استخدام سماعات الأذن فترات طويلة قد يفقدكم السمع

في هذا السياق، استعرض د. مروان القناعي اختصاصي عمليات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، عبر القبس، الكثير من التفاصيل التي تتعلق بسلامة الأذن وكيفية حماية السمع من الأضرار التي يمكن أن تحدث، فبيّن كيفية انتقال الصوت إلى الأذن الداخلية، حيث إن للصوت موجات ميكانيكية تنتقل عبر الهواء لتدخل في قناة الأذن الخارجية إلى أن تصطدم بطبلة الأذن، ويؤدي ذلك إلى اهتزاز عظيمات الأذن الوسطى الثلاث (المطرقة والسندان والركاب)، ومن ثم نقل الذبذبات إلى القوقعة، فيتم استقبالها وتحويلها إلى إشارات عصبية إلى المخ عبر العصب السمعي.

شدة الصوت

وبيّن القناعي أنه يقاس مستوى شدة الصوت بوحدة ديسيبل (dB)، وعلى سبيل المثال:

◄ صوت المحادثة العادي بين شخصين بالغين يبلغ 60 dB.

◄ الهمس 30 dB.

◄ شدة الصوت تصل لغاية 100 dB أو أكثر داخل قاعة حفلات تكون فيها أغان من خلال السماعات الكبيرة.

◄ أما المتفجرات وصوت إطلاق النار أو الألعاب النارية، فتصل إلى 140 dB.

وأشار إلى أن أحدث التوصيات العالمية تفيد بأن على الشخص ألا يتعرض لأكثر من 85 ديسيبل dB لأكثر من 8 ساعات في اليوم الواحد، وهذا مهم جداً لمن يعمل في بيئة تكون فيها نسبة الضوضاء عالية كالمطارات والموانئ والبناء والحقول، لكن للأسف فمعظم سماعات الأذن قد يصل من خلالها مستوى شدة الصوت إلى أكثر من 100 ديسيبل (dB)، ما يعرض الأذن إلى خطر فقدان السمع.

وقال: «علينا جميعاً أن نحرص على ألا يتعدى مستوى الصوت أكثر من %70 من الحد الأقصى في الجهاز المستخدم».

عوامل تحدد الضرر

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تحدد مدى الضرر الذي قد يحدث للأذن نتيجة الصوت العالي:

1 – مستوى شدة الصوت.

2 – المسافة بين الأذن ومصدر الصوت.

3 – المدة الزمنية للتعرض للصوت العالي.

لذلك، قد يحدث فقدان السمع نتيجة الضوضاء بأشكال عدة، منها:

◄ بشكل مفاجئ، نتيجة التعرض لصوت عال كانفجار أو إطلاق ألعاب نارية.

◄ بشكل تدريجي، حيث تتعرض الأذن لأصوات عالية على مدى طويل وبشكل متكرر.

علامات تحذيرية

وأكد القناعي أن هناك أنواعا لفقدان السمع كما يلي:

◄ فقدان السمع التوصيلي: ويتضمن الاذن الخارجية والوسطى.

◄ فقدان السمع العصبي الحسي: ويتضمن الاذن الداخلية والأعصاب.

◄ فقدان السمع المختلط: الذي يجمع النوعين السابقين وكل نوع له مسبباته.

وذكر أنه بالإضافة إلى التعرض للأصوات الصاخبة، وكذلك التقدم في العمر، فإن من أبرز الأسباب الشائعة لضعف أو فقدان السمع: تراكم الشمع، التهابات مزمنة في الاذن، ثقب في الطبلة أو قد يكون أيضا بسبب استخدام بعض الأدوية.

وشدد القناعي على ضرورة الانتباه لبعض العلامات التحذيرية لفقدان السمع واستشارة الطبيب حينها:

◄ الشعور بالألم عند سماع الصوت العالي.

◄ سماع صوت الصفير أو الطنين.

◄ الطلب من الآخرين تكرار ما يقولونه لك باستمرار.

◄ الشعور بأن الأصوات المعتاد سماعها أصبحت خافتة.

◄ صعوبة سماع من يتحدث إليك، خصوصا في الأماكن المفتوحة التي يكون فيها ضوضاء.

شمع الأذن

قد يلاحظ مستخدمو السماعات زيادة الشمع من الأذن والسبب وراء ذلك وجود السماعات داخل الأذن فترات طويلة، ما يؤدي إلى عدم قدرة قناة الاذن الخارجية بإخراج الشمع تلقائيًا.

وأوضح القناعي أن شمع الأذن هو مادة لزجة تفرزها بعض الغدد الموجودة بقناة الأذن الخارجية، ومن ضمن فوائده حماية الأذن من الاتربة والحشرات، والالتهابات أيضا؛ لوجود مادة مضادة للالتهابات في الشمع.

وذكر أنه في معظم الأحيان تعمل قناة الاذن الخارجية على إخراج الشمع تلقائيا، وأن تراكم الشمع قد يحدث عند بعض الأشخاص وقد يسبب أعراضا مزعجة، مثل:

1 – ضعف السمع.

2 – الطنين.

3 – الالتهابات.

4 – آلام.

ونبه إلى أن استخدام العيدان القطنية لاستخراج الشمع من داخل القناة قد يؤدي الى دخول الشمع بشكل أعمق، أو قد يجرح قناة الاذن أو يحدث ثقبا في الطبلة، ولذلك لا ينصح باستخدامها أبدا.

وأشار الى أنه انتشرت منذ فترة طرق أخرى، مثل «التشميع» التي أثبتت الدراسات عدم جدواها بإزالة الشمع ووجود بعض المخاطر من استخدامها كالحروق وثقب الطبلة. وقال: «الحل الأمثل هو مراجعة الطبيب المختص لفحص الاذن أو إزالة الشمع إما عن طريق المنظار أو الميكروسكوب، وقد يحتاج الطبيب بوصف قطرات تذيب الشمع قبل عمل التنظيف».

سلوكيات وعادات خاطئة

– عدم خفض مستوى الصوت في الأجهزة

– استخدام العيدان القطنية لاستخراج الشمع من داخل قناة الأذن

– إدخال أعواد الأذن وضغطها للحكة بعنف أو التنظيف

– اللجوء إلى «التشميع» يسبب مخاطر كالحروق وثقب الطبلة

كيفية حماية السمع

نصح د.مروان القناعي بعدة أمور تجب مراعاتها لحماية نعمة السمع من الضرر أو التلف:

1 – الحرص على خفض مستوى الصوت في الأجهزة.

2 – تقليل مدة التعرض للصوت العالي.

3 – الانتباه للعلامات التي تدل على فقدان السمع واستشارة الطبيب المتخصص لعمل اختبارات السمع.

4 – عدم ادخال أعواد الاذن وضغطها للحكة بعنف أو التنظيف.

5 – عدم ترك السماعات بالأذن مدة طويلة حتى لو كانت مغلقة.

6 – يمكن استخدام سدادات الأذن في الاماكن التي تتجاوز فيها الضوضاء الحد المسموح به، أو بتوصية من الطبيب المختص لوجود ثقب او التهاب في الاذن.

ضبط الهاتف

أشار القناعي إلى أن هناك خاصية في بعض الأجهزة يجب تفعيلها لحماية السمع:

1 – لأجهزة الآيفون iOS:

‏Settings – Sounds and haptics – Headphone safety – Reduce loud sounds*

2 – لأجهزة الأندرويد:

Settings – Sounds and Vibrations -Volume — Media volume limiter side menu*