وجه عربي يحط رحاله في اللوفر.. قادماً من وادٍ سعودي

وجه عربي دقيق الملامح مصنوع من البرونز، ذو شعر مجعد، وجد في قرية “الفاو” في وادي الدواسر بمنطقة الرياض، يربط عدة باحثين بينه وبين بعض الصور والأفلام الأوروبية التي صورت في القرون الوسطى.

يعد هذا الوجه، أحد القطع النادرة التي تستعرضها السعودية في معرض #روائع_المملكة، الذي يطوف العالم منذ نحو خمس سنوات، قبل أن يحط رحاله في متحف اللوفر بأبوظبي، ضمن جولاته الدولية، التي تعمل عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

وجه الفاو
وبحسب الدكتور محمد الحاج متخصص في الآثار بجامعة حائل، فإن هذا الوجه العربي المصنوع من البرونز، ربما أثر ببعض الحضارات الأوربية، خصوصاً لجهة لف الشعر بتلك الطريقة للرجال والنساء على حد سواء.

وتعتبر قرية الفاو عاصمة كندة الشهيرة، وهي إحدى الممالك العربية التي حكمت الجزء الجنوبي للجزيرة العربية، تقع جنوب غربي السليل بحوالي 100 كلم وجنوب #وادي _الدواسر بنفس المسافة، وتقع المدينة التاريخية على حافة #الربع_الخاليوجبال طويق الشهيرة في منطقة تسمى “الفاو” التي استمدت اسمها هذا حديثا.

تاريخ الفاو
إلى ذلك، يشير بعض علماء الآثار، إلى أن الفاو كانت تعرف سابقاً بـ”ذات كهل” نسبة للتمثال الشهير “كهل”، وقد اتخذها ملوك كندة عاصمة لمملكتهم طوال سنوات، في القرن الرابع قبل الميلاد.

وتقع الفاو على خط تجاري شهير، يعرف بطريق البخور، نظراً لوقوعها على طرف الربع الخالي، وهو الطريق الرابط بين جنوب الجزيرة العربية بشمالها. ويعد الطريق الذي يبدأ من شواطئ بحر العرب ويمر بمعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة لنجران، فقرية الفاو ومنها إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شرقاً إلى الخليج، وشمالاً إلى بلاد الرافدين وبلاد الشام.

كما تعد الفاو موقعاً تاريخياً مهماً، وهي مدينة مزدهرة زمن الكنديين، أقاموا فيها القصور والأسواق والمعابد المبنية من الحجارة المنحوتة بفن كبير. ومن أبرز معالم المدينة التي طمرتها الرمال، وأعيد تنقيبها بواسطة بعثات تنقيب الهيئة العامة للسياحة والتراث والوطني ومن قبلهم جامعة الملك سعود.