عقب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) تجاه مشروع القرار العربي حول القدس، كشفت محافل سياسية مقرَّبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أن الوجهة الاساسية التي اعتمدها لمواجهة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هي إعادة ملف القضية الفلسطينية بكل مكوّناته الى الامم المتحدة.
شراكة فعلية
وأضافت المصادر لـ القبس أن «قرار ترامب أغلق جميع الابواب أمام الفلسطينيين، وأظهر، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الادارة الاميركية الحالية تخطّت كل سابقاتها لجهة دعمها إسرائيل وحمايتها من اي محاسبة الى الشراكة الفعلية، بعدوانها على الشعب الفلسطيني، كما كشفت عن حقيقة صفقة القرن التي وعد ترامب بتقديمها».
تدويل القضية
وحول مطالبات قيادات فلسطينية بتدويل القضية الفلسطينية من خلال رعاية دولية متعددة الاطراف لعملية السلام، بمشاركة أطراف كالصين وروسيا والاتحاد الاوروبي، قالت المصادر: «الرعاية المتعددة يجب ان تكون تحت سقف الامم المتحدة، والعمل على تنفيذ قراراتها ذات الصلة بالموضوع الفلسطيني»، موضحة أن «تولّي الامم المتحدة هذا الملف ليس بحاجة الى موافقة إسرائيل، خلاف اي رعاية دولية أخرى».
اجراءات قانونية
وكان عباس وقّع عقب اجتماع للقياة الفلسطينية، على طلب دولة فلسطين العضوية في 22 مؤسسة واتفاقية دولية للامم المتحدة، واعداً انه سيوقّع طلبات متتابعة في عضوية أكثر من 500 منظمة واتفاقية دولية تابعة للامم المتحدة.
وجدّد عباس أثناء الاجتماع رفضه اي دور للادارة الاميركية في عملية السلام، مضيفاً: «سيتم اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية وديبلوماسية ضد إعلان الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».
زيارة الرياض
ووفق المصادر ذاتها، فإن «عباس سيبدأ من العاصمة الرياض، التي يزورها اليوم (أمس) بحث توفير غطاء دعم عربي ودولي للتحرك الفلسطيني على الساحة الدولية»، مضيفة أنه «سينتقل من الرياض الى باريس (الجمعة) للاجتماع بالرئيس إيمانويل مكرون للغاية ذاتها، خاصة ان بعض القرارات التي يمكن ان تُتخذ ستجلب ردود فعل إسرائيلية عنيفة». واشارت المصادر إلى أن «عباس سيبحث مع الرئيس ماكرون ضرورة البناء على نتائج المؤتمر الدولي الذي عقد العام الماضي في باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، حيث كان من المقرر ان يعقد مؤتمر دولي ثان، يوضع خلاله آليات ملزمة للتوصّل إلى اتفاق سلام نهائي، إلا ان الرفض الإسرائيلي وعدم حماس إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، حالا دون عقده».
الجمعية العامة
من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي إن «العمل جار للحصول على تصويت أكبر عدد من الدول في الجمعية العامة للامم المتحدة لمصلحة مشروع يرفض أي إجراءات في القدس، ويؤكد أنها جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الذي سقط في مجلس الامن بالفيتو الاميركي»، مضيفاً: «نريد نجاح مشروع القرار ليمثّل ذلك صفعة، وردّاً قوياً على استخدام الولايات المتحدة الفيتو تجاه مشروع القرار العربي حول القدس».
جلسة طارئة
وأضاف أنه «ستتم المطالبة بعقد جلسة طارئة للجمعية العامة، تحت بند متّحدون من أجل السلام، لنقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، حتى يتم التصويت على مشروع القرار العربي، من أجل اعتماده». وأشار المالكي إلى أن هذه التحركات في الجمعية العامة هي من ضمن مجموعة من الخطوات الفلسطينية سيتم الشروع بها، موضحاً أن الخطوة المقبلة هي تفعيل طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة.
الجامعة العربية
بدوره، أكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ان الدول العربية ستطلب من الجمعية العامة للامم المتحدة تمرير قرار «ملزم» يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف: «هناك سبل عدة تجري دراستها على الصعيدين الفلسطيني والعربي من أجل التعامل مع أي تبعات سلبية للقرار الأميركي» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعبّر الامين العام للجامعة العربية عن «بالغ استيائه» لاستخدام الولايات المتحدة الفيتو، موضحا أن «النهج الأميركي يتسبب في مزيد من العُزلة للولايات المتحدة»، مضيفا ان «استخدام الفيتو في مواجهة 14 صوتاً يكشف عن تحد أميركي صارخ لحالة واضحة وربما نادرة من الإجماع الدولي».
اترك تعليقاً