في لحظةٍ دقيقة يعبر فيها الإقليم منعطفاً حادّاً من الأزمات والتحديات، تتجه الأنظار إلى المنامة حيث تحتضن القمة الخليجية السادسة والأربعين. قمة تأتي والعالم يموج بتطورات غزة وسوريا واليمن والسودان، كما تُعاد فيه تشكيل خرائط السياسة والتحالفات.

وفي هذا المشهد المتسارع، يمضي مجلس التعاون بثقة نحو تعزيز وحدة الصف، وتوحيد الرؤى، وترسيخ دوره كقوة عربية فاعلة قادرة على حماية مصالحها وصياغة حضورها في النظام الدولي المتغيّر.

المنامة، وهي تحتضن القمة، تقدّم نموذجاً لدور خليجي واعٍ ومسؤول، يوازن بين الأمن والدبلوماسية، ويعيد قراءة تحديات الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة والغذاء، ويفتح مسارات جديدة للتكامل الدفاعي والسياسي.

وعلى طاولة القادة، تتصدر القضية الفلسطينية بنداً ثابتاً ومصدراً لمعنى المسؤولية التاريخية والأخلاقية، كما تبحث القمة أزمات الإقليم في مسعى خليجي لتثبيت الأمن، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن استقرار الإقليم جزء من استقرار الخليج.

وفي ظل تسارع التنافس الدولي، ترتسم أمام القمة ملامح سياسة خارجية أكثر توازناً ومرونة؛ شراكات راسخة مع الولايات المتحدة، وتعاون اقتصادي متنامٍ مع الصين، ومسارات جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وكلها تصنع معادلة خليجية تمنح المجلس قوة تفاوضية أعلى وحضوراً أشد تأثيراً.

إن القمة الخليجية السادسة والأربعين ليست مجرد اجتماعٍ دوري، بل محطة تؤسس لمرحلة جديدة، تُكتب فيها ملامح مستقبلٍ أكثر استقرارًا وازدهارًا، مستقبلٍ يصنعه خليجٌ موحّد، يقرأ العالم بعينٍ واثقة، ويمضي نحو غدٍ أكبر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *