ليبيا: «الدروع» في مواجهة قوات حفتر

554732أقرت مفوضية الانتخابات في ليبيا أمس، انتخاب برلمان جديد في 26 يونيو المقبل، في وقت رفض البرلمان الحالي تعليق أعماله، وانتقل إلى مقر آخر، حيث دعا أعضاؤه الى اجتماع، كما كلف رئيسه قوات درع ليبيا، وهي ميليشيات من مصراتة، بإعادة الأمن إلى طرابلس وبنغازي، مما ينذر باشتباكات، في وقت انضمت قوات جديدة إلى حملة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

طرابلس وكالات- دخل الوضع الامني في ليبيا منعطفاً جديداً وخطراً امس، مع وضع المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، الذي رفض تعليق عمله، القوات التي تأتمر به في مواجهة الجيش الوطني الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

فقد أكد آمر قوات درع ليبيا (1) محمد العريبي أن عناصر الدرع وصلت إلى بنغازي قادمة من طرابلس للمساهمة في استعادة الامن في المدينة دون الوقوف مع جهة ضد اخرى. في حين نفى مصدر أمني في بنغازي استهداف مديرية أمن المدينة بقذيفة «آر بي جي».

وكان رئس البرلمان المعلق نوري ابو سهمين أصدر امس قراراً بتكليف درع المنطقة الوسطى بتأمين وحماية المراكز الحيوية في طرابلس، وبالفعل بدأت قوات درع الوسطى الاستعداد لدخول العاصمة، مما ينذر باشتباكات عنيفة مع كتائب تتماهى مع الهدف الذي اعلنه اللواء حفتر.

ونفت رئاسة الاركان التقارير عن مغادرة رئيسها اللواء الركن عبدالسلام العبيدي الى تونس.

وكانت القوات الخاصة في الجيش الليبي بأمرة العقيد ونيس بوخمادة اعلنت انضمامها إلى «الجيش الوطني» في حملته على الإسلاميين المتشددين. وطالب بوخمادة «الثوار الحقيقيين بالمساندة والدعم والتصدي للارهابيين» الذين اتوا من خارج ليبيا. واعطى هذا الإعلان دفعة كبيرة للحملة التي يقودها اللواء المتقاعد.

كما أعلنت قاعدة جوية في طبرق بأقصى شرق ليبيا تحالفها مع قوات حفتر لمكافحة «المتطرفين».

والقوات الخاصة هي الأفضل تدريبا في جيش ليبيا الحديث، وهي منتشرة في بنغازي منذ العام الماضي.

الإخوان والانصار يردون

وفي حين قال اللواء خليفة حفتر إن «عملية الكرامة» تهدف إلى تطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان المسلمين واعادة الثورة الى مسارها الصحيح، شنت وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان هجوما قاسيا على حفتر، متهمة إياه بأنه يكرر «المشهد المصري» الذي قام به المشير عبدالفتاح السيسي، ووصفت حفتر بـ«سيسي ليبيا الجديد». وأكد المراقب العام للجماعة في ليبيا بشير الكبتي أنه وجماعته تحت مظلة القانون، نافيا اتهامات الإرهاب التي توجه اليهم، واتهم حفتر بأنه يحاول نسخ ما حدث في مصر بإعلانه تجميد عمل البرلمان، ولكنه شدد على استحالة مرور مثل هذا الأمر، متحدثاً عن انتشار السلاح في ليبيا بعكس ما هو في مصر.

وتوقع الكبتي أن لا يتمكن طرف ما في الصراع الراهن من حسم الأمور عسكريا لمصلحته على الأرض، مشددا على أن الحل يكمن في حوار وطني لا يستثني أحدا.

بدورها حملت جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي حفتر مسؤولية أي هجوم على المدينة مهددة بالتعامل معه كما فعلت مع القذافي وكتائبه.

ردود أفعال خارجية

وتوالت الارتدادات الغربية على عملية كرامة ليبيا، اذ اعلنت دول عديدة تجميد بعثاتها الدبلوماسية في البلاد منها السعودية والامارات والجزائر. وصفت حركة النهضة التونسية ما يجري بأنه «محاولة انقلابية» وحذرت من تطور الأوضاع الى حرب أهلية. ودعت تونس رعاياها في ليبيا إلى «توخي أعلى درجات الحيطة والحذر» ونصحت مواطنيها بعدم السفر الى هذا البلد.

بدورها حذرت الخارجية المصرية رعاياها من السفر الى ليبيا نهائيا في الفترة الحالية.

من جانبها، تتابع الولايات المتحدة عن كثب تصاعد اعمال العنف الا انها لم تقرر بعد ما اذا كانت ستغلق سفارتها في طرابلس ام لا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي «لم نتخذ اي قرارات حول اخراج طاقمنا من ليبيا».

في وقت أفادت تقارير إخبارية بأن الجيش الأميركي ضاعف عدد طائراته التي تقف بحالة تأهب في إيطاليا استعدادا لإجلاء طاقم السفارة على ضوء تصاعد العنف.

في المقابل، عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية عن القلق من الانقسامات التي تمر بها ليبيا. وناشد المعنيين بضبط النفس والهدوء، مؤكداً الحرص على مسيرة بناء دولة حديثة وفاعلة واستكمال الانتقال الديموقراطي. وأدان المصدر محاولات المس بالمؤسسات الشرعية باستخدام القوة العسكرية.

وكانت الحكومة الليبية المؤقتة عرضت مساء الاثنين ان يدخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في «اجازة برلمانية» حتى انتخاب برلمان جديد، وذلك ضمن «مبادرة وطنية لرأب الصدع».

شاهد أيضاً

الاتحاد الأوروبي: الأونروا شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين

دعا مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض