الكويت تودّع د.عبدالرحمن العوضي

912182-1

فقدت الكويت أمس وزير الصحة ووزير التخطيط الأسبق د.عبدالرحمـــن العـوضي عن عمر يناهز الـ 83 عاما.

وقد نعاه وزير الصحة الشيخ د.باســل الصباح، معتبرا ان الكويت فقدت برحيله رجلا من رجالات البلاد الوطنيين الذين ساهموا في بناء الدولة ولاسيما في القطاع الصحي.

وأعرب وزير الصحة عن خالص تعازيه لأسرته الكريمة وللأسرة الصحية ولكل محبي الفقيد الذي سجل تاريخا مليئا بالعطاء محليا وعربيا ودوليا، وترك بصمات عميقة في كثير من المجالات الصحية والإنسانية والاجتماعية والسياسية.

وأشار الى ان الفقيد كان رجلا وطنيا مخلصا لوطنه ومعطاء «كرس حياته من أجل أبناء الوطن وقدم الكثير من الانجازات على مدى حياته».

ودعا الصباح المولى عز وجل ان يتغمد «فقيد الكويت الكبير» بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

بدوره، نعى وزير الصحة الأسبق د.علي العبيدي د.عبدالرحمن العوضي، داعيا الله عزّ وجلّ ان يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه جنات الخلد، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وقال د.العبيدي إن الكويت فقدت احد رجالاتها المخلصين، مبينا ان د.العوضي كان رائد الخدمات الصحية في الكويت، حيث شهد القطاع الصحي تطورا ونقلة نوعية رفعت من مستوى الخدمات الصحية لتواكب نظيراتها العالمية، وافتتح في عهده عدد من المستشفيات والمرافق الصحية.

وأفاد بـــأن د.العوضي متخصص بالصحـــــة العامة، وأحدث تطورا في مجال الخدمات الوقائية والعلاجيـــة والصحــة العامة. وذكر د.العبيدي ان الراحل كان يعد من مؤسسي العمل الخيري، كما كان من مؤسسي كثير من المؤسسات الإغاثية والطبية والاجتماعية.

وبين انه كان للدكتور العوضي حضور بارز في المحافل الدولية والإقليمية والعالمية، كما كان بمثابة الأب للجميع والصديق الناصح لوزراء الصحة من بعده.

كما نعى رئيس جمعية الجراحين الكويتية د.سلمان الصباح، الراحل د.عبدالرحمن العوضي. وقال د.سلمان في بيان صحافي: بقلوب مؤمنة بقضاء الله تنعى جمعية الجراحين الكويتية وزير الصحة الأسبق د.عبدالرحمن عبدالله العوضي، وتتقدم بخالص العزاء لأسرة المغفور له بإذن الله تعالى، وندعو الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يضاعف له الأجر جزاء لما قدمه للوطن والخدمات الصحية بالكويت.

ونعت السفارة الايرانية الراحل الذي كان رئيس رابطة الصداقة الكويتية – الإيرانية، ذاكرة في بيانها: تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة المغفور له بإذن الله د.عبدالرحمن العوضي رئيس رابطة الصداقة الكويتية ـ الإيرانية، تلك الشخصية التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل تعزيز وتنمية العلاقات الأخوية بين الشعوب، لاسيما بين الشعبين الشقيقين الايراني والكويتي ووصلت اياديه البيضاء الى القاصي والداني دون تمييز في العرق والهوية.

رحم الله الفقيد السعيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مسؤوليات كبيرة

ولد د.العوضي عام 1936 وعين وزيرا للصحة في عام 1980، وتولى خلال مسيرة حياته الوطنية المديدة مسؤوليات كبيرة ووزارات متعددة، إضافة الى عضويته في مجلس الأمة إلى جانب العديد من المناصب العربية والدولية.

المسيرة الطبية

بدأ د.العوضي «رحمه الله» مسيرته الطبيــة بتعيينه طبيبا مقيما بوزارة الصحة عام 1963 إلى 1965 ليصبح مقررا للجنة التخطيط بوزارة الصحة، وما بين عامي 1966 و1969 اصبح طبيبا مسجلا في مستشفيات وزارة الصحة إلى أن صدر قرار بتعيينه مديرا مساعدا للخدمات الوقائية عام 1970 واستمر حتى عام 1975.

فاز بعضوية مجلس الأمة عام 1975 وعين وزيرا للصحة في نفس العام واستمر في منصبه حتى عام 1986.

وخلال هذه السنوات تطورت الخدمات الصحية، وافتتحت المستشفيات الجديدة بعد ان كانت مقتصرة على مستشفى الصباح والمستشفى الأميري، وافتتحت اقسام وإدارات جديدة، ودخلت الخدمات الصحية مرحلة جديدة في عهده، ثم اضيفت لمهامه وزارة التخطيط ما بين عامي 1984 و1986.

وتواصل عطاء د.العوضي «رحمه الله» فأصبح من عام 1976 حتى 1987 رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العرب.

كما أصبح رئيس مجلس حماية البيئة 1980 – 1987.

وما بين عامي 1990 – 1991 عين وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء.

لم تتوقف نشاطاته على الخدمات الصحية والمتطلبات الحكومية، بل تعدتها لتكون له لمسات وأنشطة في كل ما من شأنه إعلاء قيمة وصحة الإنسان. ففي عام 1981 وبعد توجهه نحو حماية البيئة البحرية اصبح الامين التنفيذي للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية، كما اختير ليكون الأمين العام للمركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية في مجلس وزراء العرب منذ عام 1983.

ولأن التدخين من المهلكات لصحة الانسان، فقد أخذ هذا الأمر من حياته وفكره حيزا كبيرا، وأهلته انشطته في هذا المجال ليكون رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان منذ عام 1980.

ورغبة منه في تعميم الثقافة الصحية للجميع اهتم بتعريب عدد كبير من الدراسات الطبية وتبوأ منصب رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، ومنصب رئيس الجمعية الكويتية لزراعة الأعضاء، كما أنجز أبحاثا عديدة متعلقة بالبيئة وله أنشطة عديدة في هذا المجال.

الرحلة الدراسية

ولد د.عبد الرحمــن العوضي في 18 ديسمبر 1936، ودرس في المدرسة الشرقية، ثم تخرج في الثانوية العامة عام 1954، ثم التحق بالجامعة الامريكية في بيروت، ليدرس العلوم، وفي عام 1958 حصل على بكالوريوس العلوم.

انتقل بعدها الى المملكة المتحدة ليلتحق بجامعة ابردين، ويحصل على الدكتوراه في الطب من هناك عام 1963، كما حصل على الماجستير في الصحة العامة من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الاميركية عام 1965.

تعددت نشاطاته التي قدمها للمجتمع، ما أهله للحصول على كثير من المناصب والدرجات الفخرية.

فاختير عام 1977 زميلا فخريا للكلية الملكية للطب في ايرلندا، كما حصل في العام نفسه على الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة «سي شيخ بون» ـ كوريا. اما الكلية الملكية للجراحين والأطباء في جلاسكو، المملكة المتحدة فقد اختارته زميلا فخريا عام 1982.

وكذلك عين زميلا فخريا في الجمعية الاميركية للصحة العامة في العام نفسه.

جوائز وتكريمات

نال خلال رحلة عطائه العديد من الجوائز والتكريمات، منها: حصوله مناصفة على جائزة مؤسسة الإمارات العربية المتحدة للصحة، كما حصل على جائزة الشخصية البيئية لعام 1988 من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحصوله على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عام 2008.

عام 1998 تم اختياره ضمن 10 شخصيات عربية لتكريمهم من مركز التعاون العربي ـ الاوروبي، تقديرا لجهودهم البيئية المتميزة في مجال حماية البيئة أثناء انعقاد أعمال المؤتمر الثامن للمركز.

من جيل التطوع الذي أسس الهلال الأحمر وجمعية مكافحة التدخين

في أحد لقاءاته الصحافية وصف – رحمه الله – جيله بأنه جيل التطوع قائلا: الجيل الذي تربينا فيه كان متعاونا ويعمل متطوعا من اجل الجميع، والمجتمع كان تكافليا وطابعه التعاون، ومن هنا بدأت في العمل التطوعي فأسست الهلال الاحمر الكويتي والجمعية الكويتية لمكافحة التدخين وجمعية الرعاية الاجتماعية، فأنا اؤمن بأن هناك زكاة للعمل، وهي تكمن في العمل التطوعي ولم أتقاض اي شيء، حتى راتبي في الوزارة كان يذهب الى اهل الخير، فالوالد ترك لنا من الخير الكثير، وهذا جعلني اقوم بالعمل من اجل العمل وليس من اجل الحصول على المال، وكل عمل قمت به كنت اهواه وليس من اجل المال، حتى عملي بالوزارة كان هواية.

أما حبه الأساسي فكان – رحمه الله ـ يقول دائما: حبي الأساسي لوالدتي، كانت كل حياتي، وكنت اجلس معها على الاقل ثلاث مرات، وإذا سافرت اعود عليها وامزح معها، فكانت تقول لي: «يا ولدي انت كبرت»، فأقول لها «أنا اعود لطفولتي عندما اشاهدك» وقبل موتها بساعة كنت امازحها وتقول لي «اكبر شوي» امي كانت الحنان كله، وتعلمت منها حب الآخرين والعطـاء والكرم لأنها كانت كريمة جدا، وتعلمت منها كيف احب ابنائي، فكانت تخبئ لي الفواكه، وتقول «هذا حق عبدالرحمن»، ولأني كنت اكبر ابنائها، كانت تهتم بي كثيرا.

شاهد أيضاً

رمضان في حياتهم… الإمام مالك إمام دار الهجرة

  كان الإمام مالك – رحمه الله – إذا دخل عليه شهر رمضان أغلق على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض