كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن درجة توّجه طلبة التعليم العالي في البلاد لممارسة الغش متوسطة، إذ إن اتجاههم نحوه إيجابي ويرونه نوعاً من المساعدة وليس سلوكاً انحرافياً، داعية إلى تطبيق العقوبات على الغشاشين ووضع التشريعات لمحاصرة ظاهرة الغش.
وأضافت الدراسة، التي أجراها أستاذ التربية د. وفقي حامد وأستاذ المناهج وطرق التدريس د. عبدالرحمن الأحمد، على 2000 طالب وحملت عنوان “الاتجاه نحو الغش الدراسي والعوامل المؤثرة فيه من وجهة نظر عينة من طلبة التعليم العالي في الكويت”، أن أفراد العينة من الجنسين لديهم التوجه نفسه نحو الغش.
وفي الاستبيان، وافق 52.9 من الطلبة على أن الغش سلوك لا يوقع الضرر على الآخرين بشكل تام، بينما وافق %35.8 على الأحقية في الغش إلى حد ما، ورفضه %11.3 فقط، كما رأى %50.3 على أن الغش نوع من التعاون بين الطلبة، ووافق على ذلك %37.8 إلى حد ما، ورفضه %11.9.
وعن طلب المعلومات من الزملاء أثناء الاختبارات، اعتبر %49.7 من الطلبة أن ذلك لا يعد غشاً ووافقوا على ذلك موافقة تامة، بينما كان %38 موافقين إلى حد ما، و%12.3 فقط رفضوا ذلك، ووافق تماماً %44.9 من الطلبة أنه ينبغي التسامح مع الطالب الذي يغش، بينما وافق إلى حد ما حوالي %40.3، ويرفض التسامح مع الغشاش فقط %14.8 من الطلبة.
كما وافق تماماً %45.9 من الطلبة على أن الغش ليس سلوكاً انحرافياً، و%35.1 وافقوا إلى حد ما، فيما اعتبره %19 سلوكاً انحرافياً، ووافق %41 من الطلبة تماماً على عبارة “لا أنفر من ممارسة سلوك الغش”، و%32.4 وافقوا إلى حد ما، فيما سجل %26.4 نفورهم من ذلك السلوك.
وأجاب %42.4 بأنهم موافقون تماماً على أن الغش يجنب الفرد الآثار السلبية المترتبة على أدائهم السيئ في المذاكرة، و%35.5 موافقون إلى حد ما و%22.1 غير موافقين، كما بدا %45.2 موافقين تماماً على عبارة “أميل للغش لأتجنب اللوم من الأسرة والأصدقاء”، و%35.2 موافقون إلى حد ما على العبارة، و%19.6 غير موافقين.
ووافق %37.6 تماماً على عبارة “لا يضرني أن يقال عني اني أغش بالاختبارات”، فيما وافق إلى حد ما %40.3 من الطلبة، ورفض %22.1 التماهي مع العبارة.
عوامل نفسية
عوامل نفسية
وبيّنت الدراسة أن بعض العوامل النفسية التي تدفع إلى الغش من وجهة نظر الطلبة تتمثل في الخوف من الفشل، ووافق على ذلك %69.2، بينما وافق %59.7 من الطلبة على اعتبار القلق الزائد في الحياة دافعاً للغش، و%53.6 رأوا أن عدم الثقة بالنفس سبب لذلك، إضافة إلى الغيرة من الأقران وغيرها.
كما وافق %54.5 على اعتبار العوامل النفسية دافعاً للغش، وأفاد %34.1 بأنهم موافقون بدرجة متوسطة على تأثير تلك العوامل، بينما أفاد %11.4 بأنهم يرون للعوامل النفسية تأثير محدود على انتشار الغش.
وأشارت الدراسة إلى أن بعض الطلبة يعتبرون موقف الاختبار مهدداً لهم، ومن ثم فهم يلجأون إلى الغش للتغلب على المشاعر النفسية والاحباطات وتجنب التهديد، مبيّنة أن الغش يحدث مع منخفضي التحصيل غير المنضبطين في الدراسة، وهم غالباً ما تسيطر عليهم قيم الانتهازية والخيانة وغيرها من الأمور السلبية التي قد تظهر في مواقف حياتية مشابهة.
الواسطة والنجاح
أما عن بعض العوامل المجتمعية، فقد وافق %66.4 على أن الواسطة تحرم البعض من حقوق مشروعة لهم، فيلجأون إلى الغش لتعويضها، ووافق إلى حد ما %23 من الطلبة، فيما رفضها %10.6 فقط، كما أن المجتمع لم يرفض سلوك الغش بوجهة نظرهم، ولا توجد ضوابط رادعة للغشاشين في المجتمع، وقد وافق على ذلك %52.9 من الطلبة، وتراوحت النسب الباقية بين موافقين إلى حد ما وغير موافقين.
وتمثلت بعض العوامل الأخلاقية في أن الغش نتيجة الرغبة في الحصول على درجات أعلى بأي وسيلة، وهو ما وافق عليه %55 من الطلبة، وعدم استيعاب معاني الأمانة ووافق عليه %53.9، والفصل بين المعتقدات الدينية والسلوك الأخلاقي بنسبة موافقة %47.3، وقناعة الطلبة بأن الغش مجرد تعاون بنسبة موافقة %50.5.
إضافة إلى عدم إدراك الآثار السلبية للغش على الآخرين بنسبة %55.4، واعتقاد الطالب بأن الغش من دون التعرض للكشف يعد مجالاً للتفاخر بين الأقران بموافقة بلغت %46.4 و%33.7 موافقة إلى حد ما، ورفض %19.9.
اترك تعليقاً