عبداللطيف الدعيج يكتب | حرية التعبير حق لنا وحق لهم

مؤسف أن تتولى وسيلة إعلامية كويتية مهمة تحريض الحكومة على وسائل الإعلام والأفراد غير الكويتيين الذين عبروا عن آرائهم في الشأن الكويتي أو في العلاقات التي تربط بلدانهم بالكويت.

مؤسف جدا أن تطالب وسيلة إعلامية بقمع الوسائل الإعلامية الأخرى بحجة الدفاع عن الكويت وعن المصلحة الوطنية .
الدفاع عن حرية الرأي يجب أن يبقى هاجسا محليا وهاجسا عربيا وهاجسا دوليا أيضا.

من يمارس القمع خارجيا سيمارسه محليا ومن تقبل النقد من الخارج قد يقوده ذلك الى تقبل أو على الأقل “بلع” النقد الداخلي والتعايش معه .
ما يغيظ من المتذمرين من النقد أو حرية الرأي هو دفاعهم عن الكرامة وانتفاضهم المزعوم ضد الإساءات والسباب الذي تتعرض له معتقداتهم أو مواقعهم أو ما يظنون أنه مصالحهم المباشرة !

أن الكرامة والهيبة وحتى السباب والإهانة كلمات مطاطة ليس لها جذور أو حتى وجود على أرض الواقع .

كيف يدعي البعض بأن “كرامة” الكويت قد تعرضت للإنتقاص لأن مواطنا خليجيا _ ومع الاعتذار_ تافها ، أو مجهول الهوية عبر عن رأيه بقسوة أو حتى بقلة أدب تجاه الكويت أو تجاه سياسة من سياساتها .. أنا قد أعنى برأي لو كان يعود لبرتراند رسل او الأمين العام للأمم المتحدة أو أنه نشر في وسيلة إعلام عالمية محترمة .

أما رأيا عابرا لمن هو لا في العير ولا في النفير وعلى صفحات “تويتر” فلا أعتقد أن من المفروض أن يثير إنتباها أو يهز شعرة في فرد أو مؤسسة كويتية . بل حتى لو أن الرأي كان لمجموعة مهمة أو لدولة لها إعتبارها وشأنها الدولي فأنه يبقى رأيا يخص بصاحبه من حقه إبداءه وعلينا تقبله والتعايش معه .
الدفاع عن حرية الرأي ضرورة والتصدي للاتهامات المبالغ فيها ضد المغردين الكويتيين واجب .

ولكن ذلك يكون عبر تعزيز حرية الرأي والحض على تقبل النقد والإستماع الى الآخر .
ربما لسنا معنيين بفرض مبادئنا ونظمنا المحلية على الجيران ، أو تصدير سياساتنا لهم …ولكننا معنيون بعدم استقبال أو استيراد نظمهم ومبادئهم المتعارضة مع الانفتاح النسبي الذي نعيش .

شاهد أيضاً

وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنّنا نعْلَمُ أَنَّكَ تَكْذِبُ

عند السماع لتصريح وزير خارجية امريكا الذي قال بكل فضاضة ان الخارجية الأمريكية لم نر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض