مخيم اليرموك، مأساة يومية..الاهالي يعيشون على الحشائش والمياه المغلية

n1‘لم ولن نفقد الأمل بإيصال صوتنا للعالم رغم أننا محاصرون هنا في مخيم اليرموك وجنوب دمشق، ففقدان الأمل يعني الموت، ولا نريد أن نموت’.. بهذه الكلمات يلخص الناشط مؤيد زغموت من مخيم اليرموك حال آلاف المدنيين المحاصرين جنوب دمشق والذين حصد الموت جوعا ما يزيد على الستين شخصا منهم.

ورغم المأساة التي يرزح تحت وطأتها عشرات آلاف المحاصرين من قبل قوات النظام السوري في مناطق عدة، أبرزها ريف دمشق الشرقي والجنوبي، وأحياء حمص القديمة، يبدو المجتمع الدولي عاجزا عن الضغط على النظام الذي يرفض إدخال المواد الغذائية أو إخراج المدنيين من المناطق المحاصرة، بحجة وجود ‘عصابات مسلحة’ داخلها.

ويقول زغموت للجزيرة نت إن الحصار المستمر على جنوب دمشق -والذي دخل شهره السابع- لم يبقِ للمدنيين في مخيم اليرموك طعاما سوى بعض الحشائش والبهارات التي يصنعون منها مع المياه المغلية حساء لا يسد جوع آلاف الأطفال والنساء.

ويتابع قائلا ‘إن مأساة المخيم تكمن في أنه منطقة سكنية لا تحتوي على أراضٍ زراعية أو حيوانات كالأبقار والأغنام، مما يجعل الحصول على بعض الطعام أمرا غاية في الصعوبة، مع نفاد كافة المدخرات الغذائية لدى سكان المنطقة، وهو ما يفسر العدد الكبير لضحايا الجفاف وسوء التغذية في المخيم، خاصة من الأطفال وكبار السن’.

أسعار خيالية
ويوضح أن سعر كيلو الأرز يبلغ اليوم في المخيم 11 ألف ليرة سورية أي ما يعادل (75 دولارا)، وهو ما يدفع بالكثيرين لسرقة بعض الأغراض كالأدوات الكهربائية ومبادلتها بمواد غذائية إن وجدت، فاليوم تستطيع أن تحصل على كوب من الأرز أو البرغل مقابل براد أو شاشة تلفاز.

وكنتيجة لذلك أصبحت الأعشاب والحشائش القليلة المتوافرة هي قوت أهل المخيم اليومي، ومن يستطيع الحصول على بعض الفجل يكون من المحظوظين، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه ألف ليرة نقوم بقلي بعض الأعشاب إن توافر لنا الزيت، ومؤخرا بدأنا بإعداد كميات كبيرة من الحساء الذي يتألف من المياه والملح وبعض البهارات، والمدهش أن الآلاف قدموا للحصول على حصتهم منه.

ومع ذلك لم يدخل اليأس قلوب شباب المخيم، فمن حرق الإطارات في الشوارع تعبيرا عن غضبهم إلى إحراق أوعية الطعام، إذ لم تعد لها أي جدوى، يقول زغموت إن أسوأ ما في الأمر أن يصلوا حد اليأس. ‘منذ يومين حاول رجل في شارع صفد إحراق أولاده الأربعة لعجزه عن تأمين الطعام لهم، استطعنا إنقاذ الأطفال، لكن من له أن يلوم الأب على يأسه؟’.

الهروب من الموت
أما أم أحمد فتروي للجزيرة نت قصة خروجها مع أطفالها الأربعة من جنوب دمشق منذ حوالي عشرة أيام، وتعتبرها ‘هروبا من موت محتم هناك’، مضيفة أنها بعد أن سمعت بفتح معبر بلدة يلدا قررت المخاطرة والخروج رغم صعوبة الطريق وتحذير الجيش الحر لنا من قناصة النظام وعناصر المليشيات الشيعية ‘لم يكن لدي ما أخسره، فأولادي شارفوا على الموت جوعا’.

توجهت أم أحمد مع مئات النساء والأطفال إلى المعبر، حيث استقبلهم عناصر من جيش النظام، إضافة إلى كاميرات التلفزيون الرسمي التي كانت تصور ‘إنقاذ الدولة للمدنيين المحاصرين من قبل الإرهابيين في جنوب العاصمة’، في مشهد اعتبرته أم محمد ‘تمثيلية’ تهدف إلى تلميع صورة النظام أمام الرأي العام.

وتتابع ‘كتبت لي ولأولادي حياة جديدة، فقد خرجنا سالمين دون أن يتعرض لنا أحد بأذى، وفي اليوم التالي حاول الكثيرون الخروج، لكنهم تعرضوا للضرب والإهانات وحتى الاعتقال من قبل عناصر الحاجز نفسه، و’سقط أكثر من 150 شهيدا جراء القصف وإطلاق النار الذي حصل يومها’.

شاهد أيضاً

اليوسف ترأس اجتماعًا لكبار قادة الجيش: توجيهات سمو الأمير خارطة الطريق ومنهج العمل

أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض