الليرة اللبنانية تفقد 90 % من قيمتها خلال عامين

قال أطباء ومعالجون نفسيون وعاملون بمنظمات أهلية إن ثمة زيادة كبيرة طرأت على أعداد اللبنانيين الذين يطلبون رعاية نفسية خلال العام الأخير إذ اجتمعت الأزمة المالية المتصاعدة التي تشهدها البلاد مع الانفجار وجائحة فيروس كورونا لتثقل كاهل اللبنانيين.
وبحسب “الفرنسية”، أكد الدكتور جورج كرم رئيس العلاقات العامة بمعهد التنمية والبحوث والدعوة والرعاية التطبيقية إن المركز الذي يوفر رعاية نفسية مجانية شهد زيادة عدد المرضى بنسبة 400 في المائة منذ نشبت الأزمة المالية في (أكتوبر) 2019.
أدى الانهيار الاقتصادي في لبنان إلى فقدان العملة الوطنية أكثر من 90 في المائة من قيمتها في أقل من عامين، الأمر الذي دفع بأكثر من نصف السكان إلى صفوف الفقر.
وقد حولت أزمات متصاعدة في السلع الأساسية بما فيها الوقود والدواء الحياة اليومية إلى صراع بالنسبة لكثيرين إذ لا تزال أماكن في بيروت تبدو وكأنها موقع انفجار قنبلة.
وقالت جوان إن الناس مصدومون ولا يعرفون لمن يلجأون ولا يرون ضوءا في نهاية النفق.
وكان لنقص الدواء أثره في المرضى النفسيين، إذ يحذر الخبراء من احتمال انتكاس مرضى واحتياجهم إلى دخول المستشفى.
وقال الدكتور كرم إنه استقبل 17 أو 18 مريضا في يوم واحد وكانت مشكلتهم أنهم لا يجدون الدواء وأن أكثر من نصفهم يتناولون نصف الجرعة للحفاظ على ما تبقى لديهم من الدواء. ووصف هذا الوضع بأنه فظيع.
وطلب عدد أكبر المساعدة في الأسابيع التي أعقبت الانفجار حيث كان 20 مريضا يتصلون يوميا بعيادة المركز.
وقال الدكتور كرم إنه لا يزال يرى ثلاثة مرضى على الأقل أسبوعيا يعانون صدمة نفسية مرتبطة مباشرة بالانفجار.
وأضاف أن نحو 90 في المائة من المرضى الذين عانوا مثل هذه الصدمة يتحسنون بعد بضعة أشهر غير أن الآثار تستمر بالنسبة لـ10 في المائة لأعوام وأن تمويل العلاج المجاني بدأ ينضب.
وتابع أن المشكلة من الآن فصاعدا تتمثل فيما يجب عمله الآن في ضوء إدراك أن كثيرين مازالوا بحاجة إلى المساعدة.
كما لاحظت الزيادة نويل جوان مديرة برنامج للصحة النفسية في وحدة منظمة أطباء العالم بسهل البقاع التي تقدم خدمات الرعاية النفسية أيضا.
فقبل الأزمة المالية والانفجار كان 80 في المائة من مرضى الوحدة من اللاجئين أو الأجانب، أما الآن فالأغلبية من اللبنانيين.
وقالت جوان إنه عندما يتلقى شخص ما ضربة فإنه لا يشعر في البداية بالألم لكنه يبدأ الشعور به بعد بضعة أيام.
أما بالنسبة لمن لا يتيسر لهم الحصول على خدمات الصحة النفسية المجانية ففي كثير من الأحيان يكون العلاج مدفوع الأجر بعيدا عن متناولهم لأن عددا قليلا من شركات التأمين يسدد مصروفاته.
كانت تاتيانا حصروتي تشعر دائما أنها في أمان في بيتها الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مرفأ بيروت حيث يعمل والدها منذ عشرات السنين في صومعة الحبوب بالميناء.
غير أن الانفجار الكيماوي الهائل الذي وقع في الرابع من (أغسطس) الماضي ودمر الصومعة أسفر عن مقتل والدها وقلب حياتها رأسا على عقب.
كان غسان حصروتي في غرفة العمليات يراقب تفريغ شحنة حبوب عندما انفجرت نترات الأمونيوم المخزنة دون مراعاة ضوابط الأمان بالمرفأ ما أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل وتدمير مساحات كبيرة من العاصمة.
قالت تاتيانا (20 عاما) إنها كانت نائمة عندما حدث الانفجار وبدا لها أن المكان الذي تشعر فيه بالأمان اختفى كما غاب والدها الذي كان يمثل لها كل حياتها.
ورغم أن تاتيانا لم تصب بأذى جسدي في الانفجار الذي خرب بيتها فقد شعرت على الفور بوطأته النفسية وسعت للحصول على دعم من إخصائي نفسي.
أما جومانا عمار إخصائية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بالمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت فقالت إنها عالجت أطفالا كثيرين خلال العام الأخير من أعراض مثل قلق الفراق والتبول في الفراش نتيجة للانفجار.
وأضافت أن مريضا في سن المراهقة تدهورت حالته عندما لم يستطع العثور على الدواء في الصيدليات.
إلى ذلك، يهدف المؤتمر الدولي الذي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة غدا الأربعاء دعما للبنان، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، إلى جمع 350 مليون دولار للاستجابة لحاجات السكان، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس.
وقالت الرئاسة “مع تدهور الوضع، تقدر الأمم المتحدة بأكثر من 350 مليون دولار الحاجات الجديدة التي تتعين الاستجابة لها”، فيما يغرق لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق، صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

شاهد أيضاً

سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 2,68 دولار ليبلغ 88,15 دولار

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 2.68 دولار ليبلغ 88.15 دولار للبرميل في تداولات يوم أمس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض