انطلاق مؤتمر المانحين للمنظمات غير الحكومية

3_30_2015104727AM_10570702871أكد مبعوث الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق أن دولة الكويت باحتضانها المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا تسطر صفحة جديدة في سجلها الحافل بالعطاء الإنساني.
جاء ذلك في كلمة المعتوق الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث للمنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري هنا اليوم والذي تقيمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بمشاركة أكثر من 100 منظمة محلية واقليمية ودولية و140 شخصية مهتمة في دعم العمل الخيري.
وقال إن الكويت من خلال استضافتها مؤتمر (المانحين 3) تبعث إلى العالم رسالة أمن وسلام مفادها ‘كفانا حروبا وعنفا كفانا اقتتالا وتشريدا للآمنين كفانا تهجيرا واضطهادا للشعوب كفانا تدميرا لمستقبل الأجيال لكي تنعم الشعوب بالاستقرار والأمن والأمان ويعود المهجرون واللاجئون إلى ديارهم وأوطانهم وينتظم الطلبة في مدارسهم وجامعاتهم ونحفظ للمرأة كرامتها وتنطلق مسيرة الاعمار والبناء والتنمية’.

وأضاف أن دولة الكويت ‘صغت الى نداء استغاثات نساء سوريا وصرخات أطفالها وأنين مرضاها وحشدت الأيادي الحانية والقلوب الرحيمة والضمائر الحية من ممثلي المنظمات غير الحكومية لبحث تطورات هذه الأزمة الإنسانية وعرض المشاريع والبرامج التي تتطلبها المرحلة المقبلة والإعلان عن التعهدات في ظل تعاظم هذه المأساة ونقص الاحتياجات وضعف التمويل’.
وأعرب عن تطلع الجميع من خلال هذا المؤتمر الانساني إلى حشد جهود المنظمات الانسانية وتعزيز سبل الشراكة الفاعلة وبناء الجسور بين الشركاء في العمل الانساني للعمل على تلبية الاحتياجات المتزايدة لضحايا الأزمة السورية والتفكير في معالجات أكثر استدامة لأوضاع المتضررين والمشاركة في وضع خطط وحلول لتعزيز القدرات الإقليمية والوطنية وبناء نظام أكثر شمولا وتنوعا وصياغة طرق مبتكرة لمواجهة الأزمة وزيادة تقاسم عبء استضافة اللاجئين.
وأضاف ‘إننا بصدد كارثة إنسانية غير مسبوقة هي الأعنف والأكثر دموية عبر التاريخ ودخلت عامها الخامس بتداعيات ومضاعفات إنسانية فتاكة وخطيرة أسفرت عن أكثر من 12 مليون سوري مشرد ولاجئ في الداخل والخارج بما يعادل نصف الشعب السوري و220 ألف قتيل و20 ألف مفقود فضلا عن مليون ونصف المليون مصاب وهناك مئات الأشخاص ماتوا جوعا وبردا بفعل الحصار وعدم احترام الأطراف المتنازعة لقرارات مجلس الأمن التي تنص على إقامة ممرات آمنة لعمال الإغاثة للوصول للمحاصرين’

وقال ‘إذا تجاوزنا ملف الحصاد المر للضحايا الذين قضوا في أتون أحداث الأزمة السورية والدمار الواسع الذي طال الأحياء والمدن السكنية والبنى التحتية ومقدرات الدولة السورية ونظرنا إلى ملف المشردين والمهجرين سنجد أنفسنا أمام وضع إنساني كارثي يعيشه ملايين النازحين واللاجئين في داخل سوريا وخارجها هؤلاء يتطلعون بشغف إلى نتائج مؤتمركم لأنهم – حسب تقديرات المنظمات الإنسانية الدولية- بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة’.
وأوضح أن عدم استثمار هذا الملتقى في تعظيم فرص الاستجابة الإنسانية والوفاء بالتعهدات والالتزامات في الوقت المناسب للعمل على مواجهة التحديات الإنسانية الراهنة ‘فإننا حتما سنكون أمام كارثة خطيرة عصية على الاحتواء خاصة في الوقت الذي لا تلوح فيه أي بوادر للخروج من الأزمة باستثناء محاولات خجولة لايتجاوز مداها التصريحات الصحافية واللقطات الإعلامية’.
وذكر المعتوق أن المؤتمر ‘يفتح نافذة من الأمل للاجئين والمشردين السوريين ويقيم الحجة على الدول والجهات والمنظمات المانحة في ظل تحذيرات المنظمات الإنسانية الدولية من عواقب وخيمة ومروعة حيال نقص تمويل المشاريع الإغاثية خلال عام 2015’.
وأكد أنه لا يمكن اغفال اسهامات الدول والجهات والمنظمات المانحة التي احتضنتها دولة الكويت في مؤتمرين سابقين خلال عامي 2013 – 2014 بدعوة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
وذكر أن الدول المانحة تعهدت في المؤتمر الأول ب 5ر1 مليار دولار أمريكي وفي الثاني ب 4ر2 مليار دولار وكانت النتيجة أنه تم الوفاء ب 94 في المئة من هذه التعهدات وهذا انجاز كبير وغير مسبوق في مؤتمرات المانحين تستحق عليه الدول والجهات المانحة كل الشكر والتقدير ونأمل أن يتواصل هذا العطاء خلال المؤتمر الثالث الذي يعقد غدا برعاية سمو أمير البلاد.

وأشار الى أن دولة الكويت اعتادت أن تستضيف بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة اجتماعا دوريا يعقد كل ثلاثة شهور لمجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا ‘وهو الاجتماع الذي أتشرف برئاسته ويضم في عضويته كل دولة أو جهة تتعهد ب 50 مليون دولار فأكثر’.
وأوضح المعتوق أن الهدف من هذا الاجتماع الدوري تعزيز التنسيق بين الدول والجهات المانحة في العالم وبين دول الخليج وتدشين منصة لمناقشة قضايا استراتيجيات التمويل وصرف الأموال من أجل زيادة الفاعلية وتجنب الازدواجية في العمل وبحث تطورات الأزمة السورية بمشاركة منسقي الأمم المتحدة الميدانيين والدول المضيفة للاجئين وقد عقدنا حتى الآن 4 اجتماعات لمتابعة ملفات الوضع الإنساني في سوريا. وعلى صعيد المنظمات غير الحكومية لفت الى أن المنظمات تعهدت في المؤتمر الأول ب 183 مليون دولار فيما بلغ حجم الإنفاق على برامج الإغاثة أكثر من 190 مليون دولار بزيادة بلغت أكثر من 7 ملايين دولار وفي المؤتمر الثاني تعهدت ب 276 مليون دولار فيما بلغ حجم الانفاق 348 مليون دولار بزيادة قدرها 72 مليون دولار.
وأعرب عن التقدير والشكر لتلك الانجازات ‘ونأمل أن يشهد مؤتمركم هذا استمرار هذا العطاء وأن تكون هناك تعهدات سخية لاستمرار الجهود الكريمة في إنشاء مشاريع كبرى لتسكين وإيواء وإغاثة اللاجئين السوريين والعمل على تلبية احتياجاتهم المتزايدة’. وقال المعتوق ‘لا يوتني باسم هذا الحشد الكريم أن أستصرخ الضمير العالمي وأن أناشد المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وأن ينتفض لإيقاف نزيف الدم المتدفق على مدى 4 سنوات وأن يتحرك لتفعيل القانون الإنساني الدولي ومحاسبة منتهكيه فكل عام يتضاعف حجم الضحايا قتلا وإصابة وتشريدا وتهجيرا والمجتمع الدولي مازال عاجزا عن اتخاذ أي موقف حيال الأزمة وتداعياتها’.
وحذر من ‘اننا اذا كنا اليوم بصدد أزمة إنسانية في سوريا فغدا سنكون أمام (سوريا جديدة9 في ليبيا و(سوريا ثانية) في اليمن و(سوريا ثالثة) في العراق وقد دقت طبول الحرب في اليمن كما نشاهد ونتابع هذه الكوارث الراهنة والمحتملة لن يستطيع المجتمع الإنساني مواجهة تداعياتها وعلى المجتمع الدولي أن يكف عن سلبيته وأن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لمواجهة هذه المخاطر من أجل وقف نزيف الدماء’. وجدد المعتوق الشكر والتقدير لسمو أمير البلاد ولدولة الكويت حكومة وشعبا وتوجه بخالص الشكر إلى الدول المضيفة للاجئين السوريين وبخاصة الدول المضيفة للأعداد الكبيرة كالأردن ولبنان وتركيا لما تضطلع به من مسؤولية كبيرة وأعباء جسيمة إزاء الأشقاء السوريين والشكر موصول للمنظمات الإنسانية الحكومية والأهلية المحلية والاقليمية والدولية لدورها الإنساني الرائد في تخفيف معاناة الأشقاء السوريين.
ورفع في ختام كلمته باسم المجتمعين إلى قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد أسمى آيات الشكر وعظيم التقدير لرعايته السامية لأعمال هذا المؤتمر الداعم للوضع الإنساني في سوريا وسعيه المشكور في حشد هذا الجمع الكريم للاسهام في معالجة التداعيات الإنسانية للأزمة السورية.

وجاءت قائمة تبرعات المنظمات غير الحكومية كما يلي :

– الهيئة الخيرية الاسلامية تتعهد بتقديم عشرة ملايين دولار لدعم الشعب السوري .

– جمعية الهلال الأحمر القطرية تتبرع ب 16مليون دولار ، 5 ملايين دولار من العون المباشر.

– هيئة الإغاثة السعودية تتبرع ب 10 ملايين دولار ، و 5 ملايين دولار من الأمانة العامة للأوقاف.

– جمعية النجاة الخيرية 2 مليون دولار، وإحياء التراث الإسلامي 7 ملايين، وجمعية عبدالله النوري 5 ملايين.

– 100 مليون دولار من جمعية إيهام التركية ، ومؤسسة إسلام الخيرية 90 مليون دولار.

– 30 مليون دولار من مؤسسة راف الإنسانية ، 15 مليون دولار من جمعية الرحمة العالمية .

– وزارة الأوقاف 5 ملايين – بيت الزكاة يتبرع بـ 5 ملايين دولار.

– جمعية صندوق اعانة المرضى تتعهد بتقديم ثلاثة ملايين دولار لدعم الشعب السوري .

– اللجنة الشعبية الكويتية تتعهد بتقديم ثلاثة ملايين دولار لدعم الشعب السوري .

– سمو الشيخ سالم العلي يتعهد بتقديم 20 مليون دولار لدعم الشعب السوري.

– اتحاد المصارف الكويتية يتعهد بتقديم مليوني دولار لدعم الشعب السوري .

شاهد أيضاً

عاجل | كتائب القسام: مجاهدونا فجروا منزلا مفخخا بقوة صهيونية راجلة وأوقعوا أفرادها قتلى وجرحى بالقرارة شمال خان يونس

عاجل | كتائب القسام: مجاهدونا فجروا منزلا مفخخا بقوة صهيونية راجلة وأوقعوا أفرادها قتلى وجرحى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض