موسكو تمدد «هدنة حلب» والنظام يفشل في اقتحام سجن حماة

1462642805_64_EREERERERGEGGIIIIIII

كويت نيوز: تنفست حلب الصعداء مع تمديد الهدنة فيها بمبادرة روسية، في حين لا يزال النظام يضع ثقله لإخماد عصيان المعتقلين في سجن حماة، وسط مخاوف من ارتكابه مجزرة جديدة تضاف إلى سجله الأسود.

بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الروسية عن تمديد الهدنة في حلب حتى منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، بمبادرة روسية، عاد قسم من الأهالي إلى منازلهم في الأحياء الشرقية، أمس، وفتحت المدارس في المنطقة، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد أسبوعين من القصف الدامي العنيف.
ومع توقف المعارك التي أوقعت قرابة 300 قتيل من 22 أبريل الماضي إلى 5 مايو الجاري، بدأت بعض العائلات تعود إلى منازلها في الأحياء الشرقية، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
يقول أبو محمد «45 عاماً»، الذي عاد مع زوجته وأولاده الستة إلى حي الكلاسة، بعد أن نزحوا إلى ريف إدلب: «نزحنا الأسبوع الماضي بسبب اشتداد الغارات الجوية وحصول مجازر في الحي، واليوم قررت العودة بعد أن أكد لي أقاربي أن الغارات الجوية توقفت، أتمنى أن يستمر الهدوء وألا أُضطر مرة أخرى إلى النزوح».
وفي مدرسة حي الشعار، قال الأستاذ براء: «تقريباً جميع الطلاب عادوا اليوم إلى المدرسة، ولم يتغيب سوى البعض ممن نزحوا ربما لخارج المدينة، أشعر بالنشاط والشوق لتدريس الطلاب من جديد».
وبدأ سريان الهدنة في حلب الخميس الماضي، بعد انهيار وقف إطلاق النار، الذي تم الالتزام به في كل البلاد بين قوات النظام والفصائل المعارضة في 27 فبراير.
وتكتسي حلب أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للنظام السوري لاعتبارها تشكل معركة حاسمة في صراعه مع الفصائل المسلحة، وفق المحللين.
أما بالنسبة للفصائل المعارضة، فإن سقوط حلب سيوجه ضربة شبه قاضية لها، بعد تراجع نفوذها مع تصاعد قوة «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، وتنظيم «داعش» اللذين يسيطران على مساحات واسعة من سورية.

معارك متفرقة

واستمرت المعارك في مناطق أخرى في محافظة حلب، وفي محافظات دير الزور في الشرق، ودمشق وحمص في الوسط، ودرعا في الجنوب، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وبين القوات السورية والمجموعات المتشددة، وحتى بين الفصائل المعارضة والمتشددين ومعظمهم من الأجانب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم «داعش» قام بتعليق جثث عشرة جنود سوريين قتلوا خلال المعارك العنيفة على سور حديقة في دير الزور.

سجن حماة

وفشلت قوات النظام السوري في محاولتها اقتحام سجن حماة المركزي وسط سورية لإنهاء حالة العصيان التي ينفذها نحو 800 سجين منذ مطلع الأسبوع.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بيان: «لا يزال التوتر يسود سجن حماة المركزي عقب محاولات نفذتها قوات النظام لاقتحام السجن، بعد استهدافه بالرصاص المطاطي والرصاص الحي، وإطلاق غازات مسيلة للدموع، خلفت عدداً من الإصابات والجرحى وحالات الاختناق في صفوف السجناء».
وأضاف: «لا يزال نحو 800 نزيل في سجن حماة المركزي مستمرين في العصيان منذ مطلع الشهر الحالي، من دون أن تتمكن سلطات السجن حتى الآن من إنهاء العصيان أو اقتحام السجن».
وحاولت قوات النظام، مساء أمس الأول، اقتحام السجن «بعد فشل المفاوضات مع السجناء» وفق المرصد الذي أشار إلى أن «قوات الأمن لا تزال في داخل السجن لكنها خارج العنابر».
وبحسب المرصد، احتجزت قوات الأمن عدداً من أهالي السجناء الذين تجمعوا قرب السجن قلقين على مصير أبنائهم.
ويظهر في شريط فيديو مسرب من داخل السجن، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ممر طويل تندلع النيران في آخره على وقع إطلاق رصاص مطاطي وصيحات «الله أكبر».
ويسمع أحد السجناء وهو يتحدث عن «حالات اختناق حادة» محدداً مكانه وتاريخ يوم الجمعة.
وقال المرصد، إن السلطات افرجت منذ بدء العصيان عن 46 سجيناً على الأقل.
ولا تزال المياه والكهرباء مقطوعة عن السجن، لكن السلطات سمحت بدخول بعض الطعام.
وبدأ السجناء حالة التمرد الاثنين احتجاجاً على ظروف اعتقالهم وعلى نقل رفاق لهم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق حيث تم إعدام عدد من المعتقلين، ويطالبون بالإفراج عنهم أو محاكمتهم، وفق المرصد. وتمكنوا من احتجاز عشرة عناصر من حراس السجن كرهائن.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، إن معظم المعتقلين في حماة هم سجناء سياسيون، محذرة من «أعمال انتقامية قاتلة ينفذها النظام» وداعية حلفاء دمشق إلى ممارسة ضغوط «لتفادي مجزرة جديدة في سورية».
ويقدر المرصد السوري وجود أكثر من مئتي ألف شخص بين معتقلين ومفقودين داخل سجون النظام منذ عام 2011.
وتفيد تقديرات بأن عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي قتلوا جراء التعذيب داخل السجون، وثق المرصد 14 ألف حالة منهم على الأقل.

الأسد وولايتي

وبالتزامن مع إعلان وسائل إعلام إيرانية عن مقتل 11 مستشاراً إيرانياً يقاتلون في سورية، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد دولاً غربية وإقليمية بدعم الإرهاب، وقال، إن «العديد من الدول الغربية والإقليمية، التي أججت الإرهاب في سورية على مدى السنوات الماضية، تواصل دعم الإرهابيين سراً وعلناً، وتوفر الغطاء لهم على الرغم من الجهود الرامية إلى وقف القتال ودعم الحل السياسي في سورية».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، عن الأسد قوله خلال استقباله في دمشق علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلي للشؤون الدولية، إن «ثبات الموقف الإيراني الداعم لصمود الشعب السوري، هو محط تقدير من قبل جميع السوريين».
وأضاف أن «مواقف إيران خلال الحرب التي تتعرض لها سورية تعزز العلاقة الوطيدة القائمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود».
من جهته اعتبر ولايتي ، بحسب «سانا» أن «الصمود البطولي، الذي أبداه السوريون والانتصارات الميدانية، التي يحققها الجيش السوري تكتب صفحة مشرقة جديدة من تاريخ سورية».
وأكد ولايتي أن «إيران قيادة وشعباً ستبقى دائماً إلى جانب سورية، وستواصل تقديم كل الدعم الممكن لتعزيز صمودها، لأنها تدرك أن ما تتعرض له من حرب إرهابية شرسة، لا يستهدف سورية فقط بل شعوب المنطقة برمتها».
وأضاف «تم خلال اللقاء بحث العلاقات الاستراتيجية بين سورية وإيران وأهمية استمرار التعاون والتنسيق بينهما في مختلف المجالات، وخصوصاً في مجال محاربة الإرهاب، حيث جرى التأكيد على أن جبهة محاربة الإرهاب التي تقودها سورية وإيران وروسيا تشكل حجر الأساس في القضاء على الإرهاب والتطرف وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة».

مقتل 13 مستشاراً إيرانياً

أفادت وسائل إعلام ايرانية أمس بأن 13 «مستشارا عسكريا» من اعضاء الحرس الثوري الايراني قتلوا وأصيب 21 في الايام الماضية بمنطقة حلب شمال سورية.
ويتحدر جميع هؤلاء المستشارين من مازندران شمال ايران، وفق ما قال حسين علي رضائي الناطق باسم الحرس الثوري في هذه المحافظة لوكالتي انباء «فارس» والطلابية الايرانية (ايسنا).

شاهد أيضاً

عاجل.. المندوب السعودي لدى مجلس الأمن: الانحياز الواضح للمعتدي الإسرائيلي أدى إلى وقوع 34 ألف شهيد فكيف يمكن الصمت على سياسة التجويع؟

عاجل.. المندوب السعودي لدى مجلس الأمن: الانحياز الواضح للمعتدي الإسرائيلي أدى إلى وقوع 34 ألف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض