وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ، المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والمعنوية، وذلك في الرسالة التي وجهها جلالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتييريس، وعبر فيها جلالته عن إدانته الشديدة للسياسات الإسرائيلية “غير المقبولة” بمدينة القدس، الرامية إلى فرض الأمر الواقع، والاستفراد بمصير المدينة المقدسة.
وألح جلالة الملك، في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة، على “ضرورة التحرك الحازم للمجتمع الدولي وقواه الفاعلة، لإلزام إسرائيل بوقف تلك الممارسات لفرض الأمر الواقع، والاستفراد بمصير مدينة القدس، التي ينبغي معالجتها في إطار مفاوضات الحل النهائي”.
وتؤكد هذه الرسالة الملكية، التي تشكل دعوة لرد فعل جماعي للقوى المحبة للسلام والعدل والانصاف، على محورية القضية الفلسطينية والقدس الشريف ضمن أولويات جلالته، في إطار التزام جميع الهيئات إزاء الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية.
وجاء في رسالة جلالة الملك أنه “وإذ نؤكد على محورية قضية القدس، وطابعها الروحي العميق، وعدم جواز المساس برمزيها وهويتها الحضارية العريقة، وننبه إلى خطورة الانتقال بالنزاع إلى صراع ديني، فإننا نحذر من مخاطر توظيف الموروث الحضاري والثقافي، كعامل لتأجيج مشاعر العداء والتطرف، وضرب قيم المحبة والتسامح بين أتباع الديانات السماوية”.
ويثير هذا الالتزام الملكي، الراسخ، الاحترام والإعجاب في الساحة الدولية ولدى المراقبين الذين يرون في جلالة الملك “مدافعا قويا عن الحقوق الفلسطينية”، وصوت الحكمة الذي ما فتئ يضاعف المبادرات ويذكر، من منطلق قناعة راسخة، بالشروط الأساسية لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية بشكل عام ولوضع مدينة القدس، في إطار خيار السلام الحتمي الذي يجمع عليه المنتظم الدولي.
وذكر جلالة الملك، في هذا السياق، بأن “المملكة المغربية، التي تؤمن إيمانا راسخا بخيار السلام، الذي يتوافق حوله المجتمع الدولي، والتي تؤكد أن القدس مرتبطة بالجذور والهوية؛ لواثقة من أن فرض الأمر الواقع بالقوة، لن يؤدي سوى إلى مزيد من التوتر والعنف، لا سيما في هذه الظرفية المعقدة والمضطربة التي تمر بها المنطقة”.
إن رد فعل الضمير الجماعي للمجتمع الدولي، الذي دعا إليه جلالة الملك، يمر عبر إعادة إطلاق “عملية السلام، للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم، يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة، تعيش إلى جانب دولة إسرائيل، في أمن وسلام ووئام”.
وفي ردود الافعال على الرسالة الملكية ، ثمن مجلس جامعة الدول العربية عاليا الدور والجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن عروبة مدينة القدس، وفي الحفاظ على هذه المدينة المقدسة.
جاء ذلك في بيان صدر مساء أمس الاثنين، عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في دورة غير عادية بشأن التطورات والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والحرم القدسي الشريف.
وعبر المجلس عن اعتزازه بصمود أبناء القدس ومؤسساتها وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في دفاعهم عن عروبة المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف، منوها بالجهود التي تبذلها في هذا الصدد القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.
وسائل الإعلام المصرية أولت اهتماما واسعا للرسالة التي وجهها الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والتي عبر فيها جلالته عن إدانته الشديدة للسياسات الإسرائيلية غير المقبولة، وألح على ضرورة التحرك الحازم للمجتمع الدولي وقواه الفاعلة، لإلزام إسرائيل بوقف تلك الممارسات لفرض الأمر الواقع، والاستفراد بقضية مصير مدينة القدس التي ينبغي معالجتها في إطار مفاوضات الحل النهائي.
أما محمد حسين مفتي القدس فاعتبر أن المملكة المغربية تأتي في المقدمة بدعمها السياسي حيث تقوم بدور فاعل في مناصرة القضية الفلسطينية في كل المحافل والهيئات الدولية وكذلك النشاط التي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف التي تقدم الدعم لأبناء القدس في مختلف القطاعات الصحية، التعليمية، الاجتماعية.
واعتبر محمد حسين الشعب المغربي بالقيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من الداعمين الأساسيين لحق الفلسطنيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف.
اترك تعليقاً