تقرير | سباق خليجي لدخول عالم السياحة… #الكويت غائبة

ca97967e-26f0-4b7b-90c4-78790ed392ad

نجحت دول مجلس التعاون الخليجي في التحول إلى قطب جاذب للسياح من الأسواق الخارجية بعدما كانت تعتبر المصدر الأول لهم نحو الوجهات العالمية الاخرى ، بغض النظر عن المملكة العربية السعودية التي لم تخلو من السياح كونها معقل الحضارة الإسلامية والوجهة الأولى لـ 1.62 مليار مسلم في العالم .

وفي غضون السنين المقبلة ستغدو المنطقة الوجهة السياحية الأولى في العالم بفضل الجهود المبذولة من طرف الحكومات لتطوير قطاع السياحة الذي زاد الإهتمام به بعد التيقن التام من عدم نجاعة سياسة الإعتماد الكلي على قطاع النفط في تطوير الإقتصاد.

دبي تبتكر مفهوم السياحة في الخليج
يعد ما حققته دولة الإمارات و دبي خاصة في مرحلة زمنية قصيرة في مجال صناعة السياحة ، عند البعض ضربا من الخيال تم تجسيده في واقع من خلال رؤى قيادة رشيدة جعلت منها نموذجا احترافيا يحتذى به في التحدي ، وتحولت دبي من إيقونة سياحية بالشرق الأوسط إلى داعم وحافز رئيسي للدول المجاورة للإستفادة من تجربتها واستراتيجيتها السياحية المتكاملة المحاور ، حيث أعطت مفهوما جديدا للسياحة في مجموعة من مفاهيم جديدة تنضوي كلها تحت مظلة «سياحة دبي « وتصب كلها لصالح تطوير قطاع السياحة وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي القومي ، إذ تمكنت من إيجاد نمط متفرد للسياحة الترفيهية بإنجازها لأكبر الوجهات الترفيهية المغطاة في العالم والمفتوحة على حد سواء بأعلى المقاييس والمعايير العالمية ، إلى جانب تطوير مفهوم سياحة المؤتمرات مما أهلها لإحتلال صدارة دول الشرق الأوسط في صناعة المؤتمرات حيث تشير الإحصائيات إلى أن هذا النوع يستحوذ على 40 % من الحجم الإجمالي للسياحة بها ، فضلا عن تطويرها لمفهوم السياحة الرياضية واحتلالها المركز الأول إقليميا في ذلك ، دون إغفال تطويرها للسياحة العلاجية بشقيها الطبيعي والتجميلي، وبطريقة غير مباشرة ساهمت الإبتكارات العقارية في دبي ومعالمها العمارية المبتكرة من الإستيلاء على إهتمام زوارها مما أدى إلى خلق مفهوم سياحي جديد بها وهو السياحة العقارية .

خطة الإمارات في تطوير قطاع السياحة والوعي التام بضرورة إيجاد موارد إقتصادية بديلة في ظل التراجع المتواصل لأسعار النفط والذي يعتبر المصدر الأول لإقتصاد دول الخليج، دفع بهذه الأخيرة لإعادة بناء رؤية مستقبلية أكثر وضوحا لقطاع السياحة بها كفيلة بترسيخ مكانة السياحة الخليجية على خريطة السياحة العالمية، فنجد رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تطوير مفهوم السياحة التي كانت تقتصر فيها على السياحة الدينية فقط، لتتعداها إلى صياغة مفاهيم جديدة تعنى بتدعيم قطاع السياحة بها وتوسيعها عن طريق صياغة محاور تهدف إلى تشجيع الإستثمار الأجنبي وتطوير المرافق الترفيهية والثقافية والضيافة بهدف رفع العائد.
وعلى نفس الوتيرة والهدف تعمل المملكة البحرينية على تطوير مطارها الدولي وقطاع الترفيه بها وحسب آخر الإحصائيات فإنه من المتوقع أن تبلغ قيمة قطاع السياحة بالبحرين إلى مليار دولار بحلول 2020 ، فيما تهدف دولة قطر إلى رفع عائدات قطاع السياحة بها إلى نحو 17.8 مليار دولار وفق خطط تمتد آجالها حتى سنة 2030.
كمتخصص في الإستثمار العقاري ومترقب لحركة الأسواق العقارية بمجلس دول الخليج ، أبحث في ما يعنيه تطوير قطاع السياحة للقطاع العقاري، أو بالأحرى كيف سيستفيد قطاع العقار الخليجي من هذا التطور؟. إن تكلمنا عن دبي نلاحظ أن تطور القطاع العقاري بها يتماشى بخط متوازي مع القطاع السياحي ولايمكن الفصل بينهما لشدة تكاملهما خاصة وأن الهندسة المعمارية التي تتميز بها دبي أصبحت من ضمن أحد أهم عوامل الجذب السياحي ، وفي المقابل يساهم تزايد تدفق السياح على الإمارة في توسيع نشاط شركات التطوير العقاري الناشطة بها ورفع الطلب على الوحدات العقارية بمختلف أنواعها ولاسيما منها الغرف والشقق الفندقية وبيوت العطلات ، وهذا ماتؤكده الأرقام الإحصائية للفنادق الجاري إنشاؤها والتخطيط لها في الإمارة والتي بلغت حسب تقرير لـ أس تي أر غلوبال 192 فندقا بواقع 42 ألف غرفة، فيما تشير دراسات أخرى إلى أن المملكة السعودية تسعى إلى توفير 29 ألف غرفة فندقية خلال العام الحالي ليصبح إجمالي الغرف بها 450 ألف غرفة ، وتهدف قطر التي تحولت إلى ورشة بناء تحضيرا لمونديال 2022 إلى توفير أكثر من 63 ألف غرفة فندقية مستقبلا، وفي الجهة الأخرى تهدف سلطنة عمان التي تزدهر بها السياحة الخليجية القصيرة إلى رفع نسبة السياح الآسياويين لها بنسبة 37.5 % حتى العام 2018 وهذا ما يتطلب توفير منشآت فندقية لإستيعاب النسبة المخطط لها .
ما أود أن أشير إليه عقب عرض هذه الإحصائيات هو أن خطط تطوير قطاع السياحة في دول الخليج تنعكس إيجابيا على أداء القطاع العقاري بها ، في حين أنها تعطي زخما لأداء السوق من خلال رفع نسبة المعاملات العقارية وعدد الصفقات الإستثمارية المبرمة وبالتالي تكون هذه الدول قد أوجدت موردا إقتصاديا آخر لها أكثر فاعلية إلى جانب السياحة ، وفي علاقة تكاملية فإن أي رؤية سياحية لن تخلو من رؤية عقارية تخدمها ، وهذا ما يجب علينا إدراكه كأسواق ناشئة تسعى لبلورة خطة تنموية متكاملة تهدف لتحقيق إستقرار إقتصادي يضمن لها مواجهة التحديات العالمية.

ارابيان بيزنيس

شاهد أيضاً

اجتماع تنسيقي للدورة الوزارية لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني بمشاركة الكويت

عقد اجتماع تنسيقي عربي على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمشاركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض