكن هل هذا الاعتقاد صحيح حقاً؟ فمن ناحية، نرى أن الكثير من المرضى يستفيدون من الغرغرة، بينما قد لا يظهر على آخرين أي استفادة، بل إن هناك مرضى تتفاقم أعراضهم مع الغرغرة.
5 فوائد للغرغرة
1 – الحفاظ على مستوى «الأس الهيدروجيني» الطبيعي: يساعد الماء المالح في تحييد الأحماض، مما يعزز ازدهار البكتيريا الطبيعية الصحية في الحلق ويمنع البكتيريا غير المرغوب فيها من التسبب في الالتهابات.
2 – إزالة المخاط: تساعد الغرغرة بالمياه المالحة الدافئة على تخفيف تراكم المخاط في الجهاز التنفسي وتجويف الأنف، مما يسمح بإزالة المخاط بسهولة.
3 – تقليل الالتهاب: تخلق الغرغرة تأثير تناضح، حيث يقوم تركيز الملح بسحب السوائل والقيح من أنسجة الفم والحلق لتخفيف الالتهاب المؤلم.
4 – تقليل الحمل البكتيري: تتيح الغرغرة بالملح أو محلول الغرغرة التخلص من الجيوب السائلة والقيح، وبالتالي تسهم في تقليل الحمل البكتيري.
5 – تهدئة الحلق: الغرغرة بماء دافئ تعطي شعوراً بدفء الحلق ولها تأثير مهدئ.
آثار جانبية
◄ تتطلب الغرغرة عمل الأوتار والأنسجة الملتهبة من خلال تحريك الأحبال الصوتية والغشاء المخاطي للحلق، مما قد يضر ويؤلم هذه الأنسجة.
◄ قد يؤدي الإفراط في استخدام الأحبال الصوتية إلى أذية الصوت.
◄ محاليل الغرغرة يمكن أن تكون مهيجة للغشاء المخاطي للحلق.
◄ الغرغرة بالماء المالح يمكن أن تجفف الغشاء المخاطي للحلق وتجعله مؤلماً أكثر.
مسببات تحسسية لالتهاب الحلق
نشهد الكثير من التغييرات البيئية في الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطعام الذي نتناوله، إضافة إلى التلوث البيئي، وجميع ما ذكر عوامل قد تسبب التهاب الحلق، وتشمل هذه الأسباب:
◄ الحساسية، وذلك بسبب فرط ردة الفعل المناعي تجاه مثير معين.
◄ التعرض للمهيجات، مثل: تلوث، أبخرة، دخان.
◄ ارتجاع الحمض المريئي، سواء حدث بشكل مؤقت أو كمرض دائم.
◄ الجفاف.
متى ينصح بها؟
التهاب الحلق له أكثر من سبب، يمكن أن تساعد الغرغرة في بعض الحالات بينما لا تساعد أو تفيد حالات أخرى. على سبيل المثال، التهاب الحلق المعدي الناتج عن الالتهابات يرافقه عادة ألم في الحلق والسعال مع تكوين مخاط زائد. وقد يؤدي التهاب الغشاء المخاطي إلى تكون جيوب صديد في الحلق. وفي مثل هذه الحالات، ينصح بالغرغرة لأن فوائدها أكثر بكثير من آثارها الجانبية.
أما في حالات التهاب الحلق غير المعدية، والتي عادة ما تكون مصحوبة بتهيج الحلق المستمر ونوبات السعال الجافة، فإن الغرغرة قد تضر أكثر مما تنفع. وكبديل، تنصح مثل هذه الحالات باستنشاق البخار وشرب رشفات من الماء الدافئ لتخفيف التهاب الحلق.
نصائح مهمة
◄ للغرغرة فوائد عديدة، ولكن لها آثار جانبية أيضاً يجب الحذر منها.
◄ لا تعالج جميع احتقان الحلق، بل التزم نصيحة الأطباء بدلاً من العلاج الذاتي.
◄ إذا كنت تقوم بالغرغرة، ولاحظت تفاقماً في أعراض الحلق أو تغيراً في الصوت يجب أن تعتبر ذلك إشارة إلى إيقافها.
◄ تجنب الغرغرة الشديدة، بل أبقها لطيفة.
اترك تعليقاً