7409e222-6809-457b-9cab-d5699949d849

احتفى مركز أبحاثٍ مُرتبطٌ بدوائر صنع القرار في تل أبيب، بـ”نجاح” الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تقليص “سقف التوقعات العربية”، في أيّ حلٍّ لتسوية الصراع مع الفلسطينيين.
واعتبر “مركز القدس للشؤون العامة”، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، إن فوز ترامب بالرئاسة، مثّل “هدية من السماء” لإسرائيل، مشدداً على أن الرئيس الأميركي ساعد إسرائيل على إحداث تحولٍ في مسار الصراع مع الفلسطينيين بما يخدم مصالحها، من خلال إجبار العرب على التعايش مع مواقف حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب.

وفي مقال نشره مساء أمس وأعده المستشرق يوني بن مناحيم الذي شغل في الماضي منصب رئيس “سلطة البث” الإسرائيلية، لفت المركز، الأنظار إلى أن ترامب، في محاولته لتقليص توقعات العالم العربي، والفلسطينيين على وجه الخصوص، يعتمد استراتيجية “صاحب البيت أصابه الجنون”، والتي وجدت تعبيرها في المقترحات التي يقدمها لحل الصراع، ويطلق عليها اسم “صفقة القرن”.

وأشار بن مناحيم إلى أن ترامب، “من أجل ضمان دفع الفلسطينيين إلى تقديم تنازلات، وجعلهم أكثر برغماتية، لا يتردد في ذبح الأبقار المقدسة”، للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وبيّن أن الرئيس الأميركي يعمل على إجبار العرب على التعايش مع مواقف إسرائيل من القضايا الرئيسية التي تشكل الصراع، لاسيما القدس، اللاجئين، الحدود، المستوطنات وغيرها.
كما أكد بن مناحيم أن خطة ترامب تنسف، بشكل تام، الخطوط الحمراء التي يتشبث بها الفلسطينيون في كل ما يتعلق بتسوية الصراع مع إسرائيل، منوهاً إلى أن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلانه بأن المدينة خارج نطاق المفاوضات، وقراره تقليص الموازنة المخصصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، تعد أهم الخطوات التي أقدم عليها لتحقيق هذا الهدف، متوقعاً أن يقدم ترامب على خطوة أخرى للسع الوعي الفلسطيني والعرب، تتمثل في إعلانه عن أن قضية اللاجئين لن تكون جزءاً من أي مفاوضات مستقبلية.

كذك، رأى بن مناحيم أن ما يفاقم الأمور خطورة بالنسبة للفلسطينيين، حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تقف على رأس أولويات العالم العربي، لافتاً إلى أن الحكام العرب غير مستعدين لخوض مواجهة مع الولايات المتحدة من أجل دفع ترامب إلى التراجع عن خطته، بل هم، بحسب رأيه، معنيون بمواجهة تحديات أخرى تتمثل في الخطر الإيراني والمخاطر الناجمة عن تنظيم “داعش”.

وبحسب بن مناحيم، فإنه على الرغم من أن الحكام العرب سيواصلون “دفع ضريبة كلامية”، من خلال إسناد الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض للخطة الأميركية، إلا أن هؤلاء الحكام، في المقابل، لن يحركوا ساكناً من أجل دفع ترامب إلى التراجع عن احتكار الوصاية على المفاوضات.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *