image004هناك في مقدم عنقك غدة مهمة جدا تسمى الغدة الدرقية تعتمد على اليود في اداء وظائفها، ومع ان الجسم يحتاج الى كمية ضئيلة من اليود فإن توافر هذه الكمية ضروري جدا، فهي تساعد على تكوين الهرمونات ولها اهميتها في ضبط سيرورة التأيض (الميتابولزم) كما انها تؤثر في الجهاز العصبي.

ان الغدة الدرقية عرضة لعدة امراض مختلفة، اكثرها انتشارا «الجويتر» وهو تضخم الغدة، واكثر ما ينتشر هذا المرض في الانحاء التي يكون اليود في تربتها قليلا، ففي الاماكن الجبلية مثلا غالبا ما ينغسل اليود من التربة بفعل السيول فتقل مقاديره في النباتات النامية هناك، ولما كان النبات بشكل مباشر او غير مباشر هو المصدر الاكبر للطعام، فإن سكان تلك الاماكن يعانون من نقص اليود، وينتج عن ذلك تضخم في الغدة الدرقية للتعويض عن نقص اليود بانتاج المزيد من الهرمونات، ويمكن لهذا التعويض ان يحقق الغرض منه، لكن ذلك يتوقف على كمية اليود التي تصل الى الغدة، فإذا لم يصل منه شيء قط فإن التضخم لا يحل المشكلة.

المدهش هنا هو ان الكمية المطلوبة من اليود في غاية الضآلة، ان جسم الانسان يحتوي منه على قرابة 100/15 من الاونصة، اي حوالي قطرتين، والحاجة اليومية اليه اقل لأن اليود يقوم بدورة كاملة في الجسم.

ان هذا هو السبب في ان القانون في كثير من البلدان يوجب اضافة اليود الى ملح الطعام، ويساعد ذلك في التخفيف من مشكلات تضخم الغدة في كثير من الاماكن.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *