أردوغان يدعو غولن للعودة إلى تركيا ومواجهته في الانتخابات

220124_e) – دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس الداعية الاسلامي فتح الله غولن الذي يتهمه بالتآمر ضده، للعودة الى تركيا ومواجهته في الانتخابات فيما بث تسجيل ثان له يوحي بضلوعه بالفساد.
وبعدما اصبح مستهدفا بشكل شخصي في فضيحة الفساد التي تهز البلاد منذ شهرين، عمد اردوغان الى الدفاع عن نفسه متبعا استراتيجية الهجوم للمرة الاولى ضد من يعتبره العقل المدبر “للمؤامرة” ضده، اي الداعية فتح الله غولن.
وخلال تجمع انتخابي في بوردور (غرب)، توجه اردوغان للمرة الاولى لحليفه السابق متحديا اياه ان يواجهه خلال الانتخابات البلدية في 30 مارس المقبل.
وقال اردوغان “ايها الحجة، اذا لم يكن لديك ما تخفيه، عد الى وطنك لخوض معترك السياسة”. واضاف رئيس الحكومة التركية امام الاف من مناصريه “مارس السياسية لكن لا تقم باعمال استفزازية يمكن ان تهدد الامن القومي والاستقرار في تركيا”.
ومنذ الحملة التي استهدفت العشرات من المقربين منه المشتبه بهم في قضية فساد في 17 ديسمبر، يتهم اردوغان جماعة غولن الذي كان حليفه منذ فترة طويلة، بالتلاعب بتحقيقات الشرطة والقضاء من اجل زعزعة استقرار حكومته قبل الانتخابات البلدية والرئاسية المرتقبة في اغسطس.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة بولاية بنسلفانيا التي انتقل للعيش فيها العام 1999 هربا من ملاحقات قضائية في تركيا. ويدير غولن البالغ من العمر 74 عاما الذي يدعو الى الحوار بين الثقافات والاديان، شبكة مدارس واسعة وجمعيات ووسائل اعلام نافذة جدا في الشرطة والقضاء واوساط الاعمال التركية.
ورغم ان له نفوذا على الخارطة السياسية التركية، الا انه رفض خوض السياسة مباشرة. ومن اجل التصدي لهذا النفوذ، قام رئيس الوزراء التركي منذ عدة اسابيع بحملة تطهير لا سابق لها في الشرطة والقضاء معتبرا انها “دولة داخل الدولة”.
وهذا الخطاب الجديد لاردوغان ياتي فيما بثت مكالمة هاتفية له مساء الاربعاء على موقع انترنت وفيها ما يوحي بضلوعه بالفساد. وفي هذا التسجيل الذي لم يتسن التحقق من صحته من مصدر مستقل، يطلب رئيس الوزراء من نجله بلال ان يرفض مبلغ 10 ملايين دولار عرضها رجل اعمال، معتبرا اياه غير كاف.
وقال المتحدث الذي عرف عنه على انه اردوغان، “لا تقبل” متوجها الى ابنه مضيفا “لا تقلق، سترى انه سينتهي به الامر باعطائنا ما وعد به”.
وكانت مكالمة هاتفية اولى بين رئيس الوزراء ونجله بثت على موقع الكتروني الاثنين ينصح رجل قدم على انه اردوغان لاخر قدم على انه نجله البكر بلال الذي استمع اليه المدعون في قضية الفساد كشاهد، بكيفية التخلص من حوالى 30 مليون يورو.
وكان ذلك اول اشارة الى احتمال ضلوع اردوغان شخصيا في فضيحة الفساد وادى الى تكثيف دعوات المعارضة الى استقالته. وتظاهر الاف الاشخاص الاربعاء في شوارع اسطنبول وانقرة للاحتجاج على “فساد” نظام اردوغان الذي يحكم البلاد منذ 2002 والمطالبة باستقالته.
وكما فعل بعد نشر التسجيل الاول، ندد اردوغان الخميس بشريط “مفبرك دنيء” وتوعد بملاحقة معديه قضائيا. والاربعاء تطرق مجلس الامن القومي الذي يضم ابرز المسؤولين السياسيين وقادة الاجهزة الامنية والجيش، مطولا الى “الهيكليات والانشطة التي تمس بالامن القومي”.
وهذه اشارة واضحة الى جماعة غولن فسرتها الصحافة على انها مؤشر على اطلاق حملة قضائية وشيكة على هذه “المنظمة الموازية” المذنبة بحسب اردوغان بتهمة “الخيانة العظمى” لحساب “دول اخرى”.
واستبعد وزير العدل التركي باقر بوزداغ عند استقباله الصحافة الاجنبية الخميس هذا السيناريو لكنه توعد بمعاقبة “كل مواطن يتصرف بشكل مخالف للقانون والدستور ويتلقى تعليمات من اشخاص اخرين”.
واثارت هذه التسجيلات التي بثت على الانترنت قلق الاسواق المالية وادت الى تراجع العملة التركية مجددا حيث بلغ سعر التداول بعد الظهر الخميس 2,2290 للدولار الواحد و3,0506 لليورو.

شاهد أيضاً

تضارب معلومات عن إعطاء أميركا «ضوءاً أخضر» لإسرائيل باجتياح رفح

شنّت إسرائيل غارات جوية جديدة أمس على قطاع غزة، وسط تزايد المخاوف على المستوى الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض