كويت نيوز اخبار الكويت والعالم 
شكلت نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا نقطة تحول لسوق الأسهم البريطانية، حيث خسرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والممثلة لحزب المحافظين في الانتخابات العامة، مما دفع أسواق المال إلى الفوضى والشك.
اعتبر الكثير من المحللين ان «برلمان معلق» وهو مصطلح أطلق على البرلمان الجديد بسبب عدم وجود أغلبية، سيؤدي الى مسار شكوك كبيرة حول مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي ستبدأ في غضون أسبوعين.
ويرى جوليان لافارج، استشاري الأسهم الأوروبية في بنك جي بي مورجان الخاص أن هذه النتيجة «تقدم المزيد من الشك حول مشوار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) المليء بالضباب.
وأضاف ان التأثير الأكبر يظهر على المدى المتوسط وسيعتمد على العديد من المتغيرات، مثل من سيقود المملكة المتحدة في نقاشات الخروج من الاتحاد الأوروبي وتحت أي ولاية. وهذا من شأنه أن يشوش الرؤية على الاقتصاد البريطاني، والذي بدأ يظهر علامات التباطؤ بعد محافظته على مركزه بأعجوبة في الفترة التي تبعت التصويت على بريكست.
وأوضح لافارج أنه بالنسبة لسوق الثروات والاستثمارات، من الأرجح أن تكون العواقب أكثر سلاسة، حيث تدعم الأسهم الكبيرة في المملكة المتحدة بضعف الاسترليني. وفي الوقت ذاته، تبقى الأسهم الأوروبية القارية معزولة وغير متأثرة بالبيئة السياسية البريطانية.
وأشار الى أن المخاطر الرئيسة تكمن في سوق أسهم الشركات الأكثر تعرضا للسوق المحلي في المملكة المتحدة، ولكن التوقعات تشير الى أن المستثمرين قد جهزوا أنفسهم لانخفاض قيمة الأسهم في هذه المجموعة من الشركات.
وهوى الجنيه الاسترليني مع نهاية الأسبوع الماضي بعدما خسر حزب المحافظين بقيادة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أغلبيته البرلمانية، حيث نزل الاسترليني 2% إلى 1.2698 دولار بعدما هبط 2.5% إلى 1.2636 دولار في التعاملات الأوروبية المبكرة وهو أدنى مستوى له منذ 18 أبريل.
ومنذ الإعلان عن نتائج الاستفتاء الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016 هوى الاسترليني أمام الدولار بنسبة 13%.
هروب الشركات
وعلى صعيد آخر، ترى شركات كبرى وبنوك إمكانية خروجها من بريطانيا على خلفية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قالت صحيفة صنداي تايمز إن ايرباص قد تنقل إنتاج طائرات جديدة من بريطانيا إذا لم تلب طلبات الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات «غير القابلة للتفاوض» بشأن حرية حركة الأفراد ورسوم التجارة في المحادثات المرتقبة للانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وقال فابريس بريجييه مدير العمليات في ايرباص إن الاتفاق ينبغي أن يسمح للعاملين بالشركة من جميع أنحاء العالم بدخول بريطانيا بسهولة وضمان إعفاء المكونات من رسوم التجارة والحرص على استمرارية معايير تنظيمية معينة.
وأضاف أنه إذا لم يحدث ذلك فقد تخسر بريطانيا إنتاج ايرباص مستقبلا. وقالت الصحيفة نقلا عن بريجييه «بالنسبة للإنتاج الجديد من السهل جدا الحصول على مصنع جديد في أي مكان آخر بالعالم. لدينا الكثير من العروض للقيام بذلك».
وقد تضطر ماي لإعادة تقييم أولوياتها في محادثات الانفصال بعدما أضعفتها نتيجة الانتخابات وقد قالت من قبل إن بريطانيا تريد الانسحاب من الاتحاد الجمركي الأوروبي وكذلك السوق الأوروبية الموحدة. وأشارت إلى أن عدم التوصل لاتفاق سيكون أفضل من التوصل لاتفاق سيئ ما يوحي بأنها قد تقبل فرض رسوم على الصادرات والواردات.
وقال توم إندرز الرئيس التنفيذي لايرباص إن انفصالا يتضمن فرض رسوم تجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قد يؤثر على القدرة التنافسية للشركات في بريطانيا.
تباطؤ عقاري
وعلى صعيد القطاع العقــاري، قالــت شركة هاليفاكس للرهن العقاري، إن نمو أسعار المنازل السنوي في بريطانيا تراجع في الشهر الماضي إلى أدنى مستوى في أربعة أعوام ما يشير إلى تباطؤ سوق الإسكان منذ استفتاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وزادت أسعار المنازل في مايو 3.3% على أساس سنوي وهي أقل زيادة منذ مايو 2013 ومقابل زيادة 3.8% في أبريل.
وقالت هاليفاكس إن نقص المعروض من المنازل الجديدة والعقارات القائمة المتاحة للبيع، إضافة إلى انخفاض سعر الفائدة وارتفاع البطالة سيدعم أسعار المنازل في الشهور المقبلة.
وعلى صعيد مؤشر إنفاق المستهلين، أظهرت بيانات جديدة تباطؤ إنفاق المستهلكين في بريطانيا الشهر الماضي مع شعورهم بتنامي الضغوط الناجمة عن زيادة التضخم، وكشفت البيانات الرسمية للأشهر الثلاثة الأولى من 2017 أن أحجام مبيعات التجزئة هبطت بأسرع وتيرة منذ 2010 بينما تشير بيانات من اتحاد التجزئة البريطاني وشركة باركلي كارد إلى مزيد من الضعف.
