531573_e
كشف مصدر دبلوماسي اليوم الجمعة عن أن تونس والجزائر ومصر تعتزم طرح مبادرة لحل الأزمة الليبية في الفترة القليلة المقبلة.

وقال المصدر المقيم في تونس والذي طلب عدم نشر اسمه في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن المبادرة تستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالأزمة الليبية وتجمع كافة الأطراف الليبية إلى طاولة الحوار للاتفاق على تشكيل حكومة موحدة وجيش ليبي موحد.

وأكد أن “هذه المبادرة طبخت على نار هادئة في (قصر قرطاج) وسط تكتم تونسي وستطرح بعنوان دول الجوار الليبي (تونس- الجزائر- مصر)” مشيرا إلى أنها تحظى بدعم إيطاليا وفرنسا ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا مارتن كوبلر.

وأضاف أن “المبادرة تعمل على توحيد جهود دول جوار ليبيا ومحاولة التوصل إلى توافق بين جميع الأطراف الليبية دون إقصاء والجلوس إلى طاولة الحوار وإجراء محادثات مباشرة بهدف الاتفاق حول تشكيل حكومة موحدة وجيش موحد يحافظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها ويحمي مصالحها ويراعي مصالح دول الجوار”.

وأكد أن المبادرة تشترط ضرورة الاستناد في أي حل للأزمة الليبية على مرجعيات الأمم المتحدة وجميع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالشأن الليبي “بما في ذلك حظر توريد الأسلحة لليبيا” و(اتفاق الصخيرات) السياسي الذي وقعته الأطراف الليبية في ديسمبر 2015.

وأضاف “غير أن هذه المبادرة لا تستبعد تعديل بعض بنود (اتفاق الصخيرات) التي تشكل حاليا نقاطا خلافية بين الأطراف الليبية .. كما لا تستبعد منح دور للقائد العسكري الليبي خليفة حفتر ضمن حكومة الوحدة التي ستتفق على تشكيلها الأطراف الليبية”.

وذكر أن “تونس والجزائر تبدوان على عجلة في إطلاق هذه المبادرة وتنفيذها على أرض الواقع إلا أن مصر ليست مستعجلة كثيرا في هذا الاتجاه لأن لها مصالح وهواجس يجب أن تراعى في أي حل مزمع للأزمة الليبية”.

وفي سياق الملف الليبي قام رئيس (حركة النهضة) التونسية راشد الغنوشي هذا الأسبوع بزيارة إلى الجزائر أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فيما كشفت تقارير إعلامية عن أن الزيارة خصصت لتنسيق اجتماع بين مدير ديوان الرئيس الجزائري أحمد أويحيى والقيادي الإسلامي الليبي علي الصلابي في تونس.

وذكرت تقارير إعلامية في تونس والجزائر أن أويحيى والصلابي عقدا اجتماعا تحت إشراف رئيس حركة النهضة الغنوشي في منزله بتونس للتشاور حول الملف الليبي مشيرة إلى أن المسؤول الجزائري أبلغ الصلابي بضرورة تقديم جميع الأطراف الليبية سواء حكومة طرابلس أو حكومة طبرق أو اللواء حفتر تنازلات مشتركة للتوصل لحل توافقي للأزمة في ليبيا والتي يمكن التأسيس عليها لوضع إطار سياسي لدفع الأزمة الليبية باتجاه الحل. ويبدو أن هذا الاجتماع يأتي تمهيدا لطرح مقترح حل سياسي في إطار إقليمي تمثله تونس والجزائر ومصر.

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تعهد بالاعلان عن مبادرة لعقد قمة ثلاثية تجمع رؤساء الدول الثلاث في إطار المساعي لحل الأزمة الليبية في حال نجاح قمة وزراء خارجية الدول الثلاثة المقررة في النصف الأول من شهر فبراير المقبل.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *