سيرفع التلسكوب الفضائي ««جيمس ويب» بعد إطلاقه، النقاب عن مزيد من أسرار بدايات الفجر الكوني، عندما نشأت النجوم والمجرات الأولى في الكون.
ويتولى «جيمس ويب» المهمة المسندة راهنا إلى التلسكوب «هابل» وتتمثل في مراقبة الفضاء في مجال الضوء المرئي خصوصا، لكنه يتميز بأنه يسبر أغوار طول موجي ليس في متناول العين، وهو الأشعة تحت الحمراء الوسطى، حيث سيكتشف هذه الأشعة بشكل أساسي خارج النطاق المرئي لإظهار مناطق الفضاء المخفية، وذلك على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض في أوائل عام 2022.
ومن أهداف المهمة التي تمتد 10 سنوات البحث عن أولى المجرات التي تكونت في الكون وقياس أنظمة الكواكب والبحث عن حياة محتملة.
وبفضل قدرته في مجال الأشعة تحت الحمراء، لن يتمكن «جيمس ويب» من رصد ظواهر قديمة فحسب، بل سيرصد أيضا سحب الغبار بين النجوم التي تمتص الضوء من النجوم وتحجبها عن تلسكوب «هابل» الذي أطلق عام 1990، وصل إلى حدود تبلغ 13.4 مليار سنة باكتشاف مجرة «GN-z11».
ويشرح عالم الفيزياء الفلكي في هيئة الطاقة الذرية ديفيد إلباز أن «هذا الضوء غير المرئي يتيح رؤية ما يختبئ بين الغيوم، أي نشوء النجوم والمجرات».
ودخل الكون بعد مدة قصيرة من الانفجار العظيم في «عصر مظلم»، في حمام غاز محايد يتكون خصوصا من الهيدروجين والهيليوم، من دون ضوء.
وتشير النظرية إلى أن هذا الغاز تكثف في «آبار» من مادة سوداء غامضة وغير قابلة للكشف، نشأت فيها النجوم الأولى.
وتضاعفت هذه النجوم ككرة ثلج، وبدأت تشحن كهربائيا الغاز المحايد للكون، وهو ما يسمى التأين. وأدت عملية تسمى «إعادة التأين» إلى إخراج الكون من غموضه وإلى جعله «شفافا».
وتوضح عالمة الفيزياء الفلكي فرنسواز كومب أن «من غير المعروف مع ذلك متى تكونت المجرات الأولى».
وترجح عمليات المحاكاة أن يكون ذلك حصل خلال مرحلة امتدت ما بين 100 و200 مليون سنة بعد «الانفجار العظيم».
اترك تعليقاً