قمة «بناءة» تكسر الجليد بين بايدن وبوتين لكن الخلافات مستمرة

خلافا للتصريحات النارية والحديث عن خطوط حمراء وخلافات عميقة بين البلدين، استهل الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين قمتهما الأولى في جنيف أمس، بمصافحة ودية وابتسامات وتصريحات تعبر عن ضرورة الاجتماع بينهما عله يخفف من حدة التوتر ويكسر الجليد أملا في إيجاد أرضيات تفاهم مشتركة حول النقاط الخلافية.

وقد بدت لهجة بايدن أكثر تصالحية، حيث أكد لبوتين أن أجندته «ليست ضد روسيا وإنما لمصلحة الشعب الأميركي» كما قال في مؤتمر صحافي عقب القمة، مشددا على أن «لدينا مسؤولية مشتركة مع الرئيس بوتين لإدارة علاقات جيدة بين الطرفين» وقال انه لا بديل عن «الحوار وجها لوجه» بينهما.

وذكر الرئيس الأميركي الذي سبق اشار الى انه سيضع خطوطا حمراء لبوتين، أنه بحث «قضية المعارض الروسي اليكسي نافالني، اضافة إلى قضية حقوق الإنسان في روسيا.

وأضاف إنه أثار خلال اللقاء ملف المواطنين الأميركيين في سجون روسيا».

ومن جانبه، وصف بوتين القمة بأنها كانت بناءة للغاية واعلن الاتفاق على عودة السفيرين الأميركي والروسي إلى مقر عملهما في موسكو وواشنطن.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع إنه اتفق مع نظيره الأميركي على إجراء «مشاورات حول الأمن الإلكتروني»، في وقت يتبادل البلدان التهم بارتكاب عدد كبير من الهجمات الإلكترونية.

وأضاف ان «أكبر عدد من الهجمات الإلكترونية في العالم مصدره الولايات المتحدة» وانتقد عدم تعاون واشنطن في هذا الشأن.

وقال بوتين «بدا لي أن الجانب الأميركي مصمم على إيجاد حلول للقضايا العالقة». واضاف «لم ألاحظ أي عدائية خلال القمة»، مشيرا إلى أن «هناك بارقة أمل فيما يخص بناء الثقة المتبادلة».

وحول قضية المعارض الروسي المعتقل اليكسي نافالني، قال بوتين انه «انتهك القانون وهو أراد أن يتم اعتقاله عندما قدم إلى روسيا».

وأشار بالقول «لدينا التزام واحد حول أوكرانيا هو الإسهام في تطبيق اتفاقات مينسك لتسوية الأزمة».

وقال إن روسيا لا تنفذ أي تدريبات عسكرية على حدود الولايات المتحدة التي تجري مناورات قرب حدودنا.

وحول وصفه بالقاتل من قبل بايدن: أنا مرتاح إزاء توضيحات الرئيس الأميركي.

وأشار إلى ان خسائر الولايات المتحدة من العقوبات ليست أقل من خسائر روسيا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الكرملين، أن الرئيسين اعتمدا إعلانا مشتركا بخصوص الاستقرار النووي الاستراتيجي، يهدف إلى منع نشوب حرب نووية.

وقد شهد الاجتماع شجارا بين الصحافيين الأميركيين ومسؤولي البيت الأبيض مع قوات الأمن الروسية والأميركية التي دفعت الصحافيين الأميركيين والروس في المكتبة، حيث التقى الزعيمان.

وأصدر مجمع الصحافيين الأميريكيين بيانا ـ نقلته صحيفة (ذا هيل) الأميركية ـ جاء فيه:«ان مباراة التدافع بدأت أمام مدخل جانبي فور دخول الرئيسين الموقع من البوابة الأمامية».

وأوضح البيان أنه: «كان هناك صراخ وصياح بينما استمر مسؤول سويسري في مطالبة الجميع بالهدوء».

وأشار إلى أنه في النهاية جرى السماح بدخول 9 صحافيين أميركيين من أصل 13 صحافيا، لكن الأزمة استمرت داخل المكتبة عندما تدافع المراسلون للوقوف في أقرب مكان للرئيسين حتى رفعت قوات الأمن الروسية الحبل الأحمر لإبعاد الإعلاميين عن الرئيسين ثم بدأوا في دفع المراسلين وإخبارهم بالمغادرة.

ومن تداعيات هذه الفوضى، أكد البيت الأبيض أن الإيماءة التي صدرت عن الرئيس الأميركي لأحد الصحافيين خلال اللحظات الأولى من الاجتماع، قد أسيء تفسيرها، في اشارة إلى سؤال وجهته إليز بيرلماتر مراسلة قناة (إن بي سي) إلى بايدن حول ما إذا كان يثق في بوتين، مشيرة إلى أنه وفقا للصحافيين الذين كانوا متواجدين في حجرة الاجتماع بدا أن بايدن ينظر إلى بيرلماتر ويومئ برأسه بالإيجاب.. فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن «هذه الإيماءة أسيء تفسيرها».

وأضافت ساكي، في بيان، أنه «خلال فترة فوضوية كان يصرخ فيها الصحافيون بالأسئلة على بعضهم البعض، أعطى الرئيس إيماءة عامة في اتجاه وسائل الإعلام»، ولم يكن يرد على أي سؤال أو أي شيء آخر غير الفوضى».

واستغرقت القمة الماراثونية أكثر من ٣ ساعات، واقتصرت على جولتين، الأولى جرت على نطاق ضيق بمشاركة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن فقط ثم جولة محادثات موسعة واحدة، خلافا لجدول الأعمال الذي اعلنه الكرملين وكان يشملتي جولتي محادثات موسعة.

شاهد أيضاً

الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية

جدة – واس: اصدر الديوان الملكي السعودي بيانا قال فيه ان خادم الحرمين الشريفين الملك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض