غزة: من يدعم الأطفال نفسيا لمواجهة “اضطرابات ما بعد الصدمة”؟

سكتت أصوات المدافع، في الحرب الأخيرة التي شهدتها غزة، لكن تداعيات الحرب لم تغب عن أطفالها، ويبدو أنها ستستمر معهم لفترة طويلة، فيما يعرف علميا بـ”اضطراب ما بعد الصدمة”، وهي اضطرابات تعبر عن نفسها لدى الأطفال، بآثار بالغة، أبرزها الشعور بفقدان الثقة، وتراجع الشعور بالأمان، والدعم العاطفي والأسري. وتعرف جمعية الطب النفسي الأميركي “الصدمة”، بأنها اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، في دلالة على اضطراب نفسي، خاص يتلو حدوث الصدمة بسبب الحرب.

غزة قدر أطفالها

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إلى أن هناك مليون طفل يعيشون في غزة، ويبدو أن قدر هؤلاء بالعيش في تلك البقعة، حتم عليهم رؤية الموت رأي العين، بين حرب تنتهي و أخرى تبدأ إذ تشير اليونيسيف أيضا، إلى أن هناك نحو250 ألف طفل من أطفال غزة، يعانون من مشكلات نفسية، وفي حاجة للمساعدة والدعم، ووفقا لمجلس اللاجئين النرويجي، فإن أحد عشر طفلا فلسطينيا، من أصل 60 طفلا لقوا حتفهم، نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الأخيرعلى غزة، كانوا يشاركون في برنامج للمجلس، يهدف إلى مساعدتهم على التعامل مع الآثار النفسية الناجمة عن المآسي التي يعيشونها حسب ماقال.

وأشار المجلس إلى أن الأطفال، لقوا حتفهم في منازلهم الواقعة، بمناطق مأهولة ومكتظة بالسكان، كما قتل وأُصيب عدد من أقربائهم، وتتراوح أعمار جميع الأطفال بين 5 و15 عاما، ويقول المجلس إنه يعمل مع 118 مدرسة، في قطاع غزة، ويصل إلى أكثر من 75 ألف طالب، عبر تدخل نفسي واجتماعي، ضمن برنامج يدعى “برنامج تعلم أفضل”.

وفي حوار مع شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية، الأربعاء 19 آيار/مايو الماضي، قال المستشار الإعلامي للمجلس في الشرق الأوسط/ كارل شيمبري، إن المجلس تعامل مع الأطفال، الذين عانوا من “كوابيس مخيفة وعنيفة جدا، ما جعلهم غير قادرين على الإنتاج”، وأضاف قائلا إنه لا مفر من هذا الوضع “فهنا أنت لا تذهب للخطوط الأمامية بل تأتي الخطوط الأمامية إليك”، حسب قوله.

آثار نفسية طويلة المدى

وخلال الجولة الأخيرة من الصراع، بين إسرائيل والفلسطينين في غزة، تحدث كثير من السكان ومن المختصين بالدعم النفسي للأطفال، عن معاناة نفسية هائلة وضغوط، يتعرض لها الأطفال الذين كانوا يفزعون من النوم، خلال ساعات متأخرة من الليل،على أصوات انفجارات هائلة، ربما تكون قريبة جدا من منازلهم، وهو ما يصيبهم بحالة من الفزع، ويجعلهم في حالة خوف من العودة إلى النوم، خشية احتمالات موتهم نائمين، في واحد من تلك الانفجارات.

ووفقا لأطباء نفسييين، فإن الآثار التي خلفتها جولة الصراع الأخيرة على الأطفال، ستمتد لفترة طويلة، ويتحدث هؤلاء الأطباء عن أعراض نفسية مرتبطة بالخوف، تصيب أطفال غزة، كالاكتئاب والقلق، والاضطرابات السلوكية والتبول اللاإرادي، وعصبية المزاج وغيرها من الأعراض.

وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال”، قد حذرت من أن الأطفال في غزة، سيعانون لسنوات قادمة مشيرة إلى أنهم “يعانون من الخوف والقلق، وقلة النوم وتظهر عليهم علامات القلق مثل الاهتزاز المستمر والتبول اللاإرادي”.

وفي ظل غياب تقدير واضح، لعدد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية في غزة،يقدم برنامج غزة للصحة النفسية، نصائحه للعائلات، في كيفية التعامل مع الأطفال بعد الصدمة، لكن مختصين يطالبون بدعم مؤسسات دولية، عبر برامج تستهدف معالجة إضطرابات مابعد الصدمة لدى الأطفال.

ويؤكد اختصاصيون نفسيون، على أن الأطفال الذين تعرضوا لصدمة الحرب، يحتاجون إلى عناية طويلة الأمد، عبر منحهم المزيد من الدعم النفسي والاهتمام، وهم يطالبون الأمهات على وجه الخصوص، بمراقبة الأطفال الذين عاشوا تجربة الحرب، تحسبا لظهور إضطرابات نفسية، مثل اضطرابات المزاج والشخصية، وعدم الاحساس بالذات، وفقدان الذاكرة وضعف التركيز.

شاهد أيضاً

وفيات الأربعاء 27-3-2024

• نادية إبراهيم مطر الحردان، 64 عاماً، (شيعت)، الرجال: العزاء في المقبرة، تلفون: 99791177، النساء: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض