اكتشف باحثون أن استهداف عناصر من دارة إشارات تتألف من خلايا يكبح تطوّر سرطان البروستات المتقدم. الدراسة التي قادها البروفسور المساعد من معهد سكريبس خوان-لي ليو، نُشرت في موقع مجلة Molecular Cell على شبكة الإنترنت.
يقوم علاج سرطان البروستات المتقدم الأكثر فاعلية راهناً على حرمان السرطان مما يتغذّى به: هرمونات الأندروجين، مثل التيستوستيرون. ولكن من المؤسف أن معظم المرضى يطوّر في النهاية مقاومة لهذا العلاج، ما يترك الأطباء من دون أي خيارات لمواجهة المحتّم.
كشفت الدراسة الجديدة عن دارة إشارات «نشطة بنيوياً» تستطيع تحفيز الخلايا لتنمو وتتحوّل إلى أورام، فضلاً عن أنها تعزّز مقاومة العلاج في حالة سرطان البروستات المتقدم. ولا يتطلّب مسار الإشارات الخلوي هذا، الذي يتمتّع بنشاط بنيوي، إلى شريك رابط (لجين) لينشط. على العكس، تعمل دارة الإشارات هذه على تنشيط ذاتها باستمرار.
تتحكّم دارة الإشارات هذه، التي تتألف من البروتين المعقد IκBα/NF-κB (P65) وعدد من الجزيئات الأخرى، في التعبير عن عوامل نسخ الخلايا الجذعية (بروتينات توجه تحوّل المعلومات الجينية من الحمض النووي إلى الحمض النووي الريبي) التي تغذي نمو خلايا السرطان المقاومة السريع.
يشير ليو: «لما كان تنشيط NF-kB البنيوي في الدارة مستقلاً عن عملية التنشيط التقليدية، فإن هذا الواقع يمهد الطريق أمام خيارات علاجية محتملة».
استهداف عناصر أخرى
يؤدي NF-kB أدواراً مهمة في تطوّر السرطان. لذلك يُعتبر أحد أهم الأهداف في العلاج. لكن استعمال مثبطات NF-kB يبقى أمراً بالغ التعقيد نظراً إلى التأثيرات الجانبية الحادة المرتبطة بكبت المناعة الناجم عن تثبيط NF-kB الشامل حتى في خلايا المناعة الطبيعية.
لكن ليو يوضح أن استهداف عناصر أخرى غير IκBα/NF-κB في دارة الإشارات هذه يساعد الباحثين في تفادي كبت NF-κB في خلايا المناعة الطبيعية من دون التخلي عن الفاعلية في محاربة السرطان.
فضلاً عن IκBα/NF-κB، تشمل دارة الإشارات الحمض النووي الريبي الصغري miR-196b-3p، Meis2، وPPP3CC. صحيح أن miR-196b-3p يعزّز نمو الأورام، إلا أن Meis2، الذي يشكّل جينة نمو أساسية في الثدييات، يمكنه إحداث خلل في هذه الدارة عند الإفراط في التعبير. أما بروتين PPP3CC، فيعيق نشاط NF-κB في خلايا سرطان البروستات.
«إذاً، يعيق إحداث خلل في هذه الدارة باستهداف أي من مكوناتها الفردية التعبير عن عوامل النسخ هذه، ما يكبح إلى حد كبير سرطان البروستات المقاوم للعلاج»، حسبما يوضح جي-هاك جونغ، بروفسور مساعد في معهد سكريبس للبحوث والباحث الأول في الدراسة.



اترك تعليقاً