تعاون امريكي خليجي في مجالات الدفاع

5_14_201452631PM_4107793651شدد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل يوم الأربعاء على أهمية التنسيق القوي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجالات الدفاع المشترك.
وأكد هيغل في كلمته خلال الاجتماع التشاوري الأول لمجلس الدفاع الخليجي المشترك أن التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة تحتاج لاستجابة جماعية لمنع أي تعد أو عدوان إرهابي وتحقيق الاستقرار الدائم.
وأشار إلى تطور التعاون المشترك بين بلاده ودول المنطقة بالقول إن ‘الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بقوة بالتعاون المشترك في مجال الدفاع مع دول الخليج’.
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني أكد أن ‘المفاوضات لا تعني تحت أي ظرف من الظروف مبادلة الأمن الإقليمي بالتفاوض حول البرنامج النووي لإيران’ مشددا على ان ‘التزامنا بأمن واستقرار الخليج لا يتزعزع’.
كما أكد أن الولايات المتحدة ستظل تعمل دائما على التأكد من عدم امتلاك إيران للسلاح النووي وأن طهران ستلتزم بأي اتفاقيات مستقبلية بخصوص ذلك.
واعرب وزير الدفاع الأمريكي عن تمنياته بأن يخرج الاجتماع التشاوري بمزيد من التنسيق والتعاون الدائم بين جميع دول المجلس للعمل بشكل مشترك على حماية الأمن في هذه المنطقة ‘المهمة للغاية’.
من جانبه اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أن مشاركة وزير الدفاع الأمريكي في الاجتماع ‘تؤكد اهتمام الولايات المتحدة بتعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون وبالأخص في المجال العسكري في ظل المخاطر والتحديات التي تواجه هذه المنطقة الحيوية من العالم’.
وقال الزياني إن ‘الاجتماع ينعقد في إطار منتدى الحوار الخليجي – الأمريكي ويعبر عن الرغبة المشتركة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي جمعت على مدى عقود بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية التي تعدها دول المجلس حليفا استراتيجيا مهما وتضطلع بدور أساسي في حفظ أمن المنطقة واستقرارها’.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون أدركت أن منطقتها شديدة الأهمية للعالم أجمع بحكم موقعها الجغرافي ومواردها الاقتصادية الكبيرة وثرواتها النفطية وأن الحفاظ على أمنها واستقرارها هو مصلحة مشتركة لدول العالم كافة.
وأضاف انه لهذا السبب ‘حرصت دول المجلس على أن تقوم بمسؤولياتها في مواجهة الأزمات والتهديدات التي شهدتها المنطقة على مدى الأعوام الماضية وأثبت مجلس التعاون أنه عامل استقرار مهم في المنطقة’.
وأكد الزياني أن قادة دول المجلس أبدوا حرصهم واهتمامهم بالجانب الدفاعي لمسيرة مجلس التعاون ‘وكانت توجيهاتهم السديدة داعية إلى تطوير العمل العسكري المشترك في مختلف المجالات والارتقاء به إلى المستوى الذي يعزز بناء منظومة دفاعية قادرة على الدفاع عن دول المجلس وحماية استقلالها وسيادتها والدفاع عن مقدرات ومكتسبات شعوبها وحماية المصالح العالمية في المنطقة’.
وأوضح أن العمل العسكري المشترك بين دول المجلس حقق خطوات مهمة تجسد حرصها وسعيها لتحقيق التكامل الشامل ممثلة في تأسيس قوة (درع الجزيرة) وإنشاء القيادة العسكرية الموحدة ومركز العمليات البحرية الموحد ومركز العمليات الجوية والدفاع الجوي الموحد.
كما أشار إلى استمرار التنسيق المشترك بين دول المجلس في جميع المجالات العسكرية ومواصلة التدريبات والتمارين المشترك لرفع الجاهزية القتالية معربا عن التقدير للدعم والإسناد الذي تقدمه الولايات المتحدة للقوات المسلحة في دول مجلس التعاون في هذا المجال.
ولف الزياني إلى أن دول مجلس التعاون عززت علاقات العمل الخليجي المشترك في المجالات الدفاعية والأمنية عبر إقرار التشريعات القانونية كاتفاقية الدفاع المشترك واتفاقية مكافحة الإرهاب والاتفاقية الأمنية.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن أمن المنطقة واستقرارها يواجه تحديات إقليمية خطيرة فالتوترات والصراعات الدائرة من حولنا تركت تأثيرات بالغة وباتت تهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامتها.
وأشار الزياني إلى دور دول الخليج البارز في تجنيب اليمن الدخول في حرب أهلية مدمرة حيث ‘مثلت المبادرة الخليجية حلا سياسيا فعالا لانتقال سلمي للسلطة وبدء مشروع اصلاحي سياسي واقتصادي شامل حظي بمساندة ودعم من المجتمع الدولي ومجلس الأمن بدءا من إعادة هيكلة القوات المسلحة وإلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبدء إعداد الدستور تمهيدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة’.
ونوه في الوقت نفسه الى ان ‘اليمن ما يزال في حاجة ماسة إلى الدعم والمساندة إقليميا ودوليا’ موضحا انه ‘يواجه تحديات أمنية معقدة ممثلة في تنامي أنشطة تنظيم القاعدة ومجاميع الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية’.
كما أكد حاجة اليمن إلى جهد دولي طويل المدى لدعم برامجه التنموية ومساندة قواته المسلحة وأجهزته الأمنية في عملياته العسكرية لمكافحة الإرهاب ومواجهة المجاميع المسلحة المنتشرة في جنوب اليمن وشماله.
واعتبر الزياني الأوضاع المأساوية في سوريا مصدر تهديد لأمن المنطقة واستقرارها مشيرا إلى أن إنقاذ الشعب السوري من محنته في الداخل والخارج بات مسؤولية أخلاقية وإنسانية دولية يتحملها المجتمع الدولي.
واتهم النظام السوري ‘بالتمادي في قتل الشعب واستخدام الأسلحة الفتاكة والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والغازات السامة منتهكا كل القوانين والمواثيق الدولية.’ ودعا إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإنقاذ سوريا والمنطقة من تداعيات هذه الأزمة وتأثيراتها المحتملة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
واوضح الزياني أن البرنامج النووي الإيراني يمثل أحد أهم التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون والمنطقة عموما ويثير قلقا كبيرا.
وقال ان دول المجلس رحبت بالاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه بين مجموعة (5+1) وإيران في 24 نوفمبر الماضي باعتباره خطوة مهمة لوضع حد للتوجه الإيراني نحو الاستخدام العسكري للطاقة النووية.
واضاف انه من المهم أن تكون القيادة الإيرانية جادة في الوفاء بالتزاماتها الدولية بهذا الخصوص بما يعزز ثقة المجتمع الدولي ويبدد القلق بشأن برنامجها النووي.
وأضاف ان ‘الأحداث المتسارعة في المنطقة وتداعياتها الخطيرة والتحولات السياسية الجارية حول دول المجلس وتنامي حركات الإرهاب والتطرف تمثل تحديات بالغة الأهمية وتهديدا مباشرا لأمن واستقرار دول مجلس التعاون والمنطقة وهي بلا شك محل اهتمام جاد من قبل دول المجلس وتتطلب جهدا دوليا لاحتواء تأثيراتها والسيطرة عليها’.
وأبدى تطلع دول الخليج إلى أن يسفر هذا الاجتماع عن تفاهم مشترك لتعزيز وتطوير علاقات التعاون والصداقة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة خدمة لأهدافهما المشتركة ومصالحهما المتبادلة.

شاهد أيضاً

مقتل قيادي في حزب الله بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

أفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الثلاثاء، بسقوط قتيل في استهداف مسيّرة لسيارة في شمال الليطاني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض