الاستخبارات الأميركية: الحرب في سورية قد تستمر لعشر سنوات.. وأكثر

450800-231005حذر خبراء من ان الحرب في سورية قد تستمر 10 سنوات اضافية مع دعم ايران وروسيا لنظام الرئيس بشار الاسد وسيطرة مجموعات متطرفة على ارض المعركة.
وقال هؤلاء الخبراء ان الاسد اختار عمدا استراتيجية عدم القيام بأي شيء في وقت تعزز فيه مجموعات معارضة متطرفة مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) نفوذها على حساب المعارضة

المعتدلة التي تقاتل على جبهتين.

وقال المحلل ديفيد غارتنشتاين-روس «الان اصبح الامر واضحا بان سقوط الاسد لم يعد حتميا كما كان يعتقد الكثير من المحللين قبل عام».

وأضاف امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان «السيناريو الاكثر احتمالا هو الذي تتوقعه الاستخبارات الاميركية حاليا: الحرب سوف تستمر لعشر سنوات اضافية وحتى اكثر من ذلك».

وأوضح غارتنشتاين وهو من المؤسسة من اجل الدفاع عن الديموقراطية، ان وضع الاسد تعزز في هذا الوقت ليس فقط بالسلاح والمال من روسيا وإيران وإنما ايضا بسبب رغبته في عدم التدخل ضد الحركات المتطرفة.

وقال ايضا ان «الدور الرئيسي الذي يلعبه الجهاديون (داخل المعارضة) دفع بالدول الغربية ودول اخرى الى العدول عن زيادة الدعم للمعارضة».

واعتبر المحلل ان سياسة واشنطن التي امتنعت حتى الآن عن تسليم اسلحة ثقيلة الى المعارضة مع تقديم مساعدات انسانية، هي «ملتبسة» وتنقصها «الرغبة الحقيقية في انهاء الحرب».

وأضاف ان «الحرب السورية مأساة كبرى ويرجح ان تكون نهايتها مأساوية ايضا. ومن المرجح ايضا ان تكون الولايات المتحدة غير قادرة على تجنب ذلك حتى اذا اخترنا التدخل بشكل اضافي».

من جهته قال ماثيو ليفيت الخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان تدفق المقاتلين الاجانب في النزاع يطرح مخاطر فعلية ايضا في العالم، لأن «غالبية المقاتلين المتشددين سيعودون الى بلدانهم ويشنون هجمات قبل ان يضربوا في اوروبا او الولايات المتحدة».

وأشار على سبيل المثال الى انتحاريين ارسلوا الى تونس وهم من مجموعات ليبية ومغربية تقاتل حاليا داخل سورية.

وقال «في الوقت الذي يمكن ان تكون فيه الحرب قابلة للتفاوض فان الطائفية ليست كذلك وهي بالتأكيد سوف تخلق شروط عدم الاستقرار خلال السنوات العشر المقبلة».

ونفى نائب وزير الخارجية بيل بيرنز ان تكون الادارة الاميركية تعتقد حاليا بانه من الافضل ان يبقى الاسد في السلطة لان المتطرفين يشكلون تهديدا اكبر للأمن الوطني الاميركي.

وقال بيرنز امام اعضاء مجلس الشيوخ «انا ابقى على قناعة قوية والادارة كذلك بان الاسد يشكل عامل جذب ليس فقط للمقاتلين الاجانب والتطرف العنيف».

واضاف «طالما ان الاسد باق، ستستمر الحرب الاهلية وستتدهور كما ان مخاطر توسع رقعتها ستزيد ايضا».

وأقر بيرنز بانه «في الملف السوري، شعرنا باستياء شديد من الابعاد الواسعة للسلوك الروسي وتصرفاته».

لكنه شدد على ان واشنطن لاتزال تعمل مع شركائها مثل السعودية لمعرفة ما يمكن القيام به وكذلك بحث «السبل التي يمكننا فيها تقوية دعمنا للمعارضة المعتدلة».

في هذا الوقت، تتواصل العمليات العسكرية على مساحة سورية، وتزيد وتيرة الاشتباكات الدامية بين المعارضة وقوات النظام مدعومة بحزب الله وبخاصة في جبال القلمون ومحيط دمشق.

وذكرت صـحــيــفة فايننشال تايمز امس، أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وداعميها يستعدون للزحف من جنوب البلاد باتجاه العاصمة دمشق، في إطار تحول بارز باستراتيجيتهم.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء في المعارضة السورية ومقاتلين في الفصائل المسلحة، إن المساعدات تتدفق على جنوب البلاد، ويعمل مستشارون عرب وغربيين حاليا على توحيد العشرات من الجماعات المسلحة المنفصلة تحت هيكل رسمي موحد يمنح السلطة المطلقة للقادة المحليين.

وأضافت أن من وصفتهم بمتمردي الجنوب على طول الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل، تمكنوا في الأيام الأخيرة من تحقيق مكاسب جزئية في محافظتي القنيطرة ودرعا فضلا عن ضواحي الريف الجنوبي من العاصمة دمشق، ويقومون كل أسبوع تقريبا بالاستيلاء على أراضي جديدة.

وأشارت إلى أن المتمردين السوريين وداعميهم العرب والغربيين يعملون منذ فشل محادثات السلام في مؤتمر (جنيف 2) الشهر الماضي على ايجاد صيغة لتحقيق مكاسب كافية في ساحة المعركة، لإجبار الرئيس بشار الأسد على التفاوض لتسليم السلطة.

ونسبت الصحيفة إلى، ليث حوران، وهم الاسم الحركي للناطق الرسمي باسم كتائب اليرموك احدى الجماعات المسلحة العاملة في جنوب سورية، قوله يجري الاعداد لشن حملة شرسة جدا ضد النظام الآن، وسيتم فتح الطرق نحو دمشق والمناطق المحاصرة قريبا، وجرى انجاز الكثير من التقدم في هذه الحملة وسيتم بموجها تحرير المزيد من المناطق.

ولفتت إلى أن جزءا كبيرا من التركيز انصب في العامين الماضيين على طول الحدود التركية في شمال سورية، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من تحرير مساحة واسعة نسبيا من الأراضي التي تحولت لاحقا إلى ساحة قتال دامية بين الجماعات المسلحة المعتدلة ودولة الاسلام في العراق والشام (داعش) المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقالت فايننشال تايمز إن قوى أجنبية قدمت دفعة قوية للجماعات المسلحة في جنوب سوريا قبل عام، لكنها أبقت تركيزها على المناطق المتاخمة لإسرائيل والأردن وركزت على تقديم الأسلحة لاستخدامها في هجمات محددة.

وأضافت أن هؤلاء الناشطين يقولون الآن إن جهودا متضافرة تجري حاليا لإنشاء هيكل واعتماد استراتيجية موحدة للجبهة الجنوبية المشكلة حديثا مع شبكة من قوى المعارضة السورية المسلحة التي ستصل من الحدود الأردنية إلى الريف الشمالي للعاصمة دمشق.

ونسبت إلى ناشط في المعارضة السورية وصفته بالبارز قوله إن نحو 30 ألف مقاتل من جماعات المعارضة المسلحة ينتشرون في الضواحي الشمالية لدمشق وحتى الحدود الجنوبية تم وضعهم تحت قيادة رسمية واحدة.

وأضاف الناشط أن التركيز الآن ينصب على الأسلحة والسيطرة عليها وعلى الهياكل التنظيمية والتخطيط العسكري لجماعات المعارضة السورية المسلحة.

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن النظام السوري رد على خطر هجوم الجنوب بتكثيف القصف الجوي للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة هناك، وغالبا باستخدام البراميل المتفجرة التي كان لها تأثير مدمر في مدينة حلب.

شاهد أيضاً

تضارب معلومات عن إعطاء أميركا «ضوءاً أخضر» لإسرائيل باجتياح رفح

شنّت إسرائيل غارات جوية جديدة أمس على قطاع غزة، وسط تزايد المخاوف على المستوى الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض