كويت نيوز: يتعرض بعض الأطفال لأنواع مختلفة من العنف سواء في منازلهم أو في مدارسهم أو في الحياة العامة. وتنقسم أنواع هذا العنف ضد الأطفال إلى عنف بدني مدمر, وعنف ذهني وعنف عاطفي. ولعل أقسى أنواع العنف بعد العنف الجسدي الذي يتمثل في الضرب أو التعذيب هو “العنف النفسي”: فإذا كانت بعض جراح العنف البدني ربما تلتئم بعد فترة, ولكن جراح العنف النفسي ضد بعض الأطفال الأبرياء تُعمل في القلب, وترسخ في الذهن, وستكون لها آثار نفسية وعاطفية مدمرة لاحقاً ما لا يتم مكافحتها مبكراً. ويعتبر العنف النفسي الموجه ضد بعض الضحايا الأطفال من بعض تلاميذ رياض الأطفال والمدارس الابتدائية جريمة مكتملة الأركان, فإضافة إلى تحمل الأسرة مسؤولية حماية أطفالها من العنف, تتحمل وزارة التربية جزءاً من المسؤولية الأخلاقية في توفير بيئة مدرسية آمنة للتلاميذ.
ويمكن لوزارة التربية وضع برامج وقاية ضد العنف النفسي, والذي ربما يتعرض له بعض تلاميذ المدارس عن طريق تطبيق إجراءات احترازية تمكن الاختصاصيين النفسيين التربويين التدخل المبكر لمكافحة هذه الظاهرة المدمرة. فلم يعد ينفع في عالمنا المعاصر التعامل مع ظواهر العنف النفسي بالطرق التقليدية, بل حري بوزارة التربية بذل المزيد, فالوزارة مسؤولة عن توفير “بيئة مدرسية آمنة” لكل الطلبة وخصوصاً تلاميذ رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية. وستتمكن الوزارة من وضع برامج حماية مناسبة إذا ركزت جهودها على تنفيذ الإجراءات الاتية:
التعامل المباشر والسريع مع أي سلوك عدواني يحدث داخل أسوار المدرسة.
طرح مزيد من ورش العمل والدورات التدريبية للهيئة التدريسية والاداريين في المدرسة حول كيفية التعامل مع التلاميذ وفق آخر تطورات حقل التعليم والتربية ووفق آخر الدراسات النفسية.
إعادة تنظيم وظيفتي الاختصاصي الاجتماعي والمرشد النفسي في المدرسة بهدف مواكبة ما يحدث في عالمنا المعاصر من تطورات هائلة في نوعية الخدمات الاجتماعية والنفسية, والتي يمكن تقديمها للتلاميذ داخل وخارج أسوار المدرسة.
التعامل الصارم مع سلوكيات وتصرفات العنف النفسي, وخصوصاً إذا أتت من بعض من هم أولاً وأخيراً مسؤولين, أخلاقياً وتربوياً, عن الصحة النفسية والمعنوية للتلاميذ.
تكريس المبدأ التربوي المتعارف عليه: “الطلبة أمانة في أعناقنا” عن طريق العمل بشكل جاد ومهني للغاية في توفير بيئة مدرسية آمنة وعن طريق التدخل السريع والمباشر للإدارة المدرسية في استشراف أي مشكلة نفسية وتربوية يمكن أن تطرأ لاحقاً.
*كاتب كويتي
com.khaledaljenfawi@yahoo
اترك تعليقاً