ستكون مادة الغليسيرين علاجاً فعالاً للصدفية، إذا ما صدّقنا دراسة علمية جديدة. فقد أشار تقرير نشرته في الآونة الأخيرة مجلة International Journal of Molecular Sciences (المجلة الدولية للعلوم الجزيئية) أن باحثين اكتشفوا ظواهر بيولوجية تفسر فوائد هذه المادة على البشرة.

وتعد مادة الغليسيرول، التي تسمى أيضاً غليسيرين، أحد المكونات الرئيسية التي تدخل في إنتاج العديد من المراهم بسبب خصائصها المرطبة.

وتعد الصدفية حالة جلدية شائعة، تؤدي بسبب خلل في الجهاز المناعي، إلى تراكم بقع حمراء على الجلد، تعلوها قشور.

وعلى الرغم من توافر علاجات عدة للتخفيف من الأعراض اليومية للمرض، مثل مشتقات فيتامين د والسترويدات الموضعية، فإن العلماء لم يكتشفوا بعد أي علاج نهائي لهذا المرض.

وفي هذه الدراسة بيّن الباحثون أن مادة الغليسيرين، سواء تم وضعها على البشرة أو بلعها مع الماء، تخفّف كثيراً من أعراض الحكة الناتجة عن الاصابة بالصدفية.

وتقول الدكتورة ويندي بولاغ الباحثة الرئيسية في الدراسة، التي أكدت قبل عشرين عاماً أهمية هذه المادة في مقال نشرته The Journal of Investigative Dermatology (مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية) أن الغليسيرين يساعد البشرة على العمل بشكل أفضل، من خلال تعزيز نضوج خلايا الجلد.

كيف يعمل؟

علاوة على تأثيره المهدئ والمليّن عند استخدامه على الجلد موضعياً، يتحوّل الغليسيرين إلى دهون فوسفاتيديل غليسيرين، التي تنظم وظيفة الخلايا الكيراتينية وهي خلايا الجلد الرئيسية التي توقف التهاب البشرة.

واستخدم الفريق البحثي كريم «إيميكود»، وهو معدل للاستجابة المناعية، بهدف إنتاج بقع جلدية شبيهة ببقع الصدفية على جلد الفئران، وقد ساعدت مادة الغليسيرين لدى دهنها موضعياً أو شربهاً في التقليل من مشكلات البشرة وآثار الحكّة والقشور.

ومن خلال تجارب أخرى، لاحظ الباحثون أن مادة الغليسيرين تسمح بالتقليل من أضرار بيروكسيد الهيدروجين، وهي مادة مطهرة تستخدم في صناعة مواد التجميل، لكن الجسم ينتجها أيضاً بكميات قليلة جداً، ويحمي الغليسيرين أيضاً البشرة من الإجهاد التأكسدي الناتج عن هذه المادة، وهذه ميزة أخرى تضاف إلى خصائصه.

وتوضّح الدكتورة بولاغ أن الزيت والماء لا يمتزجان، وعليه فهذه طريقة أخرى يمكن من خلالها استخدام الغليسيرين في دعم الدور الرئيسي للبشرة، وهي أن يكون حاجزاً غير نفوذ للماء وإن كان الإنسان في حوض ويغطيه الماء من كل جانب.

وتعتزم الباحثة وفريقها البدء سريعاً في إجراء تجارب إكلينيكية على الإنسان من أجل تأكيد هذه النتائج الواعدة، علماً بأن الغليسيرين يعد المكوّن الرئيسي للعديد من المراهم المُرطّبة.

ويمكن – حسب الدراسة – أن يكبح الغليسيرين مع الفوسفاتيديل غليسيرين تطور الصدفية، خاصة أنها مادة ليس لها أي آثار جانبية مقلقة، ما عدا كونها مادة لاصقة، بينما تسبب الأدوية المستخدمة في علاج الصدفية حالياً آثاراً جانبية خطرة، خاصة على المدى الطويل.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *