ارتفاع حدة التوتر في الساحة السياسية الفلسطينية قبيل بدء الحملة الدعائية للانتخابات المحلية


كويت نيوز : احلام حديدي : تشهد الساحة الفلسطينية ازديادا ملحوظا لحدة التوتر ما بين القوى المتنافسة في الحلبة السياسية وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية الفلسطينية المقررة في الثامن من تشرين الأول أكتوبر القادم. وفي هذا الاطار تكثر أصوات الانتقاد الموجه من داخل أوساط السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله ضد حركة حماس حيث يركز مسؤولو السلطة وفتح اتهاماتهم على استخدام حماس لوسائل غير شرعية – على حد تعبيرهم – ضد أهالي قطاع غزة.

ومن أهم تلك الاتهامات ما صدر عن اللجنة المركزية لحركة فتح التي شجبت في اجتماعها الأخير المنعقد يوم 22/8 بمقر الرئاسة في رام الله ما أسمته بأساليب الترهيب والتخويف التي تلجأ اليها حركة حماس في قطاع غزة وذلك سعيا منها الى التأثير سلبا على نتائج الانتخابات. 
وتحديدا أفادت مصادر من أعضاء مركزية فتح بأن اللجنة تلقت معلومات مؤكدة مفادها أن قلق حماس من خسارتها المتوقعة للانتخابات المحلية دفع بقيادتها الغزية الى الايعاز لأجهزتها الأمنية بشن حملة اعتقالات ترهيبية بحق معارضيها والذين يقومون بانتقاد سياساتها في القطاع.

هذا وفي يوم 21 أغسطس آب الماضي نشرت وسائل الاعلام الفلسطينية قائمة بمرشحي حركة فتح للانتخابات البلدية في غزة ومنهم الحاج حسني المغني (أبو سلمان) منسق عام الهيئة العليا للعشائر بالمحافظات الجنوبية حيث تشير المصادر الى أنه بعد نشر الخبر بوقت قصير تلقّى أبو سلمان تهديدات من حماس بأنه في حالة إصراره على الترشح ضمن حركة فتح سيتأثر سلبا اقتصاديا بل وتشير المصادر ذاتها أن مرشحين آخرين تلقوا هم أيضا تهديدات مماثلة الا أنهم يخشون الكشف عن هويتهم خوفا على حياتهم. 
وتأتي هذه التهديدات بحسب المصادر لتضاف الى حملة الاعتقالات “الاحترازية” الترهيبية التي تشنها حماس في الفترة الأخيرة. هكذا على سبيل المثال نُشر مؤخرا في وسائل الاعلام أن اعتقال أسامة كحيل رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين في قطاع غزة جاء على خلفية رفضه الترشح في الانتخابات البلدية ممثلا لحركة حماس.

كما أكدت المصادر على أن الانتخابات المحلية لم تأتِ بمبادرة من حماس ولكن بمبادرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مشيرة الى أنه من الواضح تماما أن قيادة حماس في قطاع غزة برئاسة نائب مكتبها السياسي إسماعيل هنية كانت تفضّل إبقاء الوضع في غزة على ما هو عليه منذ عام 2007 من تفرد الحركة بأوضاع القطاع الداخلية دون الخوض في انتخابات قد تخاطر بشرعية حكمها للقطاع.
ورجّحت المصادر بأن لجوء حماس الى أساليب مرفوضة من الترهيب والتخويف يأتي نتيجة فشل أفلامها الدعائية الأخيرة التي كانت قد تحطمت على صخرة الواقع الغزي المرير خاصة وأن أهالي القطاع ما زالوا يعانون الفقر والبطالة وانقطاع مستمر للمياه والتيار الكهربائي فضلا عن أزمة الجيل الشبابي الذي فقد أمله في المستقبل.
كما ذكرت المصادر أنه بعد اعلان حماس في شهر يوليو تموز الماضي عن استعدادها لخوض الانتخابات المحلية تم التوقيع على ميثاق شرف مشترك تعهدت بموجبه الأطراف المشاركة في العملية الانتخابية بعدم ممارسة أية ضغوط على جمهور الناخبين واحترام مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون.
وأضافت المصادر أن السلطة الفلسطينية في رام الله تتابع بقلق ممارسات حماس في قطاع غزة من خرق التزاماتها تجاه المواطنين معربة عن خشيتها من تزايد الضغط في أوساط هنية والمقربين منه مع اقتراب موعد الانتخابات ما قد ينعكس بدوره على تكثيف ممارسة حماس للارهاب بحق المواطنين.
يجدر الإشارة الى ان هناك 900,000 فلسطيني في قطاع غزة يملكون حق الاقتراع في الانتخابات المحلية حيث يتم هذه الأيام تقديم قوائم المرشحين لعدد 25 سلطة محلية في القطاع ومن المقرر أن تستمر إجراءات تقديم القوائم الى يوم 25 أغسطس آب الجاري يليها نشر تلك القوائم في الأسبوع القادم بما يفسح المجال أمام الاستئناف أو الاعتراض عليها ليتم نشرها بشكلها النهائي يوم 24 سبتمبر أيلول القادم وهو ما سيكون بمثابة نقطة الانطلاق لمرحلة الدعاية الانتخابية التي ستستمر الى يوم الانتخابات في الثامن من تشرين الأول أكتوبر القادم.

شاهد أيضاً

“أسترازينيكا” تعلن سحب لقاحها لـ”كورونا” من الأسواق لـ”أسباب تجارية”

أعلنت شركة “أسترازينيكا” البريطانية المصنّعة للأدوية اليوم الأربعاء، بأنها سحبت لقاحها المضاد لكوفيد “فاكسيفريا” الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض