حذّر خبراء من تناول مكملات الفيتامينات أثناء الخضوع لعلاج ضد السرطان، بسبب آثارها الجانبية، مما يفاقم الوضع الصحي للمريض، ويضعف فعالية العلاج المضاد للسرطان وفق تقرير لصحيفة التليغراف.

وكشفت دراسة، أجرتها «مايو كلينيك» في مدينة روشستر، أن غالبية المرضى المصابين بالسرطان، أي نحو 91 في المئة منهم، يتناولون نوعاً من مكملات الفيتامينات، وأكثرها شيوعاً فيتامين D والبروبيوتيك والفيتامينات المتعددة.

وبحسب «التليغراف»، جمع الباحثون في «مايو كلينك» بيانات من 100 مريض مصابين بالسرطان، لمعرفة ما إذا كان تناول الفيتامينات، يشكل خطراً عليهم، وفي النهاية أوصوا 35 في المئة من المشاركين الذين يتناولون مكملاً غذائياً، بضرورة التوقف عن تناوله.

وحذروا من أنّ تناول مثل هذه الحبوب، أو الخضوع للحميات الغذائية القاسية أو الحقن، يزيد من خطر التسمم، أي زيادة نسبة الفيتامينات في الجسم، كما تزيد المكملات أيضاً من خطر التفاعل مع علاج السرطان وتقلل فعاليته.

بحسب الدراسة فإن كل المرضى كانوا يخضعون لعلاج نشط ضد السرطان مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، بينما كشفت دراسات سابقة نشرت في Journal of Clinical Oncology أن المرضى الذين يتناولون مضادات أكسدة في شكل مكملات، قبل وبعد العلاج الكيميائي يمكن أن تكون نتائج علاجهم سيئة.

وشارك في هذه الدراسة نحو 1134 شخصاً، قاموا جميعهم بتعبئة استبانة تخص استهلاكهم للمكملات الغذائية، وبعد أن قارن الباحثون استخدام المكملات مع معدلات الانتكاس والوفاة، وجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا مضادات الأكسدة قبل العلاج الكيميائي وبعده، كانوا أكثر عرضة بنسبة %41 لتكرار الإصابة بسرطان الثدي وأكثر عرضة للوفاة بنسبة 40 في المئة.

وتقول الدكتورة ستايسي داندري اختصاصية الأورام والباحثة الرئيسية في الدراسة الجديدة أنها فوجئت بعدد المرضى الذين يتناولون المكملات الغذائية ويلجأون إلى العلاجات البديلة، مضيفة: «يمكن أن يكون هذا السلوك خطراً من نواح كثيرة، إذ يمكن أن تكون المكملات سامة بشكل مباشر، وتتفاعل مع أدوية أخرى وتؤدي إلى زيادة الآثار الجانبية، ويمكن أن تقلل من فعالية علاجات السرطان.

كما شددت د. داندري على أهمية أن تعرف فرق الرعاية الصحية ما يتناوله المرضى لضمان سلامتهم.

وتابعت: «علينا أن نخطر الجمهور بأن المكملات والعلاجات الطبيعية ليست دوماً آمنة، رغم أنهم يلجأون إليها للسيطرة على حالتهم بعد سماع قصص ناجحة لمرضى آخرين جربوا الطب البديل، أو لأنهم يفضلون العلاجات الطبيعية على الأدوية».

استشر الطبيب أولاً

تنصح مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة المرضى باستشارة الطبيب، قبل تناول أي مكملات غذائية، للتأكد من أنها لا تتعارض مع علاجهم.

ويقول مارتن ليدويك، كبير مسؤولي المعلومات في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: «نوصي دائماً المرضى باستشارة طبيبهم قبل تناول أي مكملات غذائية أو علاجات تكميلية لأن بعضها قد يكون لديها تفاعلات مع أدوية السرطان، مما قد يجعلها أقل فعالية أو حتى تزيد من الآثار الجانبية».

ولأن التفاعلات مع العلاجات التقليدية قد لا تكون معروفة في كثير من الحالات، بحسب د.ليدويك، فمن الجيد توخي الحذر قبل تناول أي شيء لم يصفه الطبيب عند اتباع علاج مضاد للسرطان.

معلومات مهمة من الدراسة

◄ الفيتامينات تضعف فعالية العلاج المضاد للسرطان

◄ فيتامين D والبروبيوتيك والفيتامينات المتعددة ضمن الأكثر استخداماً

◄ زيادة نسبة الفيتامينات في الجسم تزيد من خطر التسمم

◄ استشيروا الطبيب أولاً.. قبل تجربة الطب البديل

◄ المكملات والعلاجات الطبيعية ليست دوماً آمنة

◄ الخبراء حذروا المرضى من الحميات الغذائية القاسية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *