هل أنهى خروج بريطانيا من الاتحاد سلسلة مكاسب النفط؟

كويت نيوز: تساءل تقرير نشره “أويل برايس” عن آثار التصويت بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي على وضع نهاية لارتفاعات أسعار النفط في الآونة الأخيرة، مع حقيقة الخسائر الحادة المسجلة في جلستي الجمعة والاثنين الماضيين.

وأوضح التقرير أن هناك قدرا كبيرا من الجدل حول مدى استمرار الأثر السلبي لـ”البريكست” على النفط، مع استمرار العوامل الرئيسية لسوق الخام دون تغيير، من حيث الطلب على النفط وأهميته لملايين الأشخاص.

لماذا تتراجع الأسعار؟

ورغم أن المملكة المتحدة تعتبر واحدة من أكبر 5 اقتصادات حول العالم، فإن خروجها من الاتحاد الأوروبي لن يؤثر بشكل كبير على موازين العرض والطلب على النفط، حتى في حال تأثر النمو الاقتصادي بمغادرة الاتحاد.

وذكر “غولدمان ساكس”، عبر مذكرة بحثية، أنه في حال تراجع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة بنسبة 2 في المئة بسبب نتيجة الاستفتاء، فإن هذا سيعني انخفاض الطلب البريطاني على الخام بنحو 1 في المئة أو ما يوازي 16 ألف برميل يوميا، ما يعادل 0.016 في المئة فحسب من إجمالي الطلب العالمي.

ورغم هذه الحقائق فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعتبر أكثر أهمية بالنسبة للأسواق المالية والعملات مقارنة بالعرض والطلب على النفط، ما يؤثر بشكل كبير على تحركات خامي “برنت” و”نايمكس”.

واستقبلت الأسواق العالمية نتائج استفتاء المملكة المتحدة بموجة بيعية قوية الجمعة الماضي، قبل أن تتماسك نسبيا في نهاية الجلسة، لكنها استهلت تعاملات الاثنين على خسائر حادة جديدة، ما يمثل حالة من عدم الاستقرار التي أثرت بدورها على أسعار النفط.

كما تدخلت حركة العملات في التأثير على أسعار النفط، مع حقيقة أن الخام مسعر بالدولار ما يعني أن ارتفاع قيمة العملة من شأنه جعل النفط أكثر تكلفة وخفض الطلب، حيث تراجع الإسترليني واليورو بشكل حاد بفعل التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ما رفع من قيمة مؤشر الدولار مقابل سلة العملات الرئيسية.

مخاوف مستقبلية

ويختلف المحللون حول ما إذا كان على الأسواق أن تتجاهل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أم لا، في حين يرى ماكيل كوهين، المحلل في “باركليز”، أن متوسط أسعار النفط المتوقعة في العام الحالي تراجعت إلى 40 دولارا للبرميل بعد “البريكست” مقابل توقعات سابقة بوصولها إلى 44 دولارا.

كما انخفضت تقديرات أسعار النفط في العام المقبل بمقدار 3 دولارات، لتهبط من 60 دولارا للبرميل إلى 57 دولارا.

ويعتقد بنك أوف أميركا – ميريل لينش أن التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل تصويتا ضد العولمة، وحرية انتقال الأفراد والسلع، حيث إن أي تراجع في نمو التجارة والتنقل له أثر سلبي على السلع باستثناء الذهب.