الصدريون يهتفون ضد إيران… و«منظمة بدر» تتصدى

1-9

كويت نيوز: دخل العراق، أمس، في حالة من التوتر غير المسبوق في بغداد، وسط تراشق بين الصدريين الذين هتفوا ضد إيران من جهة، والأحزاب الموالية لها وفي مقدمها «منظمة بدر» التي استقدمت مقاتلين من غرب العراق إلى العاصمة.

انسحب المتظاهرون العراقيون الذين يؤيدون بأغلبيتهم الساحقة التيار الصدري، بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، من المنطقة الخضراء في بغداد أمس، وكان المتظاهرون بدأوا التجمع في ساحة الاحتفالات منذ مساء الأول، بينما أعادت عمليات بغداد افتتاح منافذ الدخول إلى العاصمة والخروج منها.
وفي وقت سابق أفادت وكالة أنباء “المدى برس” العراقية بأن “مجموعة جديدة من أتباع التيار الصدري دخلت أمس إلى المنطقة الخضراء، للوصول إلى مبنى البرلمان والاعتصام بداخله حتى تحقيق الإصلاحات الشاملة، بعيداً عن المحاصصة الحزبية والطائفية التي طالب بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، التزاماً بتوجيهات اللجان المشكلة لتنظيم اعتصام في مبنى البرلمان”.
وأطلق آلاف المتظاهرين الصدريين، في ساحة الاحتفالات داخل المنطقة الخضراء، مساء أمس الأول، هتافات ضد إيران وضد زعيم “فيلق القدس” المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي يتمتع بنفوذ واسع في العراق وسورية، حيث يشرف على عمل العديد من الميليشيات الموالية لإيران والمقاتلة في البلدين.
وردد آلاف المتظاهرين هتاف: “إيران بره بره”، داعين الى خروج إيران من العراق. كما هتفوا ضد سليماني مرددين: “انا الصدر رباني يا قاسم سليماني”، في إشارة إلى الولاء المطلق للصدر.
في المقابل، حذر القيادي في منظمة بدر، محمد مهدي البياتي، أمس، من “نكبة” قد يتعرض لها العراق بعد اقتحام  المتظاهرين للبرلمان.
وقال البياتي في بيان، إن “الشعب يريد تغيير كل شيء، ولكن أيضا لا يريد فوضى”، لافتا إلى أن “اقتحام البرلمان بهذا الشكل المزري بعد بيان مقتدى الصدر سيعرض العراق إلى نكبة لا تعرف عواقبها”.
وأضاف أن “شعارات بعض المتظاهرين البارحة مدفوعة الثمن من البعث الصدامي وعدوة العراق السعودية وأذنابها بالمنطقة”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن تبديل شعار الشرفاء الموت لأميركا وإسرائيل إلى إيران برة برة”.
وخاطب البياتي المتظاهرين بالقول “إننا شاهدنا بأم أعيننا الدعم الإيراني لمحاربة داعش، وهذا هو الفرق يا أيها المتظاهرون، فعليكم إدراك المؤامرة ومن أقحمكم بهذه اللعبة الخبيثة”.

المالكي

إلى ذلك، قال الأمين العام لحزب “الدعوة”، رئيس ائتلاف “دولة القانون”، رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أمس، إنه “لا يمكن للبرلمان أن ينتج تغييرا وزاريا كليا أو جزئيا بشكل قانوني صحيح، وسط أجواء التهديد واحتلال البرلمان ودخول المنطقة الخضراء التي عطلت الحياة السياسية وعمل الدولة والوزارات”، مشيراً إلى أنه “يضاف لهذا الخرق الهائل ما رافق جلسات البرلمان وعمليات التصويت من طعون وشبهات واشكالات، وعدم تحقق نصاب الجلسات”، معتبراً أنها “اشكاليات لا يمكن تمريرها، ولا يجوز التسليم بما نتج عنها وعن الأوضاع الأمنية من نتائج وتغييرات”.
وأعلن المالكي للمرة الأولى صراحة رفضه للتعديل الوزاري الجزئي الذي اقترحه خلفه حيدر العبادي، وقال في هذا السياق: “لقد تم التعديل الوزاري الجزئي وسط أجواء التهديد بالقتل من قبل المتظاهرين لكل من لا يصوت ولو خلاف قناعته”، لافتا الى أن “النتيجة هي أن التغييرات التي حصلت لم تأت بوزراء أفضل من السابقين، بل ان بعض الترشيحات شكلت تراجعا في المستوى المطلوب، لعدم حسن الاختيار والإملاءات”.
وأوضح أنه “لكل ما تقدم وإنهاء لكل هذه الملابسات الخطيرة ولسلامة سير العملية السياسية، ندعو إلى تطبيق الإصلاح بعيداً عن الأجواء المضطربة”، مطالبا “الجميع بالتوجه الجاد والتعاون البناء لحل المشكلة الأمنية، وإعادة هيبة الدولة وكل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومعالجة الخروقات القانونية والدستورية”.
وبيّن أنه “بعد أن نضمن الاستقرار الداخلي، نتجه جميعاً، في أجواء مناسبة لإجراء التغيير وتحقيق إصلاحات حقيقية تلامس الواقع بعيداً عن الشكلية، وأجواء الدعاية والتنافس الإعلامي”.

اجتماع فاشل

وأنهت الرئاسات الثلاث رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ورئاسة البرلمان، بالإضافة إلى قادة الكتل السياسية اجتماعاً في قصر السلام في بغداد أمس، دون التوصل إلى حل يخرج البلاد من الأزمة السياسية.
وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “الاجتماع جرى بحضور رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم، ومجلس الوزراء حيدر العبادي، والبرلمان سليم الجبوري، وزعيمي التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، والمجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، ورئيس كتلة “مستقلون” حسين الشهرستاني، ورئيس كتلة تحالف القوى أحمد المساري”، مضيفا أن الاجتماع لم يخرج بأي قرار.
من جانبه، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بياناً أمس الأول طمأن فيه الشعب العراقي أن الأوضاع في بغداد “تحت سيطرة” القوات الأمنية، ودعا المتظاهرين إلى العودة للمناطق المخصصة للتظاهر وعدم التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة. وأعلن العبادي أنه وجّه وزير الداخلية محمد سالم الغبان إلى “ملاحقة من اعتدى على بعض النواب والمواطنين والقوات الأمنية، وقام بتخريب الممتلكات العامة”، وشدد على ضرورة “إحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

الاعتداءات

وكان النائب عمار طعمة من حزب “الفضيلة”، والنائب حيدر الملا من قائمة “الوطنية”، والنائب الثاني لرئيس المجلس آرام شيخ محمد، وعدد من النواب الأكراد تعرضوا للاعتداء أثناء اقتحام مجاميع غاضبة من المتظاهرين مبنى البرلمان أمس الأول.
واستنكرت الكتل الكردية أمس، “اقتحام” مبنى البرلمان من قبل المتظاهرين، وأشاروا في بيان إلى أن “هذا الهجوم على مقر سلطة الشعب المنتخبة يؤكد وجود أجندات حزبية وشخصية مغلفة بشعارات براقة ومسميات أخرى، وهذه الأجندات تحاول فرض إرادة جهة معينة، ونحن في الكتل الكردستانية لا يمكن أن نقبل بفرض أي أجندة من قبل أية جهة سياسية”.
وأكد البيان أن “القوات الأمنية لم تقم بأي دور في حماية مبنى البرلمان والحفاظ على سلامة النواب”، مضيفاً أن الكتل الكردية ترفض أن “تتكلم جهة معينة باسم الشعب، وتجعل نفسها ناطقاً بلسان الجماهير”، وترفض أن “يتم استخدام الناس البسطاء وسيلة لتحقيق أهداف سياسية معينة”.
على صعيد آخر، تعرضت مدينة السماوة، جنوب العراق، مركز محافظة المثنى، لخرق أمني خطير، حيث قتل 33 شخصا وأصيب 70 بجروح أمس، في انفجار متزامن لسيارتين مفخختين استهدفتا موقف حافلات وسط المدينة.
جاء ذلك، فيما أعلن زعيم “منظمة بدر” هادي العامري سحب قوات من ميليشياته من مناطق متعددة، واعادة تموضعها للدفاع عن بغداد، في حال قرر “داعش” استغلال الفوضى السياسية والأمنية التي تشهدها العاصمة.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة.. إصابة عسكريين بتحطم مروحية عسكرية

أفادت قناة KKTV الأمريكية بإصابة عسكريين اثنين بتحطم مروحية AH-64E Apache كانت في تحليق تدريبي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض