سيسطر التاريخ الإنجاز الضخم الذي حققه القطاع النفطي العام، والمتمثل في حل ملف المنطقة المقسومة بشكل حازم ونهائي، والذي أعاد الإنتاج لتحقيق عوائد مليارية لاقتصاد الكويت والسعودية بدعم سياسي ليؤكد للتاريخ أن الأشقاء للأبد.
وفي كل مؤسسة أو قطاع هناك إنجازات يسجلها ويتذكرها التاريخ وتتذكرها الأجيال بأعمال مستحقة تبقى خالدة، وقد نجح القطاع النفطي خلال العام الماضي في إنجاز العديد من الملفات الحيوية والإستراتيجية على صعيد القطاعات كافة سواء على صعيد الإنتاج أو الاستكشافات النفطية الجديدة وتجهيز المشاريع المتأخرة للانطلاق والعمل، سواء في إنتاج النفط والغاز، أو على صعيد مشاريع التكرير التي دخلت على خط الإنتاج وبدأت مراحل التشغيل إيذاناً بفجر نفطي جديد.
والمؤكد أن خلف هذه الإنجازات أيادي كويتية بيضاء قلما أظهرت أو تباهت ولكنها فضلت أن تتحدث عنها الإنجازات المحققة على أرض الواقع.
وعلى رغم التحديات التي تواجه العالم، والصراعات على الحصص الأسواق العالمية، إلا أن الكوادر النفطية في قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول، كانت على قدر المسؤولية وحققت نجاحات وأبرمت عقوداً تاريخية ضخمة، وأبرزها العقد الاخير لاستيراد الغاز، وتمديد العقود لسنوات طويلة.
ونجح القطاع في تفادي خسائر تقدر بـ 3.9 مليون دولار أثناء فترة الخلل الفني في وحدة التكسير بالهيدروجين، من خلال العمل على تصدير 3 شحنات لمنتج زيت الغاز الثقيل الزائد عن الحاجة وتجنب حقن هذا المنتج في زيت الوقود الثقيل.
تم أخذ موافقة إدارة البترولية المتكاملة «كيبيك» ولجنة الشراء الداخلية ولجنة الشراء العليا، لقائمة المقاولين المؤهلين للحزم الثلاثة الخاصة بمشروع مجمع البتروكيماويات، وعرضها على الجهاز المركزي للمناقصات العامة للمصادقة عليها، كما يجري إعداد جميع مستندات الطرح لمناقصة الهندسة والتوريد والإنشاء والتشغيل.
ويأتي ذلك في وقت تم اعتماد المسودة النهائية لتعديلات نظام البعثات والإجازات الدراسية من قبل لجنة شؤون التدريب المنبثقة من لجنة علاقات العمل.
وكالعادة تواصل «نفط الكويت» السير على خطى الإنجازات، في ما يخص النفط الثقيل والذي يعد أحد المشاريع بالغة الاهمية التي تسهم في تحقيق إستراتيجية 2040، إذ نجحت في ضخ الغاز في طبقة فارس السفلية، وبدء ضخ البخار الى منشأة النفط الثقيل التي يعقبها إدخال النفط الخام.
وتم تدشين المرحلة الثانية من مشروع تعزيز استخراج النفط باستخدام تقنية الحقن الكيميائي، في مكمن الصابرية مودود، وهو أول مشروع يستخدم هذه التقنية في مكمن كربوني على مستوى العالم، إذ تأتي المرحلة الثانية بحقن المياه المعالجة تمهيدا للحقن الكيميائي بعد نحو سنتين من تدشين المرحلة الأولى من المشروع الذي يتمتع بأهمية إستراتيجية كبرى بالنسبة للكويت.
خطط مالية
واعتمدت مؤسسة البترول وشركاتها التابعة أنظمة المكافآت والحوافز من المجلس الأعلى للبترول، وتم كذلك اعتماد خطة العمل لمشروع الارتباط الوظيفي بالمؤسسة.
وخلال العام الماضي تم إطلاق تطبيق نظام «أداة 360» في القطاع النفطي، للعمل به كمقياس لمعايير المفاضلة بنظام الترقيات لشغل الوظائف الإدارية بالدرجات 17 وأعلى.
ولم يخلُ السجل الحافل لمؤسسة البترول وشركاتها التابعة من الإنجازات على المستوى المالي، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم مع وكالة ائتمان الصادرات البريطانية، ومذكرة تفاهم مع وكالة ائتمان الصادرات الإسبانية، ومذكرة تفاهم مع وكالة ائتمان الصادرات الفرنسية، لتمويل مشاريع القطاع النفطي لتمويل مشاريع المؤسسة وشركاتها التابعة.
وبالفعل تم البدء في تطبيق الخطة التمويلية للمؤسسة وشركاتها التابعة، وتوقيع اتفاقية قرض دوار مع البنوك الكويتية بقيمة 350 مليون دينار، وتوقيع اتفاقية قرض دوار مع بعض البنوك الاجنبية بقيمة مليار دولار.
ولم تقف مؤسسة البترول وشركاتها عند الإنجازات الفنية والإدارية والمالية، ولكنها تخطتها وبدأت خططاً مالية متطورة، ومنها الانتهاء من التخارج من جميع الصناديق الاستثمارية المحلية من دون خسائر مع تحقيق عوائد مجدية.
وعلى صعيد الفرص الاستثمارية تم الإعلان عن فرصة مشروع الفحم البترولي المكلسن، لمعرفة المستثمرين المحليين في هذه الفرصة الصناعية، إذ تم استلام 13 تعبيراً عن الرغبة من القطاع الخاص، وتم البدء بإعداد وثائق التأهيل المسبق للمشروع لطرحه على القطاع الخاص المحلي.
وتم الإعلان عن فرصة مشروع ثاني أكسيد الكربون، لمعرفة رغبة المستثمرين المحليين في هذه الفرصة الصناعية، واستلام 6 طلبات لديها الاهتمام من القطاع الخاص.
تصحيح مسار المشاريع المتعثرة
على صعيد المشاريع الخارجية بدأ تصحيح مسار المشاريع المتعثرة، إذ بدأت «البترول العالمية» تصحيح مسار مصفاة فيتنام والتي بدأت بالفعل في العمل منذ ديسمبر الماضي، بأكثر من طاقتها التكريرية لتصل إلى 220 ألف برميل يومياً.
وفي عمان يسير مشروع مصفاة الدقم وفقاً للمخطط له، إذ تخطت نسبة الإنجاز الإجمالية 44.91 في المئة حتى نهاية ديسمبر 2019.
كما تم البدء بتنفيذ دراسة التصاميم الهندسية والأولية لمجمع البتروكيماويات في الدقم – عمان، في وقت انتهت «البترول العالمية» وشريكها الياباني من وضع الخطة المتعلقة بالتوسع في محطات بيع الوقود في فييتنام تحت العلامة التجارية (IQ8) للسنوات العشر المقبلة، والانتهاء من توقيع اتفاقية الشراء والاستحواذ على 75 محطة وقود من شركة آهودا البلجيكية في بليجكا.
وتم الحصول على موافقة السلطات الإسبانية على صفقة استحواذ فرع الشركة في إسبانيا على 77 محطة وقود لشركة «ساراس» الاسبانية.
بالإضافة إلى ذلك افتُتح موقعان ذات علامة تجارية جديدة للأغذية، وتم الانتهاء من إبرام اتفاقية الشراكة مع مجموعة الخدمات الغذائية لـ 5 محطات في إيطاليا.
كما حصلت الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود على جائزة روسبا الذهبية لأداء الصحة والسلامة وعلى جائزة سلامة الأسطول.
وتأتي أيضاً الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك»، الوليد العملاق بجانب الكبار والتي حجزت مكاناً لها بجانب الشركات النفطية التابعة، والتي تنفذ 3 مشاريع إستراتيجية مليارية تعتمد عليها الكويت خلال السنوات المقبلة والتي تضم مصفاة الزور أحد أكبر مصافي العالم التي تبنى دفعة واحدة ومرافق استيراد الغاز المسال ومجمع البتروكيماويات، الذي تضع الكويت آمالاً ضخمة على عوائده.
اترك تعليقاً