لبنان اليوم … غير الامس …مقالة عادل القناعي

  
كويت نيوز : يمر لبنان هذه الأيام بمنحدر خطير ينذر بقدوم موجات عنيفة ومدمرة ستلحق بعواصف ما يسمى ” بالربيع العربي ” الذي سيدمر قواعد الفساد والشلل الحكومي الذي تمارسه الحكومة اللبنانية ضد شعبها ، وذلك أثر تقاعسها وإخفاقها عن القيام بتطويرالبنية التحتية للبلاد ، بل وما زالت لبنان تعاني من أزمة إنقطاع الكهرباء وإرتفاع نسبة الجريمة وإنتشار السلاح وأزمة النفايات الملوثة والصراعات الطائفية ، حيث أطلقت الشرطة اللبنانية في الأيام الماضية الغاز المسيل ومدافع المياه والأعيرة النارية في الهواء الطلق لتفريق الآلاف من المحتجين الذين كانوا يطالبون بإستقالة الحكومة بسبب سوء تعاملها في حل الأزمات المتراكمة في البلاد .

فالكل يعلم بإنه منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان ، والتى استمرت أكثر من 15 عاما لم تنظر الحكومة اللبنانية بعين الإعتبار إلى تطوير البنية التحتية ، وكانت لبنان تعم بالخراب والفوضى وخاصة في الخدمات الأساسية ، والطامة الكبرى بأنه لغاية وقتنا الحالي لم يتم ترشيح أو إختيار رئيس للبنان ، حيث فشلت الجلسات البرلمانية أو بمعنى أصح “عجزت وخفقت ” لترشيح رئيس ، وصرح ماريوأبو زيد باحث بمركز كارنيغي ” إن هذا الموقف الدستوري هو الأسوء منذ إستقلال لبنان ” .

ومما لا شك فيه إن حقبة الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات كانت أحد أجمل الأزمنة التاريخية التي مرت على لبنان ، رغم الصعوبات الإقتصادية والسياسية ، إلا إنها تحولت وتغيرت منذ نهاية السبعينات إلى واقع الصراعات الطائفية والسياسية التي صرعت بلبنان ، وفرقته إلى طوائف متعددة حسب المناطق ، إذ أصبح كل ما تراه يتسم بالطابع الطائفي كوسائل الإعلام والمستشفيات والجامعات والأمن ..الخ .

وفي المقابل يجب أن لا نغفل عن دور إيران ” الخبيث ” في زعزعة أمن لبنان ، حيث إنها كانت تمول جماعة حزب الله اللبناني بما يصل إلى 200 مليون سنويا ، بالإضافة إلى الأسلحة والتدريب القتالي والميداني والدعم الإستخباراتي والمساعدات اللوجستية ، وهذا للأسف يصب في تدمير الدولة اللبنانية برمتها ، وتحويلها إلى بؤر للصراعات الطائفية والإرهابية ، ومن جانب آخر صرحت منظمة العدل والتنمية ” إن إستمرار تفكيك الجيش اللبناني ما هو إلا نتيجة للصراعات الإرهابية التي تمارسها جماعة حزب الله ، وأيضا بسبب وجود خلايا إرهابية نائمة تابعة لحزب الله داخل الجيش اللبناني ، وسيطرته على غالبية قيادات الجيش الكبرى بالجنوب ، وأشارت المنظمة كذلك إن حزب الله الإرهابي يطمح في السيطرة التامة على الجيش اللبناني ووزارة الدفاع والقصر الرئاسي ، وذلك لتعويض خسائره في العراق وسوريا ، ولمواجهة أي إحتمال وارد بسقوط بشار الأسد في سوريا .

ولا يسعنا في النهاية سوى الدعوة للشعب اللبناني الشقيق ، وإلى كافة القوى السياسية بجميع أطيافها إلى ضرورة وأهمية الحفاظ على تماسك ووحدة لبنان والمجتمع المدني والجيش اللبناني ، وإبعاده نهائيا عن الصراعات الطائفية ، حتى لا تصبح لبنان فريسة لسيطرة حزب الله الإرهابي أو لإملاءات القوى الإقليمية الطامعة في تدمير الشعب اللبناني الشقيق . ​

                     الكاتب

          عادل عبدالله القناعي 

adel_alqanaie@yahoo.com

       @adel_alqanaie

شاهد أيضاً

وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنّنا نعْلَمُ أَنَّكَ تَكْذِبُ

عند السماع لتصريح وزير خارجية امريكا الذي قال بكل فضاضة ان الخارجية الأمريكية لم نر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض