مفتي غزة يدعو سلفية الكويت لوقف الأموال عن الحركات المتناحرة في القطاع

 

كويت نيوز: دعا مفتي غزة الدكتور سلمان الداية سلفيي الكويت الى ان يتوقفوا عن دعم السلفيين في غزة بالمال والى ان يتواصلوا معهم علمياً وشرعياً كي تتوقف المناوشات بينهم وبين السلطة.

وقال د. سلمان الداية الذي اصطلح عليه اهل غزة مفتياً لهم وأحد أئمتهم في حوار خاص مع «الوطن» عبر الهاتف من غزة انه ليست هناك نية حقيقية لدى فتح وحماس لتحقيق المصالحة لأنها تتعارض مع مصالحهما.

وأضاف انه ينبغي على الكويت وبقية دول الخليج ومصر الداعمة للفريقين ان تمارس ضغوطها على الحركتين كي يحققا المصالحة التي يتوقف اليها لشعب الفلسطيني.

وأكد أن الفلسطينيين اصيبوا في حكومة فتح السابقة، وابتليوا بحكومة حماس الحالية في غزة، مشيرا الى ان حكومتي الحركتين اخفقتا في رعاية مصالح البلاد.

وقال ان حماس انيطت بها مسؤولية اكبر من كل قدراتها لافتا الى ان الحركة الاسلامية مارست التعذيب داخل وخارج السجون، وان السنوات الاولى من حكم حماس كانت حافلة بالعذابات والجراح التي اصابت عوام اهل غزة وفيما يلي نص الحوار:

 

< قلت له: هناك جولات من الحوار بين فتح وحماس نراها ونسمع عنها يومياً فإلى أي مدى وصلت جهود المصالحة بين الفلسطينيين وما مدى جديتها؟

– د. سلمان الداية: ليست هناك نوايا حقيقية صادقة حقيقية من قبل الفرقاء المتنافسين على السلطة تجاه المصالح، لا من قبل الاخوة في حماس او فتح او من في فريقيهم، ولذلك في ظني ان المصالحة لا يمكن ان تدفع الى الامام وان تتحقق بشكل واقعي الا من خلال الضغوط السياسية التي يجب ان تمارسها مصر أولاً ثم من بقية الدول العربية وخصوصا السعودية وقطر والكويت التي تمول الفلسطينيين، عندئذ يمكن للمصالحة الفلسطينية ان ترى النور، فلكل فصيل – فتح وحماس – أطماع ومصالح لا تتحقق بالمصالحة مطلقاً، فنحن نسمع نجوى هؤلاء وهؤلاء، ونرى انهم ليسوا على نية صادقة، وجادة في تحقيق المصالحة، ونرى ان الكثير من هؤلاء يرون ان الفُرقة هي التي تحقق مصالحهم وليست المصالحة والحوار الوطني التي يؤمن بها السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني ولذلك فان الضغوط السياسية من الدول الخارجية الداعمة للفصيلين هي التي ستثمر المصالحة وليس الجهود الذاتية لفتح وحماس.

احتفال فتح

< احتفال فتح بتأسيسها أخيراً أظهر تأييداً جارفا لها في غزة، فهل اثر ذلك في قابلية حماس للمصالحة؟

– حماس زهدت في المصالحة بعد انطلاقة فتح الاخيرة واحتشاد هذه الجماهير الغفيرة لتأييدها ولذلك نرى المزيد من التسويف والمماطلة من قبل حماس.

وأريد أن أنبه الى ان الحشود التي ظهرت على شاشات التلفزة والفضائيات في ذكرى انطلاقة فتح، هي في الواقع لا تمثل جمهور الحركة وإنما هي حشود دفعها الحصار والانقسام والفقر والظلم للخروج فالشعب الفلسطيني اصيب في حكومة فتح السابقة، وابتلي بحكومة حماس الحالية في غزة لان الحكومتين اخفقتا في ان تكونا كل واحدة منهما حكومة ابوية تستوعب جميع ألوان الطيف، وان تبقى على مسافة واحدة من الجميع برعاية مصالح البلد بتولية اصحاب الكفاءة والامانة، كلا الحكومتين – فتح وحماس – اخفقتا في تحقيق هذا الامر ، وهذا كله انعكس وينعكس سلبا على مصالح الشعب.

إخفاق حماس

< ما مظاهر إخفاق حماس في حكم غزة؟

– اخواننا في حماس، انيطت بهم مسؤولية كانت اكبر من قدراتهم الذهنية والخبرية والتجريبية، وبدأوا ينمون هذه التجربة من خلال ممارساتهم في مؤسسات السلطة ولذلك كانت السنوات الاولى لحكم حماس حافلة بالعذابات والجراح التي لا يشعر بها الا سواد الناس، والمتأمل في السنوات السابقة لا يشهد حكومة للناس كافة، وانما يشهد سلطة حزب لم يمتد عطاؤها الى الاحزاب الاخرى سوى بالسجالات ودفع الفتن الذي يصل الى المناوشة العسكرية، وهذا هو السبب الرئيسي في اخفاق حماس كحكومة لم تكن لكامل الشعب الفلسطيني وانما لنفسها فحسب.

والسب الثاني أن حماس طالت دهشتها من جهة تفعيل الأحكام الشرعية إلى سنوات وليس شهورا، ولا نقصد بالأحكام الشرعية العقوبات والحدود، فالكثير منها غير مناسب للتطبيق لأننا شعب مؤطر ومسلح، لكنني أقصد بالأحكام الشرعية جوانب الإسلام الأخرى اقتصادا واجتماعا وثقافة وآدابا، وكذلك عسكرية أيضا.

فمن غير المناسب أحيانا أن نناوش العدو ليتسبب في تدمير البلد كاملة. هناك إخفاق في فهم الجهاد الذي يهدف إلى مصلحة الدين والدنيا، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم «اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم»، ولذلك فإن هذه تمثل عقبة بالنسبة لنا، فثمة من يريدون ترتيب البيت الداخلي، وآخرون يرون أن التصعيد مع العدو يمثل المصلحة والحقيقة، ولذلك فنحن نعاني بشدة من هذا، بل ويطالعنا كل شهر حزب إسلامي جديد في الغالب يؤمن بأفكار متشددة، وغالبا ما تكون عناصره من حركة حماس.

أقول هذا وأنا أقدر وأحترم إخواني في حماس لكن إجابة سؤالك أمانة.

 

الأوضاع الآن

 

< وماذا عن أوضاع حماس الآن؟

– الآن هناك نوايا شريفة من حماس لتطبيق أحكام الشريعة، وقد دعيت أنا وأربعة من المتخصصين في التأمل والنظر في قانون العقوبات الإسلامي المصري والسوداني، وقد انتهينا منه على أمل أن يعرض ويصادق عليه، هناك نوايا لكن الحزن الآن على ما مضى من وقت وهو طويل يا أخي.

 

حكم إسلامي

 

< حماس كانت تقدم نفسها نموذجاً للحكم الإسلامي المرتقب فكيف ترى هذا؟

– حقيقة أنا لا أرى هذا أبدا، فلو أخذت شريحة عشوائية من الشعب الفلسطيني في غزة واستطلعت رأيها، ستجد أن الناس لا يجدون فرقاً كبيرا، بل لا يجدون فرقاً بين الواقع في حكومة أبي عمار وأبي مازن وما يحدث في حكومة حماس، بل في السنوات الأولى لحماس كان المتهم الذي يوقف لا يقدم للمحاكمة، وإنما كان يضرب ضرباً شديداً ويتم تعذيبه، ولم يكن هذا موجوداً في حكومة فتح، وهذا الكلام قلته في وزارة داخلية حماس أمام وكلاء النيابة والقضاة، وقلت إن الأئمة الأربعة يحرمون تعذيب المتهم إلا بعد أن يحاكم ولذلك فإن شرطي حماس الذي يلقي القبض على شاب أو شباب يصبح قاضيا ومنفذا للحكم أيضا بدون محاكمة أو اتهام. وهذا حرام وظلم ولا يجوز ولم يقل به أي إمام من الأئمة.

 

تعذيب في السجون

 

< وتردد أن هناك تعذيباً في سجون حماس؟

– نعم، كان هناك تعذيب شديد للمساجين، ولكن الآن هناك محاولة للترشيد. أما فيما سبق فكان هذا يحصل إلى حد وفاة بعض المساجين تحت وطأة تعذيب سلطة حماس، كما كان في العهد السابق عند الأمن الوقائي والاستخبارات في حكومة فتح.

 

التشيع في غزة

 

< قرأنا ورأينا صوراً لحسينيات شيعية في غزة فما مدى حجم التشيع في القطاع؟

– في الواقع ليس هناك تشيع في غزة ولكن هناك محاولات من قبل عناصر ضعيفة تستجدي حزب الله وإيران على فتات رخيص ملطخ، مقابل أن تنشر هذا الفكر لكن بشيء من الدهاء، إلا أنها كانت تقابل بشدة الإنكار ليس من قبل حكومة حماس وإنما من قبل الجهد السلفي والأجهزة المستقلة، وهذه العناصر كلها ممن ينتمون إلى حركة «الجهاد الإسلامي». وفي الواقع أنه لا يوجد حسينيات لكن هناك أكثر من مؤسسة ترفع شعار حب واحترام آل البيت، ثم يحصل شيء من التنظير والتسريب لفكر الشيعة.

وبشكل عام فحتى الآن لا توجد عناصر فلسطينية تعلن بشكل سافر وصريح عن تشيعها.

وجود إيراني

< هل هناك وجود لإيران في غزة؟

– الجهاد الإسلامي حزب سياسي وله امتداد عسكري من خلال سرايا القدس، والذي يحزن القلب أن الجهاد كحزب يهتم بالجانب العسكري والسياسي مع إخفاق شديد جدا في العلم الشرعي، فليس لهم اهتمام علمي بحيث يهذب ويقوّم شرودهم وغلوهم في جانبي السياسة والعسكرية. ومن هنا فـ«الجهاد» تتأثر بقدر ما بمجاملة إيران وحزب الله.

السلطة البديلة

< إذا كانت حماس لا تختلف كثيرا عن فتح.. فما البديل لحكم الفلسطينيين في رأيك: السلفيون مثلا؟

– لا يصلح أن يكون البديل حزبا سلفيا، لان الاخوة السلفيين اخلاط ومنابر فغزة قد لا تزيد على حي من احياء القاهرة، ومع ذلك ففيها 11 حزبا ومنبرا سلفيا، معظمهم يبطنون الولاء لفتح، وهذا يعني ان ثمة خرقا واضحا بشأن التوحيد الذي لا يعني ابدا ان تعادي او تحابي «فتحا» وانما نوالى اي حركة بقدر ما ترفع من الحق، ولذلك فالسلفيون هم اخلاط ومنابر متناحرة ومتصارعة ومنهم ثلاثة منابر يحملون فكر الشيخ ربيع المدخلي، السعودي الذي يعتبر اي سلطة حاكمة شرعية وكلهم لا يهتمون بتحصيل العلم.

حقيقة نحن في مأزق فاذا كان وجود الاحزاب جائزاً في كل الدول العربية والاسلامية، فلا يستقيم ابدا وجود هذا العدد الهائل من الاحزاب في غزة وفي ظل وجود حركة تحمل عاطفة اسلامية في السلطة، وتحاول ان تنصر الاسلام لكنها تخفق بسبب ضحالة الامكانيات المادية، ثم انخراطها في سجال سياسي، والحصار الدائم عليهم.

ومن هنا فإن وجود كيانات سلفية في غزة من شأنه ان يعيق المسيرة، وان يلهب الواقع الغزاوي بسجالات قد تقوده الى سجال مسلح منفلت غير محمود العواقب. ولذلك انصح دائما وخصوصا الاخوة السلفيين في الكويت الذين يبذلون المال لكثير من المنابر السلفية، ان يوظفوا هذا المال نحو الخروج من سقف التحزبات الى رحابة الابوية والعطاء والبناء في مؤسسات البلد، ونحو التواصي والتناصح بالحق والصبر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر للحكومة وللاحزاب الاخرى. ينبغي ان يكون التركيز علميا لان دعايتنا في غزة اكبر من حقيقتنا. فالناس يظنوننا اننا علماء، وان اطفالنا تولد عالمة، والامر ليس كذلك، فنحن حقيقة لدينا العاطفة، ومجتمعنا محافظ، لكن يعوزنا الفهم الدقيق للتوحيد ولابواب كثيرة من التشريع، ولا يصلح ابدا المزيد من الانقسام. ولذلك اتمنى ان يكون لسلفيي الكويت تأثيرا على المنابر السلفية بدفعها الى تحصيل العلم وبالتواصل العلمي لا المادي، لان العلم يقودهم الى الفهم الصحيح الصائب والذي يقود الى السلوك السليم، ثم يجرى الحكمة على ألسنتهم وفي واقعهم وان يجعلوا السلم شعارا بينهم وبين الحكومة والاحزاب الاخرى، لانه لا يصلح ابدا التناوش الذي يحدث في غزة كما هي الحال في الصومال والعراق وغيرهما.

تواصل

< هل هناك تواصل ما بين سلفيي الكويت وغزة؟

– نعم، وهم يدفعون المال للكثير من الاحزاب السلفية في غزة دون معرفة بحقيقة اوضاعها، وهو ما يشجع هذه الاحزاب على التصادم مع سلطة حماس وبقية الاحزاب الاخرى.

حكم التظاهرات

< كيف ترى التظاهرات التي تحدث في الكويت من وقت لآخر من الناحية الشرعية؟

– اذا كانت التظاهرات بشكل عام، لاسباب حقيقية لا تتعلق بنفر او بحزب، ولمصالح مهمة بالنسبة لعمموم الناس، مع الانضباط بعدم رفع شعارات طائفية او حزبية، ولا تستفز مؤسسة ولي الامر، ولا تتسبب في اتلاف منشآت عامة فهذا لا حرج منه لكن ان تقود التظاهرات الى اسالة الدماء وازهاق الارواح فهذا ما يرفضه ديننا. فنحن نتوجع لما يحدث في سورية وغيرها ولا نريد ان نتعامى بالا نستفيد من ذلك.

وفي ظني ان ولاة الامر باتوا يعلمون ان الشعوب اصبحت على قوة ضاربة تزلزل العروش، وهو ما يحملهم على ان يكونوا اكثر تفهما لمصالح الناس، فهم لا يريدون ان يتكرر ما حصل في تونس او مصر وليبيا.

اننا كشعوب يجب ألا نغلب العصا والعصيان بل الحكمة وعفة اللسان والنصيحة الهادفة لولاة الامور، والامتثال للهدى القرآني «اذهبا الى فرعون انه طغى فقولا له قولا ليّنا لعله يتذكر او يخشى».

وكذلك «ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم».. «ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر». ولذلك ينبغي ان نقدم الحكماء منا كي يناظروا ولاة الامر ويذكروهم الله والدار الآخرة، ومصالح امتهم، ويذكروهم بكلمات سلفنا الصالح: «يا ايها الافاضل انتم جعلكم الله تعالى قادة الناس وخدامهم وائمتهم فاحرصوا على الا يسبقكم منهم الى الله احد» هذه اللغة التي يحتاج ولاة امورنا اليوم الى ان يسمعوها لا ان نتظاهر ونسيل الدماء ونحطم ملكيات الشعب.

شاهد أيضاً

الطفلة «المعجزة» صابرين.. وُلدت خلال احتضار والدتها

ترقد الرضيعة صابرين الروح شكري الشيخ في حضانة الخدج في المستشفى الإماراتي الميداني بمدينة رفح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض