كويت نيوز: وقفات مع سورة الكهف
الملائكة لا تعصي لله أمراً
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) أي اذكر يا محمد حين قلنا للملائكة اسجدوا لآدم لا سجود عبادة ولكن سجود تشريف وتكريم. (فسجدوا)، الملائكة لا تعصي لله أمرا، سجدوا لآدم طاعة لأمر الله سبحانه الذي أوكل إليهم مهمات عديدة تتعلق بآدم منهم الحفظة وهم الكتبة.
إبليس ليس من الملائكة
يخبرنا الله عز وجل عن ان إبليس لم يسجد لآدم، إبليس لم يكن أبدا من الملائكة بدليل قوله تعالى: (فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربه).
بئس الصفقة
الله- عز وجل- يتساءل، السؤال هنا ليس للمعرفة ولكن سؤال إنكار وتعجب من حال هؤلاء الذين والوا إبليس أي اتخذوا إبليس وليا (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو). (بئس للظالمين بدلا)، يا من ظلمتم أنفسكم باتخاذ إبليس وجنده أولياء من دون الله، بئس الصفقة والخسران.
مشهد خطير
(ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم) يأتي الأمر الرباني للكافرين فيقول نادوا الشركاء والآلهة التي عبدتموها، أين أنتم؟ ولكن لا مجيب ولا ناصر ولا شفيع (وجعلنا بينهم موبقا) الموبق هو الهلاك وقيل هو الحاجز العظيم، وقال البعض: واد في جهنم مستعر بالنيران وهو كل مهلك وكل ما يورد الهلاك (ورأى المجرمون النار) رأى المجرمون النار رأي العين رأوها تجر بالسلاسل تجرها الزبانية.
(ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل) أنزل الله كتابه إليكم وصرف فيه من كل مثل للعظة والعبرة وفيه الخبر والقصة وفيه الأمر والنهي نفهمه من القرآن ولا بد ان نعمل بما في القرآن لأنه سبيل النجاة، وضح الأمور عز وجل وفصلها كي لا نزيغ عن طريق الهدى، ولكن المشكلة في هوى الإنسان كثير الجدل والذي يصدر عنه الجدل اذا كان يريد ان يدافع عن هواه (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا).
وظيفة النبوة
(وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) ليس من وظائف النبوة الإتيان بالآيات على حسب طلب الكافرين، النبوة وظيفة حددها الله- عز وجل- بأنها بشارة ونذارة، بشارة للمؤمنين الطائعين ونذارة للكافرين المعرضين لعلهم يرجعون إلى الله- عز وجل.
قوة الحق
(ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق) الدحض هو دحض الحق، يريدون إضعاف الحق، يريدون رد الحق، وليس للباطل قوة على الحق لكن متى يعرف الإنسان الحق من الباطل؟
هؤلاء الكافرون اتخذوا آيات الله من هؤلاء الرسل المبشرين والمنذرين هزوا أي سخرية والسخرية أعلى مراتب التكذيب.
(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها) لا أحد أظلم ممن ذكر بآيات ربه، جاءته الرسل بالهدى والكتاب بالنور، وذكرته بآيات ربه الذي أوجده والذي رباه والذي أمده ثم جحده وكفر به (ونسي ما قدمت يداه)، هذا نسي سيئاته ونسي ذنوبه وهكذا حال الكافر ينسى ما قدمت يداه.
(إنا جعلنا على قلوبهم أكنة) أغطية كي لا يفهموا القرآن ولا بيان الحق فهم يسمعون الباطل بسبب ما جلبته أيديهم على أنفسهم لأنهم أعرضوا عن كلمة الحق.
فتنة العلم
في قصة موسى مع الخضر، كان موسى يظن انه أعلم أهل الأرض فأوحى إليه الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة من أفعاله (قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) والعاصم من فتنة العلم هو التواضع وعدم الغرور بالعلم، وهذه القصة لنتعظ بها، ان في العلم فتنة فقد يفتن الإنسان بعلمه ويظن ان ذلك من كسبه او يظن أنه لا أحد أعلم منه. ومن العجب ان من الناس من يترك قصص القرآن وينبش في قصص الآخرين والحقيقة اننا ابتلينا بهذه الروايات والإسرائيليات التي دخلت على كثير من الكتب في الاسلام.
موسى وفتاه
(وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) يخبرنا عز وجل عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فتاه يوشع بن نون وهو ليس بعبد بل فتى كان يتبع موسى عليه السلام ليتعلم منه وأصبح يوشع هذا هو نبي بني إسرائيل وملكهم وقائدهم وهو الذي خرج بهم من التيه ودخل بهم الى المسجد الأقصى. وقال موسى له: سأستمر في السفر حتى أبلغ مجمع البحرين أي مكان التقاء البحرين او أمضي فترة من الزمن، تدل على انها فترة زمنية طويلة، وهناك من المفسرين من قال ثمانين سنة وقالوا: حقبا جمع وأقل الجمع ثلاثة، فثمانون في ثلاثة تصبح 240 للدلالة على الكثرة.
اترك تعليقاً