534045_e

وصل إلى مطار القاهرة ظهر اليوم الأربعاء، على متن الرحلة المصرية رقم 986، جثمان الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية والتيار الجهادي المصري، عمر عبدالرحمن، الذي وافته المنية السبت الماضي، في أحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء قضائه حكماً بالسجن مدي الحياة، بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993.

وكانت سلطات مطار القاهرة، قامت بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، من الحجر الصحى ورجال الأمن وسلطات قرية البضائع، لسرعة إنهاء إجراءات الإفراج عن الجثمان من قرية البضائع، تمهيداً لنقله لمحافظة الدقهلية، لدفنه فى مسقط رأسه.

وكانت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن، قد أعلنت مساء السبت الماضي، وفاته داخل أحد السجون الأمريكية، حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة إثر إدانته بـ”التورط فى تفجير مركز التجارة العالمى في نيويورك”، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى بينها مهاجمة مقر الأمم المتحدة.

وولد عمر عبد الرحمن بمدينة الجمالية بالدقهلية 1938، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج فيها في 1965.

في سبتمبر1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2 أكتوبر1984.

وسافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993.

في 29 يونيو 2012 تعهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على الإفراج عن عمر عبد الرحمن.

ونشر نجل الشيخ الراحل نص وصيته عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والتي جاء نصها كالتالي:-

“الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه: أيها الأخوة الأجلاء .. أيها المسلمون فى جميع أنحاء العالم.. إن الحكومة الأمريكية رأت فى سجنى ووجودى فى قبضتها الفرصة السانحة فهى تغتنمها أشد اغتنام لتمريغ عزة المسلم فى التراب والنيل من عزة المسلم وكرامته.

فهم لذلك يحاصروننى.. ليس الحصار المادى فحسب، إنهم يحاصروننى حصارًا معنويًا أيضًا، حيث يمنعون عني المترجم والقارئ والراديو والمسجل.. فلا أسمع أخبارًا من الداخل أو الخارج.

وهم يحاصروننى فى السجن الانفرادى فيُمنع أحد يتكلم العربية أن يأتى إلىّ فأظل طوال اليوم والشهر والسنة لا أكلم أحدًا ولا يكلمنى أحد.. ولولا تلاوة القرآن لمسّنى كثير من الأمراض النفسية والعقلية.. وكذلك من أنواع الحصار.. أنهم يسلطون علىّ (كاميرا) ليلًا ونهارًا لما فى ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة، ولا يكتفون بذلك.. بل يخصصون مراقبة مستمرة علىّ من الضباط، ويستغلون فقد بصرى في تحقيق مآربهم الخسيسة.. فهم يفتشوننى تفتيشًا ذاتيًا فأخلع ملابسى كما ولدتنى أمى وينظرون فى عورتى من القبل والدبر.. وعلى أىّ شيء يفتشون؟! على المخدرات أو المتفجرات ونحو ذلك! ويحدث ذلك قبل كل زيارة وبعدها وهذا يسيء إلىّ ويجعلنى أود أن تنشق الأرض ولا يفعلون معى ذلك.. ولكنها كما قلت الفرصة التى يغتنمونها ويُمرّغون بها كرامة المسلم وعزّته فى الأرض.

وهم يمنعوننى من صلاة الجمعة والجماعة والأعياد وأىّ اتصال بالمسلمين.. كل ذلك يحرموننى منه، ويقدمون المبررات الكاذبة ويختلقون المعاذير الباطلة. وهم يسيئون معاملتى أشد الإساءة.. ويُهملون فى شئونى الشخصية كالحلق وقصّ الأظافر بالشهور، كذلك يُحملوننى غسل ملابسى الداخلية حيث أنا الذى أمَرّر الصابون عليها وأنا أدعكها وأنا أنشرها، وإنى لأجد صعوبة فى مثل هذا، ثم إنى لأشعر بخطورة الموقف فهم لا محالة قاتلىّ.. إنهم لا محالة يقتلوننى لا سيّما وأنا بمعزل عن العالم كله ، لا يرى أحد ما يصنعون بى فى طعامى أو شرابى ونحو ذلك.

وقد يتخذون أسلوب القتل البطيء معى.. فقد يضعون السُّمّ فى الطعام أو الدواء أو الحقن.. وقد يعطوننى دواءً خطيرًا فاسدًا.. أو قد يعطوننى قدرًا من المخدرات قاتلًا أو مُحدثًا جُنونًا.. خصوصًا وأنا أشُم روائح غريبة وكريهة منبعثة من جهة الطابق الذى فوقى مصحوبًا بها (وشّ) مستمر كصوت المكيف القديم الفاسد ومعه خبط وقرع وضوضاء وطرق كصوت القنابل يستمر للساعات ليلًا ونهارًا.

وهم سيختلقون عندها المعاذير الكاذبة والأسباب الباطلة فلا تصدقوا ما يقولون.. إنهم يجيدون الكذب وقد يختلقون إساءة خُلُقِيّة ويستخرجون لها الصور.. فكل ذلك ينتظر منهم.. إن أمريكا تعمل على تصفية العلماء القائلين للحق فى كل مكان.. وجاءت التقارير القرآنية عن هؤلاء اليهود والنصارى ولكننا ننسى أو نتناسى.. قال الله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلّا ولا ذمة يُرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون} {لا يرقبون فى مؤمن إلّا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون} {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}

إن هؤلاء هم الذين يحاربون أىّ صحوة إسلامية فى العالم كله ويعملون على إشاعة الزنا والربا وسائر أنواع الفساد فى الأرض كلها .

أيها الإخوة.. إنهم إن قتلونى ولا محالة هم فاعلوه فشيّعوا جِنازتى وابعثوا بجثتى إلى أهلى لكن لا تنسوا دمى ولا تضيعوه بل اثأروا لى منهم أشد الثأر وأعنفه وتذكروا أخا لكم قال كلمة الحق وقتل فى سبيل الله .. تلك بعض كلمات أقولها هى وصيّتى لكم: سدّد الله خُطاكم وبارك عملكم .. حماكم الله .. حفظكم الله .. رعاكم الله .. مكّن الله لكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم / عمر عبد الرحمن”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *