دعا رجل الدين الشيعي العراقــي مقتدى الصدر امس نواب كتلة تياره السياسي المؤلفة مــن 73 نائبــــا إلــى الاستعـــداد لـ «الاستقالة» من البرلمان، كي لا يكونوا «عائقا» أمام «تشكيل الحكومة».
وقال الصدر في كلمته: «إن كان بقاء الكتلة الصدرية عائقا أمام تشكيل الحكومة، فكل نواب الكتلة مستعدون للاستقالة من مجلس النواب ولن يعصوا لي أمرا».
وأكد أن أمامه «خيارين: إما المعارضة وإما الانسحاب.. العراق بحاجة لحكومة ذات أغلبية تخدم شعبها»، مضيفا: «إذن فليكتب نواب الكتلة الصدرية استقالاتهم من مجلس النواب استعدادا لتقديمها إلى رئاسة البرلمان بعد الإيعاز لهم في قابل الأيام».
وجدد الصدر في كلمته رفضه لحكومة توافقية من كل الأطراف، معتبرا أن «إصلاح البلد لن يكون إلا بحكومة أغلبية وطنية لأن الأغلبية لنا لا لغيرنا». وأضاف: «قررت البقاء في المعارضة البرلمانية فما استطاعوا أن يشكلوا الحكومة وبقي ما يسمونه انسدادا سياسيا وأسميه الانسداد المفتعل».
وبعد 8 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة، لاتزال الأطراف السياسية الأساسية في البلاد عاجزة عن الاتفاق على الحكومة المقبلة، ويدعي كل منها إن لديه الغالبية في البرلمان الذي يضم 329 نائبا.
وكان الصدر قال قبل نحو شهرين إنه سيتجه إلى المعارضة. ودعا خصومه السياسيين في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلا شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، إلى أن تشكل الحكومة.
من جهته، أكد رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم، ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة والأخذ بالمبادرات المطروحة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن ذلك جاء خلال لقاء الحكيم، امس مع سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد فيليه فاريولا، حيث بحثا ملفات الطاقة والمناخ والعلاقات الثنائية.
وأكد الحكيم أهمية تطوير العلاقات بما يحقق مصالح الجميع ويحفظ سيادة البلد وقراره الداخلي، فيما بين أهمية الاتحاد الأوروبي وأدواره بالنسبة للعراق لما يعنيه هذا التكتل من بعد سياسي واقتصادي واجتماعي.
إلى ذلك، اتهم مجلس أمن إقليم كردستان امس كتائب حزب الله في العراق بقيامها بعملية قصف اربيل عن طريق طائرة مسيرة مفخخة مما أسفر عن إصابة 3 مدنيين وإلحاق أضرار بعدد من سياراتهم.
وذكر المجلس في بيان ان الهجمات على أربيل مستمرة لأجل الضغط على إقليم كردستان، لافتا إلى ان الطائرة المسيرة تم توجيهها من منطقة (بردى – التون كوبري) التابعة لمحافظة كركوك وتقع شمالها.
من ناحية أخرى، كشفت هيئة النزاهة العراقية امس في بيان عن «عملية اختلاس كبيرة» في مصارف حكومية، و«تزوير وتلاعب وغسل أموال»، بقيمة ناهزت 700 مليون دولار من المال العام، تورط فيها نحو 41 شخصا من موظفين وزبائن وشركات وأفراد.
وأعلنت الهيئة، في بيانها أن فريقا تحقيقيا قامت بتشكيله توصل إلى وجود «اختلاس مبلغ كبير من المال العام، من خلال التزوير والتحريف والتلاعب وغسيل الأموال واستغلال المناصب والتلاعب في القيود المصرفية وإدخال تعزيزات أرصدة وهمية على حسابات الزبائن».
وقالت الهيئة إن التلاعب حصل في فرع المصرف الزراعي في محافظة ميسان الجنوبية و4 من فروع مصرف الرشيد في ميسان وبغداد. وبلغت قيمة الاختلاس حوالى 926 مليار دينار عراقي.
اترك تعليقاً