يعتبر الجواد العربي الأصيل من أقدم سلالات الخيل في العالم إذ يعود تاريخ نشأته إلى 3000 سنة قبل الميلاد ويتميز بجماله وقوته وشجاعته ووفائه ما جعله محط أنظار العالم قديما وحديثا لاقتنائه وتحسين السلالات الأخرى.
وسوريا واحدة من الدول العربية الرئيسية التي تهتم بتربية الخيول العربية الأصيلة ولعبت دورا أساسيا في تطور الجواد العربي عبر التاريخ ، وتنتشر فيها مزارع لتربية الخيول العربية الأصيلة ، ويبذل مربو الخيول جهودا مضاعفة في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد من أجل المحافظة على سلالة الخيول.
والشاب معين جعفر الذي ينحدر من محافظة حمص (وسط سوريا )، وهو من مربي الخيل ، يتحمل حاليا عبئا إضافيا للحفاظ على الخيول العربية الأصيلة التي تمتلكها عائلته خاصة خلال الحرب المستمرة منذ 10 سنوات في سوريا ، ويعمل جاهدا على سلامتها ونقاء سلالتها.
وتضم مزرعة جعفر حاليا 55 حصانا يفخر بامتلاكها ، حيث تعرف الخيول العربية بجمالها وتحملها وسرعتها ، وهي من أقدم سلالات الخيول في العالم.
ويعتني جعفر بالخيول مع إخوته وأبناء عمومته في المزرعة المترامية الأطراف في حمص ، حيث يمكن للخيول الركض بحرية دون قيود.
وقال جعفر لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال وجوده في مزرعة الخيل لقد حافظنا على الخيل من خلال نقلها من مكان إلى مكان أخر أكثر هدوءا وأمنا خلال سنوات الحرب ، مضيفا أن هذه المهنة هي شغف لأهلنا وأجدادنا وأردنا أن نتابع المشوار على الرغم من كل الصعوبات.
وأشار الرجل الخمسيني بالعمر إلى أن العقوبات الغربية والأمريكية المفروضة على سوريا شكلت عائقا أمام استيراد وتصدير الخيول وتأمين اللقاحات اللازمة لها ، مؤكدا أن الدول الغربية بحاجة إلى سلالات الخيول العربية الأصيلة لأن العرب يمتلكون أنسابا أصيلة من الخيل .
وتابع جعفر يقول “إن العقوبات الغربية تركت أثرا سلبيا علينا وعلى مربي الخيول إذ نفتقر إلى بعض اللقاحات، إضافة لارتفاع أسعار الأعلاف لدرجة أن الحصان يكلفنا حوالي 200 دولار أمريكي شهريًا.
ولقد اضطررنا إلى بيع بعض الخيول لأننا لم نتمكن من توفير الطعام لها لأن سعر العلف باهظ الثمن.
وعلى الرغم من كل ذلك ، قال جعفر إن مربي الخيول ما زالوا يحبون خيولهم ، مضيفا أنه بغض النظر عن المبلغ الذي يتقاضونه مقابل الخيول ، فإن الأسعار لا تزال قليلة مقارنة بالقيمة الفعلية للخيل.
وأضاف أن “الخيول ثمينة للغاية بالنسبة لنا لأننا نعتبرها من أحد أفراد الأسرة ، لهذا فهي غالية علينا ونهتم بها ونرعاها “.
وبين جعفر أن مربي الخيول أصبح عددهم أقل مما كان عليه قبل نشوب الأزمة ، بسبب الحرب التي نشبت في البلاد ، مشيرا إلى أن سباقات الخيول ظلت مستمرة رغم كل الظروف الصعبة لأنها رياضة أجدادنا وأهلنا وسنستمر بها وندعمها .
وقبل نشوب الأزمة ، كان المربون يصدرون الخيول إلى دول أخرى تريد تربية خيولهم من أجل نقاء سلالات الخيول السورية المحلية.
وخلال سنوات الحرب في سوريا تأثرت تربية الخيول العربية الأصيلة ، خاصة مع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على مناطق واسعة من البلاد وسرقة آلالاف من السلالات الأصيلة من المزارع الخاصة والعامة في ريف حماة ودمشق ، وحلب ودير الزور، إضافة إلى قيام الجماعات المسلحة بتهريب أعداد كبيرة جدا من أفضل أنواع الخيول وأكثرها قيمة عبر الحدود ، وبيعها بأسعار منخفضة في تركيا والدول المجاورة.


اترك تعليقاً