عرض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، استعداد مصر لاستضافة قمة إفريقية تهدف إلى إنشاء قوة أفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب.
وأشار السيسي خلال افتتاح أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى أن أبرز التحديات التي واجهت القارة الأفريقية خلال العام الماضي الذي تولت فيه مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف، لا سيما في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، فضلا عن تحدي تحقيق الاستقرار.
ولفت إلى مقترح طرح خلال القمة الأفريقية بشأن عقد قمة أفريقية خاصة لبحث تشكيل قوة أفريقية متخصصة في مكافحة الإرهاب.
وأكد استعداد مصر لاستضافة تلك القمة الأفريقية من واقع مسؤولياتها، وإيمانا منها بأهمية ذلك المقترح في تحقيق الأمن والسلم في أفريقيا.
ودعا إلى التشاور المستفيض حول تلك القمة والقوة المتقترحة، بمعرفة مجلس الأمن والسلم الأفريقي والهيئات الأفريقية الأخرى، على أن يعرض لاحقا على القمة الأفريقية.
وقال إن مصر تولت خلال العام الماضي قيادة الاتحاد الأفريقي تسارعت خلاله خطى أفريقيا بكل قوة وثبات، مشيدا بتعاون الدول الأفريقية مع القاهرة أثناء هذا العام.
وشدد على “أن فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي قد اتسمت بالزخم الشديد على جميع المستويات، خرصت مصر خلالها على حمل لواء الاتحاد بكل صدق وأمانة في المحافل الإقليمية والدولية كافة”.
وأكد أن مصر “حرصت على تعزيز حالة السلم والأمن في أفريقيا وترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية باعتباره السبيل الأمثل للتعامل مع أزمات القارة، وضرب مثل بعقد قمتين تشاوريتين في أفريقيا بشأن ليبيا والسودان”.
وانطلقت قمة الاتحاد الأفريقي الـ 33، اليوم الأحد، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت شعار “إسكات البنادق”، لتهيئة الأجواء المواتية للتنمية في القارة الأفريقية، بمشاركة 31 رئيسا و4 رؤساء وزراء أفارقة و6 وزراء خارجية، بجانب 14 من سيدات دول أفريقيا، بحسب مسؤول مراسم الخارجية الإثيوبية.
وتناقش القمة التي تستمر يومي الأحد والاثنين، ملف السلام والأمن في أفريقيا والوضع في ليبيا وفي دولة جنوب السودان، والوضع في السودان وفي أفريقيا الوسطى، إلى جانب تزايد التهديد الإرهابي في بوركينا فاسو ونيجيريا والنيجر.
وتناقش إصلاح مؤسسات الاتحاد الأفريقي وموضوع منظمة التجارة الحرة الأفريقية، ومن المقرر أن تقوم القمة بانتخاب الـ10 أعضاء الجدد بمجلس السلم والأمن الأفريقي، التي ينافس السودان فيها.
وتشارك السلطة الفلسطينية في القمة الأفريقية، ويمثلها رئيس الحكومة محمد اشتية، الذي التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأحد، على هامش فعاليات القمة.
وقال اشتية عقب اللقاء إنه “أطلع تبون على حيثيات الموقف الفلسطيني المتعلق بصفقة القرن، ومعاناة الشعب الفلسطيني في القدس وغزة وبقية الأراضي الفلسطينية”، إلى جانب الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة والانتخابات.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أكد تبون دعم بلاده لفلسطين، قائلا: “نحن مع فلسطين سواء كانت ظالمة أو مظلومة”، بحسب تعبير الرئيس الجزائري.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المشارك في القمة، أعلن السبت خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة أديس أبابا، تأييده لقيام الاتحاد الأفريقي بدور أكبر في الوساطة بالأزمة الليبية.
وقال غوتيريش إنه “يتفهم استياء هذه المنظمة، التي لا تزال مستبعدة عن هذا الملف”، مشددا على ضرورة “إشراك الاتحاد في مساعي البحث عن حل للنزاع الليبي”.
ودعا غوتيريش إلى تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، مشيدا بمبادرة منتدى المصالحة التي اتخذت في نهاية يناير الماضي، خلال قمة نظمتها لجنة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا في الكونغو- برازافيل.
وأعرب عن دعمه الكامل لهذا المنتدى، مؤكدا أن “مهمة الأمم المتحدة في طرابلس مستعدة لكي تستقبل في مقارها ممثلية للاتحاد الأفريقي، ونؤيد مشاركة الاتحاد الأفريقي في كل مجموعات العمل الليبية”.
اترك تعليقاً