يحلم الجميع بالعيش لفترة طويلة مع التمتع بصحة جيدة، وتبدو هذه المعادلة معقدة جدا وتتضمن الكثير من الألغاز التي حاول عالم الأحياء الدنماركي نيكولاس بريندبورغ تسليط الضوء عليها لفهمها اكثر في كتابه الجديد «الطبيعة وأسرار طول العمر: فهم الميكانيزمات التطورية للشيخوخة للعيش فترة أطول». تُرى ما الوصفة الجيدة للعيش فترة أطول، بصحة جيدة؟ وما الذي علينا أن نتفاداه في رحلة الحياة؟
كتب نيكولاس بريندبورغ في كتابه الجذاب عن ألغاز الشيخوخة، مشيرا بحسب تقرير نشرته مجلة Sante، الى أن الطبيعة وجدت بالفعل طريقة لتأخير الشيخوخة حين يكون ذلك ضروريا، بينما أظهرت بعض المخلوقات قدرتها على الاسترجاع وعلى اكتساب المناعة. لكن كيف يكون ذلك؟
قلّل كمية الطعام
يؤكد عالم الاحياء نيكولاس بريندبورغ أن البروكولي وملفوف سافوي والملفوف خضروات مفيدة، لكنها ليست كذلك فقط، مضيفا: «هذه الخضروات الورقية الخضراء سامة ومفيدة في الوقت نفسه، لأنها تحرك آليات الدفاع في أجسامنا» وإن كان علينا أن نحتفظ بنصيحة مما قاله الكاتب، فهي أن لكل طعام كمية مثالية، يجب علينا ألا نتجاوزها أثناء الأكل.
ويشدد بريندربورغ على أهمية تجنب تناول مكملات مضادات الأكسدة، قائلا «يبدو أن مكملات مضادات الأكسدة تحفز نمو وانتشار بعض أنواع السرطان بدل الحد منها، فالافراط في تناول مضادات الأكسدة غير آمن بالنسبة للصحة».
تجنب الإرهاق
ويشير الباحث إلى أن التعرض لضغوط معينة يقوّي الجسم ويعزز الصحة، مثل: التمارين المكثفة (ولكن ليس الى حد الإرهاق)، وأشعة الشمس القوية (ولكن ليس حروق الشمس)، والارتفاعات العالية (لتعزيز كفاءة الرئتين)..إلخ. إنه ليس سباقا جيدا بالنسبة لكم، بقدر أهمية النتائج في النهاية وهي تشغيل آليات الاسترجاع لديكم. فالجسم يضخ عندها الكمية المناسبة من مضادات الأكسدة، ويرسل مغذيات إضافية لترميم العضلات، كما يصبح القلب اقوى ولكن الركض الى غاية الشعور بالإرهاق سيضعف جهاز المناعة لمدة أيام خاصة إذا تزامن ذلك مع نقص في ساعات النوم.
ويوضح عالم الأحياء أن عمرنا الوراثي لا يمثل سوى ثلث العمر الاقصى الذي يمكن أن نبلغه، وهو ما يعتمد علينا وعلى غذائنا والنشاط البدني الذي نقوم به وأيضا على ساعات النوم الكافية، لذلك يجب أن نواجه ما يكفي من الضغوط ونهتم اكثر بالطعام والنوم حتى نحقق هذه النتيجة.
اترك تعليقاً