كويت نيوز اخبار الكويت والعالم 
برحيل القبطان فيصل ثنيان الثنيان الغانم الذي عمل قبطاناً على أول باخرة نقل نفط كويتية (كاظمة) والتي بنيت العام 1959، تطوي الكويت صفحة واحد من رجالات الرعيل الأول الذين تركوا بصمات ذهبية لن تُمحى بمرور الأيام.
رحل أبو ثنيان الذي أسس القطاع البحري في «نفط الكويت» وكان من أوائل الذين دعموا الكويتيين، وسعى إلى توظيفهم خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وهو أول رئيس لشركة ناقلات النفط عقب تأميمها.
التحق الغانم بشركة نفط الكويت مشرفاً على الإدارة، وقبطاناً على البواخر، ومرشداً وناظر «ميناء الجنوبي»، ثم عُيّن في ما بعد ناظر عمليات البحرية، ثم ناظر تصدير وتخزين النفط، قبل أن يصبح ناظراً عاماً للتصدير، ثم مديراً للتكرير والتصدير مسؤولاً عن مصنع التكرير، ثم مصنع الغاز المسال والتصدير، ومن ثم نائب العضو المنتدب لعمليات الإنتاج والحفر والتكرير والتصدير، ونائباً لرئيس مجلس الإدارة.
لم تكن «كاظمة» الباخرة الوحيدة التي عمل على متنها الراحل، فقد عمل أيضاً على باخرة «وربة» العام 1957، وفي العام 1968 عمل قبطاناً على «العربية» وحمولتها تبلغ نحو 210 آلاف طن، فضلاً عن عمله على متن حاملات الحديد وتراب الحديد، وحمولة عامة، إلى جانب ناقلات نفط بريطانية.
وُلد الراحل العام 1940 في فريج القبلة بالقرب من مدرسة عمر بن الخطاب، وسافر إلى إنكلترا لدراسة الهندسة بناء على رغبة والده، ولكنه وبعد أن حصل على «G.C.e» تعادل الثانوية العامة في اسكتلندا، بادر ومن دون علم والده إلى التقدّم للكلية البحرية بدل الهندسة.
وبعد 3 أشهر من التقدّم للكلية البحرية، أرسل إلى والده رسالة يعتذر عن عدم دخوله عالم الهندسة، كونه يميل إلى البحر أكثر، ولكن والده فرح وأبدى سروره بهذه الخطوة.
وبالفعل دخل الراحل الكلية البحرية في «كاردف» بمدينة ويلز، ثم إلى البحرية البريطانية حيث حصل على شهادة عليا، وبدأ بالدراسات العملية كقبطان ثان لمدة 4 سنوات، ثم رجع إلى الكلية لمدة 4 أشهر، ثم تم الاختبار في نيوكاسل.
وبعد هذه الدراسات وهذه المسيرة العملية والنظرية، حصل على شهادة في «أعالي البحار» ليتنقل بين الموانئ لمدة سنة ونصف السنة على السفن الإنكليزية، ويحصل بعد ذلك على شهادة «رئيس قباطنة». كما أوصت جامعة الكويت بإعطائه الشهادة، وقد كان الراحل سليمان حمود الخالد رئيس الموانئ في ذلك الوقت (وكيل وزارة المالية والنفط لشؤون الجمارك والموانئ) وهو الذي أصدر شهادة الغانم تحت رقم (101) ثم قدّم للقبطنة (قبطان) في مدينة نيوكاسل الإنكليزية، وحصل عليها تحت رقم (102) ليكون بذلك أول قبطان كويتي يحمل شهادة عالية في علم البحار، وكان الكويتي والعربي الوحيد على البواخر الإنكليزية، في حين كانت البقية كلها من الإنكليز والهنود.
