كورتونوف: القمة الروسية – الامريكية مهمة رغم خفض سقف التوقعات حيال نتائجها

وصف المدير العام للمجلس الروسي للعلاقات الدولية اندريه كورتونوف القمة الروسية – الامريكية المقررة بجنيف في ال 16 من الشهر الجاري بأنها “مهمة رغم خفض التوقعات حيال نتائجها”.
وقال كورتونوف وهو خبير ايضا في الشؤون الامريكية في حديث ادلى به لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان من شأن اي لقاء قمة ان يشكل “محركا لتنشيط الصلات الثنائية على مختلف المستويات ويفتح الباب امام لقاءات بين الخبراء والدبلوماسيين والعسكريين من كلا الجانبين”.
واضاف ان لقاء القمة يمكن ان يعطي الضوء الاخضر “لوقف الحرب الدبلوماسية المستعرة بين الجانبين وعودة عمل الهيئات الدبلوماسية والقنصلية في روسيا والولايات المتحدة الامريكية”.
ولاحظ ان هذه القمة تتميز مع ذلك عن سابقاتها “بخفض سقف التوقعات حول نتائجها” على الرغم من وجود بعض الامال بإمكانية التوصل الى تفاهمات حول عدد من المسائل التي تتوافق اراء الروس والامريكيين حولها.
وشدد مع ذلك على عدم وجود توقعات لدى اي طرف “بأن تؤدي هذه القمة الى انفراج وإطلاق للعلاقات الثنائية وتشييد مرحلة جديدة من التعاون”.
وعزا كورتونوف اعتقاده هذا الى “التباين الواسع في وجهات نظر موسكو وواشنطن حول مستقبل النظام العالمي ومنظومة العلاقات الدولية”.
وتوقع أن تتركز مناقشات القمة على ثلاثة محاور اساسية يتعلق الاول منها بالمسائل الاستراتيجية المرتبطة بالرقابة على التسلح والاستقرار الاستراتيجي موضحا ان هذه الاتجاهات تحظى بأهمية كبيرة لدى الجانبين.
وأكد ان الجانب الروسي مهتم بالمصير الذي ستؤول اليه معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت 3) بعد انتهاء العمل بها بعد خمس سنوات قائلا اننا نريد ان نعرف الى اين تسير الامور في مجال نزع السلاح والرقابة على التسلح بعد خمسة اعوام خاصة مع مراعاة ان الوضع الدولي يتسم بالتعقيد اكثر من اي وقت مضى.
وذكر ان المحور الثاني يتعلق بالنزاعات الاقليمية التي يمكن لموسكو وواشنطن العمل معا على تسويتها مثل الوضع في افغانستان والملف النووي الايراني في حال اذا ما قررت واشنطن العودة للالتزام بالاتفاق النووي مع طهران.
ولاحظ ان الجانبين سيحاولان ايجاد نقاط تلاق حول سوريا بما في ذلك امكانية قيام واشنطن بالضغط على الاكراد من اجل الدخول في حوار مع دمشق او العمل المشترك من اجل تفعيل قرار مجلس الامن الدولي الخاص بإقامة ممرات انسانية في ادلب اضافة الى مناقشة قضايا مهمة مثل المناخ والتصدي للارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل.
واشار الى ان المحور الثالث من قضايا القمة يتعلق بالمسائل التي يعتقد كل طرف انه يجب عليه طرحها “رغم انها لن تؤدي الى اي نتائج ولن تؤثر على رؤية الطرف الاخر”.
وأضاف ان الجانب الامريكي سيطرح القضايا المتعلقة بحقوق الانسان في روسيا واوكرانيا والتدخل الروسي في الانتخابات الامريكية فيما سيطرح الجانب الروسي قضايا تتعلق بالتدخل الامريكي في الشؤون الروسية الداخلية وتوسيع رقعة النفوذ الامريكي في دول الجوار الروسي.
وأبرز كورتونوف اهمية ان يتفق الجانبان في هذا الاطار على القضايا التي تهم المواطنين والتي تتمثل بالدرجة الاولى في استئناف عمل الهيئات الدبلوماسية والقنصلية وتسهيل مهمة الحصول على تأشيرات السفر واستئناف نشاط دوائر الاعمال والصلات الانسانية والثقافية.
وأكد أن قضايا الشرق الاوسط ستحظى بحيز مهم اثناء مناقشات القمة لافتا الى ان الخلافات في رؤية موسكو وواشنطن حيال قضايا المنطقة ليست على درجة كبيرة تحول دون وجود هامش للعمل المشترك على تسويتها.
وذكر ان الادارة الامريكية الجديدة التي انتقدت اداء سياسة سابقتها حيال الشرق الاوسط تستطيع العمل مع روسيا في حال قررت العودة للعمل الجماعي لتحقيق التسوية في المنطقة مشيرا الى امكانية العودة لتفعيل دور اللجنة الدولية الرباعية الخاصة بالشرق الاوسط.
ولفت كذلك الى وجود هامش امام موسكو وواشنطن للعمل على المساعدة في تسوية الوضع باليمن مشيرا الى احتمال ان يطرح الجانبان “مشروع قرار جديدا في مجلس الامن الدولي حول اليمن”.
وأوضح كورتونوف في معرض حديثه عن الخلافات التي مازالت تحول حتى الان دون التوصل الى تفاهمات في المباحثات الجارية في فيينا حول الاتفاق النووي الايراني “ان واشنطن تريد من ايران ان تأخذ على عاتقها التزامات اضافية تتعلق بالبرنامج النووي الصاروخي ومناقشة الدور الذي تلعبه طهران في المنطقة”.
وذكر ان روسيا لا تعارض هذا الطرح لكنها تعتقد انه لا يجوز ربط قضية العودة الى الاتفاق النووي مع ايران مع قضايا اخرى يمكن ان تناقش على حدة وبمعزل عن الاتفاق النووي.

شاهد أيضاً

الكونغرس يقر مساعدات ضخمة للاحتلال وأوكرانيا وتايوان

أقر الكونغرس الأمريكي حزمة مساعدات خارجية واسعة النطاق بعد تأخير لشهور، مما يمهد الطريق أمام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض